مناصرون أم مآرب أخرى؟

مناصرون أم مآرب أخرى؟
محمد الدباسي

 

هي قضية و لا بد من مناقشتها فغلق الأبواب لا يجلب الهدوء دائماً و السكوت ليس دائماً من ذهب خاصةً لو كان المتحدث ممن أجاز لهن الدين لبس الذهب فهو موجود بحوزتهن ابتداءً و لسن بحاجة للبحث عن السكوت للحصول عليه .
قضية المرأة أشغلت المجتمعات و تصدرت الساعة كثيراً من الأوقات و وصلت إلى مرحلة إذا لم تكن معي فأنت ضدي .
قد تتوقعون أن أتحدث هنا عن قضية المرأة من زاوية طرف يريد أن يرد على طرف آخر و هذا بالتأكيد لا أريده الآن و إن كنت قد تحدثت في كتب سابقة عن ذلك فأنا أؤمن بأن هنالك حقوق سلبت منها و لابد أن تعود لها تلك الحقوق لكنني أكثر إيماناً بأن هنالك أطراف أخرى دخلت اللعبة لتستفيد من قضية ليس لها سوى طرفين جٌنى على أحدهما من آخر جنى عليه سوء تقديره .
نعم هنالك حقوق قد سلبت من المرأة و لابد أن تعود إليها و ليس ذلك بسبب الدين الذي أتمه الله على نبيه صلى الله عليه و سلم و لا تمام بعد تمام الله عز وجل لكنه بسبب كلمة ( عيب ) الذي حرم المرأة من بعض حقوق فظنوا أنها دين لأن تلك الكلمة كانت دستوراً عند شعوب تنتسب لهذا الدين و ترى صحة تلك الكلمة فظنت أن كل ما تراه صحيحاً هو من الدين لكن و رغم مطالبات المرأة بحقوقها هل تحقق لها ما تريد ؟
هل تغير حالها للأفضل بمعنى هل كسبت المرأة معركة مطالبتها بحقوقها ؟
هل أصبحت في وضع أفضل من ذلك الوضع الذي كانت عليه قبل أن تطالب بتلك الحقوق ؟
هل وجود المرأة في المقاهي تقدم الطلبات و عاملة في ورش السيارات و غيرها من المهن الخاصة بالرجال انتصاراً لها ؟
هل هذا ما كانت تبحث عنه المرأة ؟
هل وجودها كحارسة أمن في وظيفة لا بد من حضور قوة جسدية قد تحتاج لها في وقت ما أثناء وظيفتها انتصاراً لها ؟
هل ضعفها الجسدي إهانة لها أم كمال أنثوي زادها جمالاً ؟
هل أنوثتها نقص أم جمال لم يراعوه ؟
هل لكي يبرز دور المرأة في المجتمع لا بد لهم أن يبرزوا كذلك مفاتنها ؟
لم لا يبرزون عقلها فبالعقول تٌضاء الطرق ؟
لما لا يستمر فتح مراكز الابحاث لها و تتطور بما يخدمها بدلاً من فتح الملاعب و الحفلات لها ؟
أين الانتصار للمرأة في مواضع هي أشد حاجة لمن يأتي لها بحقها فيها ؟
أين الانتصار لحقوق المطلقة أو الأرملة أو المظلومة لتستطيع أن تعيش و تكون ؟
أين نصرتهم لتلك المرأة التي تم سجنها فقط لأنها تكلمت بما تريد ؟
لما تتحدث أطراف بلسانها و تقرر عنها باسم حرية مزعومة و ليست حرية تلك التي أعادتها إلى ظلاميات القرون الأوروبية الماضية التي كانت ترى المرأة جسداً يؤنس الرجال لا عقلاً آن له أن يضيء .
هل أرادوها منتجة في المجتمع و مربية أجيال أم سلعة رخيصة لهم ؟
باختصار لم تنتصر المرأة و لم تعود لها حقوقها بل ساءت أكثر من ذي قبل و لن تعود لها حقوقها إلا إذا حصلت عليها وفق ما تريد هي لا كما يُراد لها .
و باختصار أخير إذا أردتِ أيتها المرأة أن تحصلي على حقوقكِ الحقيقية فأخرجي الجميع من اللعبة فإن لهم فيها مآرب أخرى .

محمد الدباسي
مؤلف و كاتب صحفي يمني
رئيس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب
عضو مجلس أمناء جائزة الاتحاد العربي للثقافة و عضو بعدة كيانات
maldubasi@gmail.com

محمد الدباسيمناصرون أم مآرب أخرى؟
Comments (0)
Add Comment