دقت الحروب طبولها في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و بعض الدول و قبل ذلك في فلسطين فحدث ما حدث و خرج الكثير من أبناء تلك الدول للنجاة بأنفسهم و أبناءهم دون أن يستطيعوا الدفاع عن أوطانهم فطاقة الحرب أكبر منهم و الهروب بأبنائهم شر لا بد منه .
اختلفت الوجهات بالتأكيد فكل الطرق تؤدي إلى بلاد المهجر فكانت أوروبا الحلم و الدول العربية الأمان .. هكذا ظنوا و هكذا رسموا طريقهم بين حلم و أمان .
مضت بهم الأيام و ليتها لم تمضي ..
بل ليتها لم تأتي .. نعم .. فهكذا لسان الجميع فلا أولئك حققوا أحلامهم و لا هؤلاء شعروا بالأمان .
الجميع ينظر إليهم على أنهم غرباء أو بشر من الدرجة الثالثة .
صحيح أن بعضهم استطاع أن يكون شيئاً و خاصة أولئك الذين كانت وجهتهم أوروبا أو القارة الأمريكية فكانت لهم قيمة و إن كان هنالك من يعاني منهم و لم يستطع تحقيق و لو قليلاً من أمل لكن ماذا عن أولئك الذين بحثوا عن الأمان ؟
عن الذين اتجهوا نحو إخوانهم العرب ؟
للأسف زادت معاناتهم و اكتشفوا كذبة بلاد العُرب أوطاني .
لم يشعروا بالأمان و لا بالأخوة و هم بين إخوانهم ..
ابناءهم حرموا من التعليم و أطفالهم من العلاج و بناتهم العفيفات ينظرون إليهن و كأنهن سبايا ..
للأسف هذا واقع ما يحدث للهاربين من جحيم النيران في أوطانهم في غالب الدول التي يذهبون إليها و للأسف أنهم يعاملونهم بمبدأ الغريب الذي لا بد له أن يدفع إذا أراد أن يعيش و نسوا أن هؤلاء خرجوا هاربين حفاة يبحثوا عن إنسانيتهم و لو قدموا لهم شيئاً فإنهم يمنون به عليهم و يلتقطون الصور التي تكلفهم أكثر من ذلك الذي منوا به عليهم و التكلفة هنا ليست مادية بل و معنوية و نسوا رابطة الدين و رابطة اللغة و كذلك الرابطة الإنسانية التي تشعرهم بأن هؤلاء بشر لهم الحق في العيش على هذه الأرض و لو تناسوا كل تلك الروابط ليتذكروا على الأقل تلك المقولة الشهيرة : ارحموا عزيز قوم ذل .
محمد الدباسي
مؤلف و كاتب صحفي
رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب
maldubasi@gmail.com
رائعة…
محمد الدباسي لقد أصبت في كل كلمة
نعم ارحموا عزيز قوم ذل
صحيح زكية معاناة يعانيها كل الهاربين من جحيم الحروب و ليشعر بهم الكثير لاسف .. بورك مرورك