رغيف الذهول الطري

172

سردار محمد سعيد

آلهة الأسى
ألا تشاركيني كاس حزن دهاق
وساقينا من بطاح تسمى عراق
يروى أن فيها مدارس يوم الخميس يحيي التلاميذ العلم
العلم الحزين منكس الرأس
ترن في الآحاد أجراس الكنائس فالصليب صُلب
حانات وعاهرات الأرصفة ينتظرن الرزق الوسخ والقوادون يمضغون السجائر
بينما تصدح بالذكر المنائر
تكايا وناس تقرأ القرآن وناس عن المبغى يتساءلون .
فيها بائعة اللبن الحامض والتمر العتيق والذكور يشربون وأنظارهم في ساحة النهدين تعتكف
فيها شارع الوراقين – المدرسة المستنصرية – .
فيها تصنع الساعة الدقاقة – الإسطرلاب – .
فيها المتصوفة –
أخوان الصفا –
ابن الهيثم يتغطى بكتاب المناظر–
قبورالأئمة –
وفيها يذبح العشاق –
أسواق الجوارى –
الغلمان والصبيان .
فيها حدائق وبساتين وزهور وريحان وشقائق النعمان .
أنا كفؤك
جبلت من طينة القهر
أنا بضعة منك
انا من ضلعك
لاشك انّا أكلنا الشوك معاً
تعالي نجرب
خلع جلد الحزن
الربيع يخشى ضياع رحيق الوردة
لاشيء يدعو العمر أن يتبدد
ونحن كروّاد مسرح
المشهد الأخير موت الممثل بهدوء
ألا تلاحظين الغصون أذرع تومي
إلى أين تومي
لا تدري أين تومي
والفاه بالصمت يومي
مَن يشكرالنحل عن الشهد
تعالي ننتفض مرة على الحزن المستبد
الأسى طاغية
الأسى حاكم يلتذ بسحق البسطاء
لا تضعي بينك وبيني سد
خليفة يفرح إذ يرى دموع الأنقياء
قائد يفخر بالشهداء
لايأبه لو احاقت المجاعة
وساد الجهل
تلك حكمة السماء
وعهد النجوم
وصمت الغيب
الناس يتكاثرون كالحشائش
اراك في خرير السواقي
في شوك القتاد
في لمسات الشرشف الحريري الباردة
في المروحة التي لا تعلم لماذا تدور
في تنهدات رابعة
في حكايات العجائزعن الحوت الذي يبلع القمر
في طلاسم النفاثات في العقد
كأن فحيح الثعابين يملأ المكان
الا تسمعين حفيف الورق المتساقط
ألا ترين ريش البلابل المنفوش
والورد المبثوث
فلماذا لا يقتحم رياها أنف الزمان
جامدة كمركز الدائرة
تعالي هذه الليلة
احيطيني
طوقيني
كمحيط الدائرة
أشبكي طوق السنين الباردة
دعي القبر الذي يضمنا
ينبت أربعة أذرع ملتفة على بعض
ثقي أننا نستطيع منع القهر من النمو
هكذا يا آلهة الحزن لنا أن نغفر خطيئة تبلد الأحاسيس
تصفح القواميس مهزلة
نقرأ عن أشيائنا المهملة
عن ظلالنا المتشتتة
عن ربيع غادر منذ ابتدأت الفصول
وفارس لم يتعلم متى يصول
عن عاشق غر
أقام فاصلاً بين رغبة الروح والإحساس

سردار محمد سعيد – أربيل —

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع