كثيرٌ من الحب، قليلٌ من القلب

297
كثيرٌ من الحب، قليلٌ من القلب
سميرة سامي عواد

 

كل المشاعر البشرية أون لاين!! أصبح لدى البعض عطالة عاطفية وجسدية ، وثمة أمور يلفها الكتمان . التواصل الحقيقي بين الرجل والمرأة ضرورة ، ولو كان دون حب للحفاظ على النوع البشري .
من الأزل عرف الحب في أزمنة النزاع ، والخصام ، والجدل ، لأنه أفيون الروح وأحياناً يكون نوعاً من العقاب وتقلباً بين الجنة والنار !! يجرح بيد ويداوي بالأخرى !! نحبه بعيداً ونخشاه قريباً !! وقد نخافه أكثر مما نخاف من الكراهية !! وكأنه كلمات دامية وأفعال مقتلعة من جوف القلب!! في زمن تتدفق فيه أنهار العنف على أرض (الله) حيث بات مذبح ، ومن يذكر المذبح سيذكر القربان . (الصديق يوسف ) لم يسمح لأعز النساء وأجملهن أن تضلله. بلا تمهيد ولا مقدمات قالت : له إني أحبك . ولم يسلك طريقها المفروش بالورد. تركها بملء إرادته فسقط عليه الويل والكيد، بفعل الحب وتلك قصة بلا نهاية . ولأن روحه النبيلة لا تقبل الخيانة والعقوق قال : (معاذ الله ) وليس النبي كالبشر .اصطفاه أباه من بين إخوته وأحبه فسقط عيله الويل مرة أخرى بسبب الحب!! وكان ضحية كيدين كلاهما مرَّ ، كيد المحبة ، وكيد الكراهية . وصارت أيامه حديدية وكلُّ شيء ضاق عليه وأصبح بحجم سجنٍ أو جب !!
وبالنهاية شهد سقوط الكيدين معاً وبقيت (زليخة )تنتظره بخضوع صامت وصبر العجائز. و بعد ردح من الزمن انكفئ الأخوة المذنبين وظهر الحق . مريم الطاهرة طهارة المزن بين السحاب انتبذت ، لأنها حبلت بالمحبة وولدت محبة (والمسيح) صلب بسبب المحبة و قبلة يهوذا التاريخية ، التي ظاهرها محبة وباطنها خيانة . (إليعازر) قام من بين الأموات بقوة المحبة ، (والمجدلية المنفية ) عادت إلى عذرية الروح وثابت إلى رشدها بقوة المحبة . العزلة شرط بشري ،والمحبة شرط إلهي وإيماني لتحسين العالم وليس مجرد فعلاً متبادلاً بين رجل وامرأه . الحب لغة تخترق الروح تحي وتميت ، تدمر وتبني ، وتترك أثارها علينا ما حيينا. بوركت قلوب تبحث عن الحب وتخلص له وتسعى لأن يكون لأجل ذاته ويحول العبودية إلى حرية !! إنه من أعظم الأفراح التي تعيد للعالم رونقه المفقود. ولا يستوي الحب مع الرغبة لأنه فعل تلقائي وليس قرار . تبطله الملكية ويغديه الشوق . الآبقون الواهمون الذين يجهلون دفء الحب ، سيموت الحب بسبب الحرية الفائضة !! خذوا حريتكم وأعيدوا لنا المحبة .عجباً للذين يصرخون بعواطفهم الخاصة في كل حين ويتحدثون عنها وكأنها تعني سواهم . الحب لديهم في أحسن حالاته سلعة تافهة يحبونها بقدر الحاجة إليها . و المبالغة في الكراهية أحد وجوه الحب الذي يأتي ويذهب دونما سبب . وقال الصديق يوسف : ( همت بي ، وهمت بها ) ثمة محبة تحقن الدماء ، ومحبة تسفك الدماء . بالحب نسمو، بالمحبة نرتقي (الله) رحمة ومحبة ، ونحن خلقه المسبوكين من طينة المحبة التي تبني وتهدم .عفوً فادي البشرية ، لم استطع محبة أعدائي . والإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع