قصص قصيرة جدا

179
قصص قصيرة جدا
بختي ضيف الله – الجزائر

* سيرة أولى

بعد أن شطبت القبيلة اسمه، عاد عنترة من متردمه مغاضبا..
استجار عبلة المتوهمة، لم تجره.. فقدت ذاكرتها؛ لم تعد تتذكر غير خروجها من ضلعه.

* وقاية
على دفتري عقرب.. لدغني..
نسيت أن أرسمه دون شوكته..
من حسن حظي، لدي ما يكفي من مصل الكلمات..

* انسجام

الكلّ كان غاضباً منه إلّا أنا..
تقدّمتُ نحوه، لمسته برفق.. رحّب بي.. أعطاني مبلغاً من المال، ثم شكرني..
– العفو.. أيّها الصرّاف الآلي..

* اللوحة الأخيرة
حاولوا وأد لوحاته حية، دافع عنها، طعنوه بخنجر.
في لحظة سكرهم، غمس فرشاته في جرحه، رسم قلوبهم الميتة…

* كابوس

هي لا تقرأ ولا تكتب..
تضع صور حيوانات لتميز أرقام هواتف أبنائها..
تسلل ثعلب ماكر إلى هاتفها ..
أخلط الصور.. نصب نفسه أسدا..
الحمل الوديع أصبح فأرا، يطارده قط شرس، والأسد أصبح كلبا، ينبح دون انقطاع..و.. اختلطت الأصوات، عمّ الضجيج..
استيقظتْ مفزوعة على رنة هاتفها..
-ألو…
– أمي الغابة تحترق..

* تطرف
كي يضفي عليها حياء، ألقى على وجنتيها حمرة.. كانت فرشاته أكثر حدة؛ نزف دم كثير على لوحة الحياة..

* نسخ مخيفة
سمع وأنصت للإمام وهو يصف للحاضرين الدَّجالَ و أفعالَه وقربَ ظهوره ..
أصابه رعب شديد..رأى أربعةً مثله يمشون في سوق المدينة..

* تفكيك
نسجت له نصا جميلا من خطوط حريرها، تاه بين مدلولاته..
في غفلة منها، غيّر العنوان، ثم أطلق عليها ثلاث كلمات..

* شخصية
لم يصدقه أنه كان فزاعة حقل.. استشهد من ضربوا ظهره ولم يتألم، ومن بالوا عند قدميه ولم يتكلم..
كرر أدلته حتى جف ريقه؛ لم يدرِ أن الكاتب يريده كلبا يعوي في نصوص حياته الطويلة..

* مرارة

رسم غبارُها الأسود صورةً سوداء في فنجاني الأبيض.. عمّ الظلام؛ فما وجدت غير وجهي برسمه المغشوش على سطحها.. كأنها تذوقتني قبل أن أتذوقها..
خفت.. رميت مكعبين من السكر.. تذوقتها.. وجدتها مُرةً..
رميت آخر.. مات في القاع ..تذوقتها ..
بقي الوضع كما هو..
أصابني الرعب من نظرات صاحب المقهى.. امتنعت أن أرمي الرابع..
شربتها مّرة ودفعت ثمنها الباهظ..

* إرث
استفاقت على قرع نعالهم عائدين، يستعجلون بقسمتهم.. لم تبق غير مساحة قبر واحد في مربع العائلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.