قلب من ندى المروج

ترجمة: عارف معروف داوودي

307
قلب من ندى المروج
ترجمة” عارف معروف داوودي
شعر”كزال ابراهيم خدر

1

في سماء احلامي ذات الهموم المعطرة
أصبحتَ أنت فيها دمعةٍ بلونِ البرتقالِ
أصبحتَ شراباً بلذةِ الخمرِ على شفاهي
لكنكَ لم تصبح أبدا رذاذ مطرا
تمطر ليلاً ،على جسدي العطش
2
أنتَ بوابةٌ للسماءِ المليئةِ بالنجومِ
تُتوج روحي بباقةٍ من الازهارِ لا تنسى
.. إذا يوماً ما رقَصت منافذ قلبي
أو أصبحت يوماً ما وردة فلٍ بيضاء
أو ان الانتظار أصبح عروس الثلج
أو نبعاً صافياً
3
أودُ ان تظِلَّ رقصةٌ من وجهِ الثلجِ
كي أكتب أنا بدوري بساطتك
بياضك وسط قلبي
عندما تذوب في، تتحول الى ذاتي
وتنساب رويداً رويداً في بحيرة اشعاري
أو عِطر قطرات المطر المتساقطة
او قوس قزح، وتكون مأواي
4
في ليلة فضية النور
قطعت قلادة افاق القلب
أرهقتني لملمة قطعها المبعثرة
ارتديتها و وضعتها في عنقي
واصبحت همومي نهرا
5
يتوسلني قلبي برقة
ويطالبني رونق الكلمات الفضية
و يبوح لي بألاَّ
أدنو من الأشعار السياسية
و أكتفي بأشعار الحب فقط
كي لا يذبل نور القمر العسلي
و تضمحل المحبة
و تشتعل الأبدان نارا

6
يقولون لي بانني شاعرةٌ جميلةٌ
و محبةٌ و متمردةٌ
و أنا أقول
لو لم يكن لدى قلبي
فراشاتٌ متمردةٌ
ما كنتُ أصبحت
تلك الدروب السالكة
و إذا لم اُشاهد دجة الليل
ما كنتُ يوماً للاقمار نورا
ولا أصبحت يوما حضناً لمجرى هالك ،
او ضوء نهار
ولا أصبحُ هذا القنديل
الذي يتوسط جبينك
7
أرسلتَ لي هديةٌ جميلةٌ ,
مغلفةٌ باوراقٍ صفراءٍ
متساقطةٌ في موسمِ الخريفِ
كُنتَ قلادةٍ وضعتها في عنقي
و أرتديتُها و أقولُ مع نفسي
إذا مررتُ يوماً و هاجت عليَّ أنفاسي
وانتَ لم تقل لي شيئاً
فالقلادة تصبح سمفونيةً مليئةً بالالحانِ
و توزع على الناظرين الابتسامة.
8
خصلات شعري الأبيض الملائكي
أعرني شعرُك.
كي أصنعَ منهُ وتراً في سماء عيوني
كي أصنعَ منهُ اكليل وردٍ مليء بالالحانِ
تعزفُها أناملُك الجميلة
9
عيونكَ و ابتسامتك الهام اشعاري
تنساب قطرة
تلو القطرة و تكتب نفسها في كشكولي الشعري
كلما أردت الكتابة أخضرت الاقلام
و أحيانا تصبح طوفاناً
وتضيءَ فيها عيونك
و تطوقكَ محبة قلبي
10
لا ادري ماذا تريد
ان تكون بداية لسقوط الأوراق في الخريف
أو ان تكون انفاساً متعبةً
لا ادري؟
لماذا تود ان تكون فصل تناغم الربيع؟
و ترسم على شفاهك ابتسامةً أو ضحكة ؟
وأنا بدوري أود ان أمزج أنفاسك مع بعض
و أجعلها الفصول الاربعة
و تغطي قامتك اشعاري
و تكتب في كشكولي الشعري المحبة
تناغم و تنافر الغيوم
أو وميض غروب الشمس.
11
نحن عاشقان كساقينِ لريحانتين
كهودجٍ لعروسين على ظهرِ نهرٍ مجنونٍ
لو التقينا بقياسِ وردةِ نرجسٍ
حينها نصبح ثلاثة
وقتها كن أنت ينابيع قلبي
وأنا رذاذ مطر عينيك
كن أنت نهري الهادي
و أنا بحرٌ نائمٌ
نصبح مصدراً للالهام الشعري
و تنمو في ذواتنا نواة لأمطار العشقِ

12
عندما تصبح أنت مروج الجنة
انا أصبح قنديلاً متوهجاً
بل أكون تلك الاوراق المتساقطة من أزهارك
أكون لحناً صامتاً
أكون نسيم روحك
أكون سمفونيةً في ليلةِ الاحتفالِ
13
في بعض الاحيان
تذبل أوراق الوردة الرقيقة في كفي
وقتها تدخل في دائرةِ ليلٍ خفيٍ
كم أود ان احولكَ الى قطرةٍ
من عطر ذكرياتِ روحي.
و كن قطارة سقف عشقي
14
كون لي من دفاتر دموعك شعراً
مطرزاً بالفراشات
و امليء مقلة عيناك الدامعة من ندى
و اجعله نسيماً لصباحٍ بنفسجي
و أنا أكون لك كتابا من العشب الحزين
عندما يأتي فصل تساقط الاوراق والانفصال
وقتها أجعل من سماء قوامك المضيء
وفي وقت المساء من عشقك
جرده من كل هندام الحزن
و انا امسح دموع عينيك الحزينة
15
أنا دائماً وحدي
مثل أمواج البحار لا امتلك عنواناً
مثل نبع لا يهطل عليه المطر
قوامي كطير مصاب و مجروح
يم قلبي لا يهتدي أبداً و لا ينام
لاادري متى نهريّ قوامنا يلتقيان
لانني لا أتذكر منذ متى
و هي تجري معي
16
عندما أشعل النيران في سيكارة
و بين أصابع يدي
تمتلء حياتي بتهيئات الطير
و الطير يكون جذوراً لاشعاري
و أنفاسي الجليد ترتفع نحو السماء تطير
و لكن كطير اهلكه البرد
و لكن البحر يشبه قلبي
لا تفارقه ابدا امواج المأسات و الحزن
17
اود زيارة عناقيد العنب
في بساتين عيونك
و أُغني لكَ اُغنيةً
و أمسك يداك
و أتجول معك
تحت مطر غير معلن
و على أغصان شجر الرمان
أجعل منك قنديلاً لروحي
و تصبح غيثا ذات لون
تمطر رذاذاً
على أبدانِنا المتعبة
18
انا لا أرغب أبداً
أن تكون لازهار كلماتي الشعري نهاية
أنا لا ارغب
ان تنساني الحياة
كي لا أحوّلها الى جهنم مسعور.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع