مذا لو!

مذا لو!
وعد فايز موسى

 

لو نظرنا قليلًا حقًا إلى ما أرسمه من حياة بمخيلتي، وأشق خطواتي مضحيةً لتنقلب أيامي رأسًا على عقب، لنرى أنني أعيشُ في بلدتي ولم يتغير شيء، فما حرقها ألم ولا تبعثر سكانها، أستيقظ ورأيتُ وجهًا أحبه صباحًا، قبلت يدا والداي، ثم أبي اوصلني إلى مدرستي، حيث سألتقي برفقتي دون أن يغافلنا صراخ من خارج المدرسة أن هناك اقتحام اهربوا، سأسير معهنّ بأمان دون خوف من ما ينتظرنا من اشتباكاتٍ في المساء، أجلس بغرفتي أجهز دروسي لليوم القادم فتنادي أمي بصوتها المعتاد : الغداء جاهز، أتناوله بشراهة غير مبالية كم من الهرمونات فيه أو كم سيؤلمني بكثرة نكهاته، وبعدها يغتالي نعاس ويسرق صحوتي فأغرق بنوم عميق لا يشوبه إطلاق رصاصٍ أو قنابل..

فينتهي الأسبوع لأزور جدتي وألهو مع بنات خالتي، حيث نختبئ من أمهاتنا ونتبادل الأسرار، فيُوبّخونا لأنهم بحثوا كثيرًا واستصعبوا ايجادنا، فنضحك كثيرًا ونركض نسرق منهن عناق صلح، ونجلس مساءًا نستمع حكايا جدتي وهي تجدّل شعرنا واحدةً تلو الأخرى، وكلما انتهت نصرخ: نريد المزيد، وهكذا حتى تشرق الشمس..

لو أن الحياة كما أريد لما كانت دموعي تنهمر سوى لفرحي بوجود الجميع حولي، فكل ما أريده هو أن يكونوا بخير ولا يفصل بيننا مسافات أو خصام، ونعيش سويًّا بأمان في بلدتنا التي لطالما تخللت روحي، وما أردت عنها بديلًا..

هكذا سيكون كل شيء على ما يرام!

ولكن أنا أعلم ومتيقنة تمامًا أنه لا يمكن للحياة يومًا أن تكون كما أريد، ولكن ليتها!

 

مذا لو!وعد فايز موسى
Comments (0)
Add Comment