ثقافة التفاهه

ثقافة التفاهه
إبراهيم الحسيني السيدعثمان

*لقد أثار فيلم( أصحاب ولا أعز ) ضجة واسعة على منصات التواصل الإجتماعي وانبرت الأقلام لتلقى بالتبعية على عاتق فريق العمل الذين اغوتهم المادة..والحقيقة أن الأمر اكبر من ذلك بكثير، والمتأمل والمتابع لمجريات الأمور وتطوراتها يدرك أن الأمر اكبر من مجرد ممثل اومؤدى تجرد من القيم والمبادىء سعيا وراء المال..ولكن ماحدث ومايحدث وماسوف يحدث ماهو الاترسيخ لمفهموم الرذيلة بعد تجميلها وتغليفها وتحصينها بمسميات براقة مثل ..حرية التعبير وحرية الرأي وحرية الإنسان .. ومن ثم تقبلها ، ولترسيخ هذا المفهوم كان لابد من مرحلة التمهيد وتهيئة الأرض للغرس الجديد وذلك بخلق أجيال هشة تحمل جماجم خاوية فتم ترسيخ مفهوم التفاهة والسفاهة وصناعة مثل وقدوة من خليطهما فانبتت الأرض بيكا وشاكوش والاسطورة ومن على شاكلتهم وغدا الإعلام يمجدهم ويجملهم ..فى محاولة لإقرار مصطلح الجهالة والسفاهة والتفاهة كأسباب للشهرة والمجد والمال.. هل رأيت قناة تستضيف عالما اومخترعا اومفكرا ساهم بفكره في تطور المجتمع..؟!فقط تستضيف اللاعب..اللاعب بالقدم واللاعب بالعقول..؟!!*
* وقد ساعد في ذلك إنهيار التعليم وانعدام التربية،لقد كانت المدرسة فيما مضى حرما مقدسا تربى وتهذب ثم تعلم وكانت المناهج تؤقد الذهن وتفتح العقل وتجعله قادرا على التدبر والتفكر ومن ثم الخلق والإبداع.. مخطىء من ظن أن الأمر مجرد صدفة..*
*بل خطة مدروسة بعناية فائقة لها انصارها واعوانها ومموليها .. نعم قد تكون بمجتمعاتنا بعض السلبيات والحالات الخارجة عن المألوف ولكنهم قلة لاتعبر عن مجتمع له عقيدته واصوله وتقاليدة ..إن ردود الفعل الرافضة والغاضبة عن هذا الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي والتى أثارت غضب المؤيدين والمروجين والداعين للانحلال تثبت وتؤكد نقاء هذا الشعب دينيا واخلاقيا وتؤكد على وعيه وإدراكه لما يدبر له.. ومما يؤسف له اقامة ( المهرجات )المعروفة بالمهرجانات فى الدول العربية لاستضافة وتكريم هذة النمازج التافهة..علينا أن نتوقع بأن القادم أسوء من حيث الطرح والتناول بالنسبة للأفلام أو غيرها، ونحن كشعوب لانملك حق التجريم ولكن نملك حق التحريم..إنهم يحاولون وسيحاولون تفريغ الدين من مضمونه من جوهره الثمين وحصره فقط فى مظهره الخارجي فلاضير أن تخرج من المسجد او الكنيسة الى الحانة ..ولاعيب أن تصوم وتترك لابنتك وزوجتك حرية الحركة ..؟!*
*إنهم لايدركون أن الدين والقيم والمثل داخل كل منا قد يكسوها التراب او تصدأ نظرا للعوامل المحيطة..لكنها حية تنبض ولديها القدرة أن تنفض عنها
الغبار..واخيرا لله در قائل *
*إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.*

بقلمى..إبراهيم الحسيني السيدعثمان
كاتب وشاعر..مصر

إبراهيم الحسيني السيدعثمانثقافة التفاهه
Comments (0)
Add Comment