نكهةُ الجسد المعطّر بالسحر
كريم عبدالله
يرقصُ جسدكِ متبرجاً بسحرِ أنوثتهِ على أنغامِ كلماتي كاسراً قيودَ العبوديّة يعيدُ بناءَ هيكليةَ وجودهِ تتجلّى فيهِ الهوية دليلاً على الحضور في زمنِ الإجحاف , ما أطولها الأيام مِنْ دونكِ وما أقبحَ صباحاتها ! , مثلما ضاقَ صدري بهذا الوجع المزمن ضاقَ بالعقائدِ الخاوية وهي تحاصرُ مدنَ الجمال تكبّلها تجيّشُ الظلامَ تقودها صوبَ الهاوية , ما اختفتْ أطيافكِ عن ذاكرتي يوماً ولنْ تغادرها رغم خرابَ النفوسِ مِنْ حولنا , أيّتها الملاكُ الجميل أستنطقِ بؤسَ ضجرنا ورتابةَ الحياة السعيدة , أرضنا صالحةٌ للموتِ وحدهُ يُنبّهنا بأننا مازلنا نتنفس رائحةَ البارود اللذيذ , حصتنا كبيرةٌ يا عصفورة قلبي مِنْ هذهِ الحروب الفاشلة , أنفقنا أعمارنا ونحنُ نبحثُ عنّا بين رمادها , يا لهشاشةِ أرثنا هذا ! , ما أعمق وأوسعَ جرحَ الروح ! , أنّ خسارتنا تفوقُ أيّ خسارةٍ , أنّنا نغوصُ عميقاً في جراحنا النازفة , تشبعنا كثيراً بالفتن صنعت لنا تاريخاً مرعباً لا شيءَ سيُخففُ عبئه إلّا الحبّ , فتعالَي نهربُ مِنْ عتمةِ الدمار ونعلنُ ميلادَ عودتنا .