فيلم “الأسبوع المقبل”..الندم على الماضي والخوف من المستقبل وتقديس اللحظة

506
فيلم “الأسبوع المقبل”.. الندم على الماضي والخوف من المستقبل وتقديس اللحظة
جنان وكيل / خاص بالفكر

يركز فيلم الدراما الأمريكي الغنائي “الأسبوع المقبل/ A Week Away” الصادر أواخر مارس/آذار 2021، على اعتمال مشاعر الأمل والامتنان والحماس وحب الاسكتشاف في النفس البشرية، وتعزيز روح الاندماج والقناعة.

ويطرح العمل وجهة نظر روحانية صوفية تهدف إلى اعتبار الحياة هبة ثمينة من الواجب الاستمتاع بها والابتعاد عن إهدارها بمشاعر الندم على الماضي والخوف من المستقبل، واقتناص اللحظة الراهنة عوضا عن ذلك.

وتدور أحداث الفيلم حول سيرة حياة الفتى المتمرد ويل، الذي يعاني من إضرابات مرحلة المراهقة، ليختار قضاء أسبوع في معسكر ديني صيفي، متجنبا بذلك احتجازه في سجن الأحداث.

ويفتتح المخرج الفيلم بشارة حماسية تبعث على التفاؤل والحب والتحرر من القيود التقليدية والتلذذ بالحاضر ومعرفة قيمة اللحظة.

ويكشف العمل منذ المشاهد الأولى معاناة ويل بسبب فقدانه لوالديه وبقائه في دار الرعاية، والتحاقه بنحو 7 مدارس خلال 6 أعوام، غير خلالها 22 مكان إقامة، وقضى معظم تلك الأعوام في مخالفته للأنظمة والقوانين وتورطه مع أحد رجال الشرطة وسرقة سيارته.

وأمام الحقيقة المرعبة والخوف من الاعتقال، يتجه ويل إلى خيار مر لم يكن يوما في حسبانه، على الرغم من رفضه القاطع لأجواء المخيمات الدينية الصيفية والأنشطة الترفيهية المصاحبة لها، معتبرا أنها غير ذات جدوى.

ولكن تتالي الأحداث يكشف تحولا جوهريا في طريقة تفكير ويل، لينخرط بالتدريج في أجواء المخيم الغريبة عليه، ليخوض مغامرة جديدة، ويقفز قفزة روحانية تتكشف عن أمل غير متوقع، يُفرِز قوًى عاطفية ومشاعر جياشة لطالما كانت كامنة داخله.

وتساهم تجربة المعسكر واندماجه بالطبيعة الخلابة، في توسيع مدى رؤية ويل حول المحبة غير المشروطة والتفاؤل وأهمية الامتنان واتخاذ الابتسامة واللطف منهجا للحياة.

وسرعان ما نشهد وقوع ويل في غرام ابنة مدير المخيم، وهنا يتحتم عليه إما أن يسلك الطريق المعتاد بالهرب من كل شيء والتستر على ماضيه السيء، أو يواجه ذاته بمشاعره الغريبة ويعترف بالحب والانفتاح على تجربة جديدة.

ومع اندماجه في وسطه الجديد، يعيش ويل صراعا داخليا ومخاوف من انكشاف ماضيه الأسود، ما قد يتسبب بتخلي أصدقائه الجدد عنه، وبين المواجهة وإظهار الخفايا ومصارحة من حوله، واختبار صدق محبة محيطه الجديد له.

ودعمت الموسيقى التصويرية فكرة العمل الغنائي، وحاكت الروح المعنوية لترتبط كلمات الأغاني بالإيمان والروحانية ومشاعر الامتنان والانتماء إلى وسط قائم على المحبة.

واتسمت حركة الكاميرا بالهدوء، مع التركيز على الإضاءة النهارية وجماليات الألوان، لتقدم مشاهد سحرية خلابة ومتنوعة في الطبيعة الغنية والجبال الشاهقة والأنهار المتدفقة.

والفيلم من إخراج رومان وايت، وسيناريو كل من آلان باول وكالي بيلي وجابي فاسكز، وموسيقى آدم واتس، وشارك في بطولته بيلي ماديسون، وكيف كوين، وداف كوشنر، وشيري شيفرد، وآمي جرانت، وستيفن كورتيس شابمان، وإيان تاكر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع