تجاهل
المايسة بوطيش
نسوك القوم وكأنك لم تكونين يوما بينهم، كوردة توارت في يوم صيف عن أعينهم,
تناثر عبيرها ذات يوم بعدما هجر الحب تلك الخيّم.
تناسو القيّم وكأنك لم تكونين برعما
لهى سنينا بين احضانهم،
عجاف سنين العمر وطاغية هو الاجحاف والزمن.
تناسوك كما نسو الأولين،
لا يذكرونهم حتى في مجالسهم
بدعاء رحمة ولا بتوفيق في دروبهم،
انستهم دنيا التلاهي حتى صلة الرّحم.
نسوك الأحبة رغما عنك،
وأنت تأبين نسيانهم ولا زلت تعشقينهم،
يطاردك الحنين وتتوقين لودهم،
ولو هم نسوك منذ زمن.
صرت كالأطلال المهجورة،
اذ طلع البدر ليلا ليضيء جدرانها
صرخت وجعا من الألم.
صعب تجاهل الأحبة على الذات
التي عطرت، ذات يوم مضاربه،
يد شدت معصمها و دفءها الذي على تربة جيدها وشم.
تناسو، وكل فيك صار أشلاء،
كحبة رمل أخذتها الرياح،
لتزرعها بين قوم يتشبتون بالقيّم.
تناسو، ورغم الحب الجلاد،
الروح لم تنساهم يوما
وفي سرب القوافي، هم وحدهم من يقدرون جيوش الحنين اذا حنّت تلك الانثي لقربهم، تشد العزم للسفر.
المايسة بوطيش، عين البنيان.، الجزائر.