كأني احرث ارضا بورا

229
كأني احرث ارضا بورا
بن يونس ماجن

 

لا املك بيتا من بيوت الشعر
ولا بحرا من محيطاته
بل لدي كلمات يتيمة
اصطلي بها
امام جدوة محتظرة
وشمعة حزينة في مهب العاصفة

ذبحت كل احلامي وقرابيني
واحرقت مسوداتي
على محراب الشعر
ثم دخلت يوما
معبد الالهام
فلم يتقبل توبتي
وتوسلت الى القمر
فلم ينير سبيلي

لن اغادر هذا الحلم
وانا متحزم بكابوس الاوهام
لوكان الامر بيدي
لنبشت ذاكرة الاعوام
ثم القي اللائمة
على تعاسة الايام

كأني احرث ارضا بورا
اسأل الشعر فيجيب:
هل تريد فجاج الارض
ام غبار القحط؟
ام حصاد قافية
لفظتها بحور مفخخة

في راحة يدي قصيدة
لم اقراها بعد
منعني مقص الرقيب
من كتابتها

اربعة عقود
وما زلت احفر على جدران المنفى
حتى اتباعي من الغاويين
فقدوا بوصلة التيه
هكذا هي تجربتي الشعرية
شغب تحت ظل شجرة
امام قطار سريع صادم
يتماهى مع سراب المسافات
ولن يعود ابدا الى المحطة

في كل لحظة حرجة
امعن النظر في ورقة بيضاء
على منضدة مهترئة الاضلع
لا استطيع استيعاب المسارات الحلزونية

بعضهم يسألني:
متى تعود امورك الى نصابها؟
اقول لهم:
سوف أحذف خمس ثواني
من ساعة يدي
وسانتظر
رعشات شاعرهرم
فقد الذاكرة
لينبهني عن الاخطاء الجسيمة
وغير المقصودة
التي ارتكبتها في خربشات
نصوصي الرديئة

 

بن يونس ماجن

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع