تأملات في القران الكريم ح443

169

سورة التكوير الشريفة
بسم الله الرحمن الرحيم

فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ{15}
تضمنت الآية الكريمة ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ) , يرى اغلب المفسرون ان اللام هنا لام القسم , وغيرهم يرى انها لا النفي , والخنس هو ما يظهر ويختفي , او يتأخر في عودته وظهوره , واصطلح عليها انها تشير الى النجوم , لأنها تظهر في الليل , وتخنس في النهار .
( عن أمير المؤمنين عليه السلام هي خمسة انجم زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .

الْجَوَارِ الْكُنَّسِ{16}
تستمر الآية الكريمة ( الْجَوَارِ ) , تجري في افلاكها , ( الْكُنَّسِ ) , بمعنى المتواريات خلف ضوء الشمس .
هناك اراء عصرية , ترى ان الكنس هي الثقوب السوداء , حيث تعمل عمل المكنسة , تنظف الفضاء من الغبار الكوني والدخان الناتج من انفجارات النجوم , فتكون وظيفتها وظيفة المكنسة .

وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ{17}
تستمر الآية الكريمة ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) , يقبل ويدبر بظلامه .

وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ{18}
تستمر الآية الكريمة ( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) , اذا ارتفع , وعبر عنه بالتنفس بسبب اقبال الروح والنسيم والحركة والاصوات في بدايته .

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ{19}
تضمنت الآية الكريمة جواب القسم مقررا ( إِنَّهُ ) , القرآن الكريم , ( لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) , جبريل “ع” .

ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ{20}
تستمر الآية الكريمة ( ذِي قُوَّةٍ ) , قوي , شديد , ( عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) , ذو مكانة رفيعة عند الله تعالى ذكره ومجده .

مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ{21}
تضيف الآية الكريمة ( مُطَاعٍ ) , تطيعه الملائكة , ( ثَمَّ أَمِينٍ ) , على الوحي .
( في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل ما أحسن ما أثنى عليك ربك ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين فما كانت قوتك وما كانت أمانتك فقال اما قوتي فاني بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن في كل مدينة أربع مئة ألف مقاتل سوى الذراري فحملتهم من الارض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هويت بهن فقلبتهن وأما أمانتي فاني لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره وعن النبي صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل لما نزلت وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين هل أصابك من هذه الرحمة شيء قال نعم إني كنت اخشى عاقبة الامر فآمنت بك لما أثنى الله علي بقوله ذى قوة عند ذى العرش مكين ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .
( عن الصادق عليه السلام في قوله ذى قوة عند ذى العرش مكين قال يعني جبرئيل قلت قوله مطاع ثم أمين قال يعني رسول الله صلى الله عليه وآله هو المطاع عند ربه الامين يوم القيامة ) . “تفسير القمي” .

وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ{22}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَمَا صَاحِبُكُم ) , الرسول الكريم محمد “ص واله” , ( بِمَجْنُونٍ ) , كما زعمتم .

وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ{23}
تستمر الآية الكريمة محققة مؤكدة ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ) , يرى اغلب المفسرون , ان النبي الكريم محمد “ص واله” رأى جبريل “ع” على صورته في ذلك المكان السامي .

وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ{24}
تضيف الآية الكريمة ( وَمَا هُوَ ) , الرسول الكريم محمد “ص واله” , ( عَلَى الْغَيْبِ ) , ما يخبر عن الوحي , او ما غاب من الوحي واخبار السماء , ( بِضَنِينٍ ) , لها معنين :
1- من تهمة الظن .
2- من الضن وهو البخل , فهو “ص واله” لا يبخل بالتبليغ والتعليم .
( عن الصادق عليه السلام قال وما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه ) . “تفسير القمي” .

وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ{25}
تضيف الآية الكريمة ( وَمَا هُوَ ) , القرآن او الرسول الكريم محمد “ص واله” , ( بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ) , وهو ما تلقيه الشياطين الذين يسترقون السمع على الكهنة .

فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ{26}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) , بأي طريق تسلكونه بإنكاركم وتكذيبكم به .

إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ{27}
تقرر الآية الكريمة ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ ) , موعظة وتذكير , ( لِّلْعَالَمِينَ ) , من الجن والانس .

لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ{28}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) , على الحق .

وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{29}
تختتم الآية الكريمة ( وَمَا تَشَاؤُونَ ) , الاستقامة , ( إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) , المشيئة لله تعالى لا للناس .
( عن الكاظم عليه السلام إن الله جعل قلوب الائمة عليهم السلام موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاءوه وهو قوله وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العلمين ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .

حيدر الحدراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع