دولة على مَنْ ..؟

173

فاسدون ولا تدَّعون الصلاح ، فاسقون ولا تدَّعون العفة ، ناجسون ولا تدَّعون
الطهارة ، خائنون ولا تدَّعون الأمانة ، سارقون ولا تدَّعون النزاهة ، تافهون
ولا تدَّعون الحكمة ، كاذبون ولا تدَّعون الصدق ، فاشلون ولا تدَّعون النجاح ،
فما بات يُؤرقكم قُبحَ صِفاتكم وتعلمون بأن الوطن أكبر من نزواتكم ….! ،
فسهول وطني خُلقت للعمالقة ، وجبال عزه قممها شاهقة ، وشمس وطني لجلودكم حارقة
.. فحكمتموه بالجموع ، وأردتم له الخضوع ، وأسقيتم شرفائه كأس الخنوع ، وأقمتم
على أنقاضه دولة ….!! ، وتناسيتم بأن تيجان مجده ستبقى شامخة ، وبأن صقور
كرامته لن تعتليها غربانكم البائسة ، وبأن سحائب الرمل في صحرائه ستمطر
بدمائنا الحرة الشريفة الثائرة ، وبأن معالم دولتكم لن يبقى منها إلا أرواثٍ
لحُمْرٍ نافقة ….!!! ، هيهات ياوطني هيهات أن ترضى بهم دولة .. وأنت الذي لا
يُدال ، وأنت الذي لا تقبل الأنذال ، وأنت الذي يركع له التاريخ والأهوال ،
وأنت الذي عزه تسقى به الأجيال ، وأنت الذي إصراره لا يعرف المُحال ، وأنت
الذي تسمو له الأرواح بالإجلال ، وأنت الذي لا يقبل التركيع والإذلال ، وأنت
الذي صار لألسن صدقنا عزًا تشدو به الأقوال ، وأنت الذي من أجلك خُلِقَ لنا
الجبروت في الأفعال ….!!!! ، هيهات هيهات أن يقبل بكم وطني .. فكيف لي أن
أقبل ….!؟ ، وأنا الذي في سجونكم سَقَيْتُ المجد فخرًا ، وشَرِبَ الجلادون
تحت أقدامي ذُلًا وقهرًا .

بقلم الكاتب الليبي
محمد علي أبورزيزة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع