“رقصة الذّئاب”وقصص أخرى قصيرة جدّا

146

بقلم: حسن سالمي

السيّد

 

ما انفكّ يغور علينا بمفرده، غير مبال بعسسنا وحرسنا. يدخل زرائبنا فيخنق ما شاء من شياهنا. حتّى إذا دفنّاها، نبش عليها الأرض…

ذات ليلة سمعنا عواء ملتاعا فهرعنا إلى مصدره مدجّجين بالسّلاح والضّوء…

“اتركوه لعذابه جزاء وفاقا.”

عندما توجّهنا إليه صباحا لم نجده. فقط ثمّة خطّ من دماء، وآثار مشية عرجاء على الرّمل، وساق مقطوعة مدماة…

 

كالمعتاد

 

حوّل أحمالا من الجريد والشّمس حينئذ كرة تلتهب. مسح عرقه.  آوى إلى ظلّ نخلة. شرب من قلّة بليلة. أشعل سيجارة. عاد إلى الجريد يرتّبه. فجأة التهبت كفّه. من بين السّعف رآه… تشتدّ النيّران في عروقه، لا يأبه لها. يشذب مقراضيه، يقصّ شوكته المعقوفة. يشقّ بطنه. يضعه على موضع اللّدغة، يربطه. يشعر بكفّه تنبض كما القلب… يمتصّ سيجاره في هدوء. يعود إلى الجريد، يحمله أحمالا خارج مسالك الغابة… يحشّ حشيشا. يحزِّمه حزمتين. يلقي نظرة على طلع النّخل. تسبقه أحلامه إلى موسم الجني فيبتسم…

 

رقصة الذّئاب

 

عوى القائد فتجمّعت على عجل. بعد برهة كانت تركض رأسا إلى ذيل ضمن دائرة مغلقة …

بان التّعب على واحد منها… سقط لاهثا وسط الرّيح والثّلج فتوقّف البقيّة فجأة…

أسبل عينيه في استسلام:

“هيّا، اسكتوا جوعكم!

 

السّماسرة

 

تمدّدت آلهة الجمال على مائدة مستديرة وحولها رجال عليهم أبّهة… يسقط على الجميع ضوء فاتر تتخللّه ظلال قاتمة. ما بين الفينة والأخرى تشرق ابتسامة الآلهة فتبيضّ وجوه وتحمرّ وجوه.

قام زعيم: “… المرأة… المرأة… المرأة…”

رجل مسلوخ الوجه: “يحيا الزّعيم نصير المرأة…”

وامتدّت أيديهم إليها، وبسكاكينهم وأشواكهم راحوا يقتطعون من لحمها الطريّ ويمضغونه في لذّة…

 

صاحب القرار

 

يقيء ثمّ يعود إلى قيئه….

 

قلوب لا تنبض

 

“ما من طلب تطلبه لصاحبك إلّا وتأخذ ضعفه.”

“اطمس له عينا!”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع