قبل آيا صوفيا;ماذا تعرف عن الجوامع التي تحولت إلى كنائس في إسبانيا

24

قبل آيا صوفيا;ماذا تعرف عن الجوامع التي تحولت إلى كنائس في إسبانيا

رنا فخري جاسم

 

نتطرق اليوم للحديث عن أهم الجوامع التي تم تحويلها في إسبانيا إلى كنائس، والتي يبقى أهمها جامع قرطبة الكبير. ونحن نعلم أن جامع قرطبة الكبير هو أحد أهم المعالم الاسلامية في إسبانيا، والمتبقي منذ الحكم الاموي للأندلس ، وقد أستخدم في أغراض عديدة تخالف مابني من أجله، وتحول منذ سنوات إلى كاتدرائية كاثوليكية ، وهو وضع تعاني منه جوامع في مدن إسبانية عديدة.

  وبني جامع قرطبة الكبير خلال حكم الدولة الاموية للاندلس، وأتمت جميع أبنيته بين عامي 786 و 988م.

التحويل إلى كنيسة

تم تحويل الجامع إلى كنيسة كاثوليكية في البداية مع إحتلال مملكة قشتالة للمدينة عام 1236م، ثم تحول إلى كاتدرائية، وأستمر الحال حتى حلول القرن السادس عشر. وقد تهدم الجامع مع مرور الوقت، وبنيت كنيسة بداخله. كما إنهار جزء كبير من مئذنته، وبني محلها برج الجرس الخاص بالكنيسة.

  وادرجت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( يونسكو) هذا الاثر المهم ضمن قائمة المواقع التراثية الثقافية العالمية في 1984. وأصبح المسجد يستخدم كمعلم سياحي من ناحية، ومن ناحية أخرى تفتح أجزاء من الكنيسة للكاثوليك لممارسة الطقوس المسيحية.

طلب الجالية المسلمة بإعادة فتح المسجد

  ومن وقت لأخر، تتقدم الجاليات المسلمة في إسبانيا بطلبات لإعادة فتح جامع قرطبة الكبير للعبادة ، لكن السلطات عادة ما تتجاهل طلباتهم المتكررة. وحاليا، ينظر إلى جامع قرطبة الكبير من جانب كل من الحكومة الاسبانية والفاتيكان على انه كنيسة كاثوليكية مسجلة وتابعة لأملاك الكنيسة الاسبانية وللفاتيكان،وتم تعيين إثنين من القساوسة كمسؤولين فيها.

قصر الحمراء بغرناطة

  وبجانب جامع قرطبة الكبير، يعد قصر الحمراء في غرناطة أحد أهم الآثار الاسلامية الباقية منذ الحكم الاموي للاندلس. وأصبحت كاتدرائية جامع قرطبة وقصر الحمراء في مقدمة الاماكن السياحية في إسبانيا ذات الجذب الكبير للزائرين. وأنشئ مسجد داخل قصر الحمراء عام 1308م، ثم تحول إلى كنيسة بدخول المنطقة تحت سيطرة المسيحيين، وهو اليوم مفتوح فقط للطقوس والعبادات الكاثوليكية. كما أنشئ مسجد المرابطين أحد أهم مساجد غرناطة، بين القرنين الثامن والعاشر الميلاديين، وعند إنهيار قسم كبير منه في القرن السادس عشر أنشئت مكانه كنيسة سان خوسيه وتم تحويل مئذنة المسجد إلى برج جرس الكنيسة.

جوامع أخرى تحولت إلى كنائس

  ولاتزال توجد بقايا من مسجد ( المهاد) في المنطقة الموجودة فيها كاتدرائية سانتا ماريا، المعروفة بأنها أكبر كاتدرائية في العالم في إشبيلية وقد أفتتح المسجد عام 1182م ثم تهدم في 1433م، بعد دخول المنطقة تحت حكم الكاثوليك. وكذلك مسجد ترنرياس، الذي انشئ في القرن الحادي عشر في المدينة نفسها، ويستخدم الان كمركز لترويج الفنون والصناعات اليدوية.

وفي مدينة طليطلة ( توليدو) وسط إسبانيا، بني مسجد باب المردم، عام 999م ثم تحول إلى كنيسة في 1085م وتستخدم المنطقة في الوقت الحالي كنصب تذكاري مفتوح للزيارات السياحية.

 

رنا فخري جاسم

كلية اللغات/ جامعة بغداد

Fakhrirana1@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع