يا دعاة الحرية
سناء جديدي
المرأة، عيد المرأة، حرية المرأة، المساواة…
كلها شعارات رنانة تطرب السامع لكنها لا تقنعه، تذكرنا بقول الشاعر : أعذب الكلام أكذبه.
في عيد المرأة تكرم النساء! لكن علينا أن نتساءل أي النساء تكرم؟
هل هن النساء الكادحات؟
العاملات والمجاهدات؟
طبعا لا .. فذلك حكر على النساء اللواتي ينحدرن من عائلات غنية أو ذات نفوذ، هؤلاء يتلقين التكريمات ويظهرن في المنابر الإعلامية ويجزن في الحفلات رغم أن أكثرهن لم ينتجن شيئاً أو يبدعن في مجال معين.
يدعون للمساواة بين الرجل و المرأة لكن أليس من الأولى بنا الحديث عن المساواة بين النساء بمختلف وظائفهن ومكانتهن الاجتماعية؟
أليس من واجبنا لفت الانتباه للنساء اللواتي يجاهدن كل يوم من أجل توفير لقمة عيش عائلتهن؟
منهن من يمتن في الحوادث لأن الدولة التي تدعوا للمساواة عاجزة عن توفير وسيلة نقل محترمة، أليست وظيفة الإعلام الأولى هي نقل الحقائق وإيصال أصوات الناس؟
أليست المرآة العاكسة لواقع الشعوب؟
لم نر و لو إلتفاتة بسيطة منهم لفئة من النساء وهن النساء الكادحات اللواتي آثرن العيش بكرامة وشرف على حياة المذلة و الهوان، لقد طلبن ماء الحياة بعزة فجسدن قول الشاعر:
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزلِ
إنهن متشبعات بقيم إنسانية ثابتة لا تتزعزع كالكرامة وقدسية العمل، لم يفكرن يوماً في طلب يد المساعدة من أحد أو نيل شفقة الآخرين بل ترفعن عن كل تلك الأساليب واخترن الكد و التعب لتوفير لقمة عيشهن، فخرجن إلى الحقول والمزارع و الأسواق والطرقات مشمرات عن سواعد النضال لتأمين حياة كريمة ولا يحرمن صغارهن من شيء ويرفعن راية البلد و ينهضن به.
سناء جديدي
مؤلفة و كاتبة صحفية تونسية
مديرة مكتب الاتحاد العالمي للمثقفين العرب في تونس