فَلفُول
خلود الشاوي
سَقَطتْ القطّةُ ُ(ببوس) من شرفةِ الطابقِ الثاني، المطلةُ على البركة، التي يسبحُ فيها الفيلُ ( فلفول) هروبا من صاحبةِ المنزلِ، بعدما سَرَقتْ سمكتَهَا (لأن القطَّ غيرٌ وفيٍّ لصاحبهِ). فَعَلِقَتْ بِخرطومِ الفيلِ، خوفا من المياهِ ، ثُمَّ نَقَلها الفيلُ الى اليابِسةِ.
فَشَكَرَتهُ قائلةً
شُكرا لكَ يا دبُّ…
فلفول : أنا لستُ دبا ! أنا فيلٌ !! ألا تَريّن ؟ لي أذنانِ كبيرتانِ. وخرطومٌ طويلٌ. وسنا عاجٍ. ولوني رصاصي. وذيلي طويلٌ،
ببوس : أعتذرُ كنتُ أظنُكَ دبا، لأني لم أرَ ايَّ حيوانٍ سوى أمي، ثُمَّ أخَذَتّني سيّدةُ المّنزلِ.
لكنَّ حَجمُكَ كبيرٌ،
كم سمكةً تأكلُ في اليومِ ؟
فلفول : أنا لا آكلُ السمكَ بل آكلُ النباتاتِ وأوراقَ الأشجارِ، أنا أصغرُهم حجما اما أبي يبلغُ أرتفاعهُ أربعة أمتارٍ ووزنُه سبعة آلاف/ كغم
ببوس : إذن أنتَ صغيرٌ ؟ أراكَ بمفردِكَ ،أينَ أهلك ؟
فلفول : نَحنُ الذكورُ نستطيعُ أن نَخرجَ لِوَحدِنا، أما ألأناثُ فَلا تقبلُ الجدّةٌ الكبيرةُ بِذلك. لأنها تخافُ عليهنَّ. وهي من تقودُ القطيع .
ببوس : تقودُكم أنثى؟!
فلفول : نعم .. أكبرُهم سنا ، لأًنها صاحبةُ حِنكةٍ. نَحنُ نعيشُ في تجمعاتٍ كبيرةٍ تسمى القَطِيعُ لكنَّ بعضَنا يُجيرُ على العيشِ لِوحدِهِ لأن البشّرَ يأخذُوهُ فيُتعبهُ الفراقُ .
ببوس : شكرا لك صديقي ..أما أنا سَيُتعِبُني فراقَ مَنزلهم