اخرجي من رمادِ اليأسِ

272

مرام عطية/

يا عروساً منذُ حقبٍ تختالُ على بردى
و منذُ حبٍّ تتربعُ على عرشِ النَّدى
أنغامُ كناركِ نسماتُ وطنٍ
ماذا أصابَ اليومَ كناركِ الغردا ؟
شالُكِ الحريرُ مهرُ عشقٍ قديمٍ
من نزعَ من شالكِ الحريرِ الشهدا ؟
و عقدُكِ اللجينُ من حمصَ فيروزهُ
مابالهُ الآن برياحِ الفقدِ مبددا
على خدِّكِ الأسمرِ تذبلُ أقمارُ الياسمين
وفي عينيكِ الكحلاوين تسيلُ أنهارُ دما
وأنا أبحثُ فيهما عن وجهِ أمِّي
فلا ألقى سوى السرابِ ممددا
أرتجفُ من البردِ ياأمِّي كعصفورٍ عصفَ به الزمهريرِ
فأين حضنكِ الدافئ يضمِّيني ؟
و أخي الفاقدُ ذراعيهِ يسألُني عن قمحِ يديكِ كلَّ جوعٍ
فأينَ غيومُكِ الثرَّةُ تغذيهِ ؟
انتهى صليلُ السيوف ياأمِّي
وماتزالُ رحى الحرب تطحننا
كأغمارِ الحنطة وتذرونا كالقشِ في القفارِ
عطشى مشرَّدين على الدروبِ كنعاجٍ تطاردها الذئابُ
نتسولُ الرحمةَ فيجيبنا السرابُ
أين حنانكِ الثرِّ ليروينا ؟
يانجمةَ الشرقِ
لم أبالِ يوماً بوحشةِ الشتاءِ وفاكهتهُ اللذيذةُ سناكِ
أو أخشى حيناً تصحرَ العالمِ و واحةُ الحبِّ النديَّةُ عيناكِ
يابنتَ الفينيقِ اخرجي من رمادِ اليأسِ
و عودي إلينا شمساً تزنِّرُ الرُّبا
فجراً نديَّا أو شلَّالَ ياسمين

مرام عطية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع