جدارية عشق

189

جدارية عشق

رشا السيد أحمد

 

حقيقة ..
بعض الرجال كالجبال الشامخات يبقون خالدين مهما تبدل حال الكون

القصيدة

أناديك بصوت بلله الشوق و توق عتيق من زمن الرُقمْ الأولى

تعال نرقص سويا على المعنى المفتوح للتأويل على كل الجهات المدججة بالعشق والقصص الأنيقة ذات سمر إلهي
و نمسح بقصيدة
أثر الوجع والغبار والركام عن وجه الوطن و لنترك الحب يغرد ما يشاء من لطفه ليلامس ببهائه أوتار قيثارة عربية بعبق سعيد ثمل
فما زال صوتك يكسوها بالحياة فتنتشي في عروقها الرؤى اللازوردية

تعال اخبرك هذا المساء بسر
أيها القائد الثائر المشاكس الذي يعشق تراب الوطن جدا
و حبيبته زهرة الاوكسجين له

تعال واقترب …
مني فقط لمسافة قبلة من موت جميل حتى تسمع أولا الأناشيد الخالدة في ذات القلب
الذي سرقته ذات ليلة غامضة الأسرار
فيما كنت تحدثني عن جدك سومر وعن الأبطال والثوار وعن التتار الذين افسدوا مكتبة بغداد وافسدوا بغداد بهمجيتهم البشعة وافسدوا بلاد الشام

هل أخبرك بشيء .. ( فيما انظر لوجهك وابتسم بلؤم الفائزين )
ما زلت تسكن بقلبي من العهد القديم منذ كنت سيدة لمعبد أوروك و آلهة للينبوع وما قبل ذاك بعهد بعيد
وستظل الى ميثاق الفصول الأبدية مع الكون
لكن حاذر حين تقترب جدا
فما زلت برقا من ولع
و لم أنسى شغبك القديم معي في ليالي المدن الفارهة الجمال المدن البعيدة وشتاؤها الدافىء و كذلك في المدن المحتشدة بقصص الحرب

فما زالت عيون شاعرتك نوافذ لأسرارك العميقات
أيها العاشق الجسور
يا زهرة الروح ..

قلبي طافح بحكايا المدن التي اغتسلت بكل شيء إلا بالمطر
و بحكايا التراب الذي يبتسم كل صباح لزرقة السماء رغم نزفه الشديد
وهو يعرف أنه ذات يوم سيرحل من هذا الكون
مثله مثل كل شيء
قلبي كقلبك الوضاء المجاهد
فداء لمجد الوطن
كقلب النجوم التي تبزغ كل ليلة لتسعد الفقراء على الأرض
وهم يتسامرون تحت قبة السماء حول مائدة إلهية من ود

أما أشجار حديقتنا المعمرة
صارت قربانا لتدفئة الفقراء ذاتهم في يوم عاصف كما أخبرتني النجمة البعيدة
وكانت سعيدة بتضحيتها لأنها ستحيا من جديد في عالم من خلود

قلبي كقلبك ..
كقلب المدن الفينيقية التي تظل ترسم طريقها بعناية للمجد رغم الزلازل والطوفان الذي يجتاح العالم دون هوادة

أما تلك الروح غلالة النور
فهي تمضي .. مخففة من كل شيء
((( إلاك وتجلي الشعر )))

لم ارسم الشعر العاشق منذ ردح من وجع
لكنك حينما عدت احضرت معك الشعر خمرا
و اللغة حريرا
وكوكب دري يتوهج في وجهك كابتسامة الشمس في يوم إلهي لا يشبه إلا ذاته
أو كأنما نظر إليك رب الوجود وألق عليك من نوره نورا ومن قدرته غموضا فاتنا !!!
لا أعرف كيف أصف البهاء حينما يتجلى بيد الحب

ألا أني أقول لفرط دهشي به
قتلتني ..
ومن ثم منحتني رشفة حياة لأحيا من جديد ذات غرق
لا أريد هذا المساء شيئا من الوجود
فقط لنمضي أنا وأنت على طرف النهر الذي انساب ماؤه على صدر البحر فأمتزجا بأمر الله
على ذاك الشاطىء السعيد
الذي استمع لحكاياتنا السومرية تارةً وتارة لحكاياتنا الفينيقية وتارة كنا نستمع لأناشيد البحر
لا أريد كل ما يريده العالم
فقلبي صار تفاحة ناضجة هذه اللحظة
كل ما تريده هو السقوط صُعدا
أما شفتاي جل ما تريده قبلة خلود ذات سمر نتبخر معها كبخور المعابد نحو السماء .

سيدة المعبد – رشا السيد أحمد
‎2.3.2023 م

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع