بغداد

158

يحدث ُ
أن تجهل َبغداد ُنفسها
لحظة أنقطاعِ البث ِ
وعواجلَ الأخبار ِ
وفوضى الموت ِ
في الجانب ِالآخر
من الحياة ِ
هناك أرض ٌبلا حياء
ثمة أمهات مبتورات
لا جنة ولا أقدام ولا قلب لهن
ينجبن َمن أجل ِالموت ِ
نذوراً
لعذراء ِالسلام ِ
ربما ماتتْ أسماءُ شوارعها
ربّما زوّرَ المسوخ ُمجدَها
يأبى الحزنُ إلا يكون إلا لها …
بغدادُ المجد ِ
وكلّ الأناشيد
زرعوا في رحمِ صدورهم
أسمَكِ
ستبقى نوارسُ دجلةَ
ترفرف ُعلى قبابكِ الزرقاء ِ
تظلّلُها بموسيقى الأزل
كخلودِ گلكامش
متوخياً كل َّحذر ِالعالم ِ
في أجملِ تصويرٍ للموت ِ
حينَ تسربتِ الأهازيج ُ
من أكفانِهم ببطئ ٍ
وغفلَ عنها المشيعون
بغدادُ
لربَّما كان َ حبُّنا لكِ مِن ْ طرفٍ واحدٍ…
هل ْ أحببتِنا يوماً….؟؟؟؟

الأديبة نيسان سليم رأفت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.