حروفٌ هاربةٌ لك!
وعد فايز موسى
إليكَ أنتَ!
حسنًا لن أقول لك أنني أنثى فريدة وغريبة، ولكن لأقول بعض الشيء أني لستُ كالأخريات! لا تنتظر مني أن أكون نسخة عن أختك التي تجيد الكلام الكثير، ولا عن أمك التي تجيد الطبخ بلذة ولا عن أمي التي تجيد الغزل الزائد.
أنا أستيقظ مبكراً جداً، ليس نشاطًا مني ولكن حبًا في شروق الشمس، أحب البقاء في سريري لعشر دقائق أسأل نفسي نفس السؤال لماذا أستيقظت اليوم؟ وقد أسأل نفسي ماذا أفعل هنا؟ كل هذا يحدث في صمت رهيب، لا أطيق الأحاديث الصباحية بل أمقتها!
قد أدخل السرور في صباحك أو أجعلك تحضن ضعفي قبل ذهابك للعمل، سأعدّ لك القهوة، لا تخف! قهوتي ثقيلة وخالية من السكر ومرّة هكذا أحافظ على أصالتها، سأحاول بعد ذهابك للعمل أن أكون ربّة بيت جيدة ليس حبًا مني للأعمال المنزلية لكن أنا أنثى تكره الفوضى، يكفيني ما بداخلي من فوضى!
سأعدّ لكَ الطعام بحب، فالتعلم أنها هوايتي، ولا تتفاجئ إن كان هناك في اليوم الكثير من الأصناف، الشعبي والغربي والخليجي، فقد أكون مللت وغرقت بين الأواني، لكن لا تغضب إن أحترق قليلًا في إحدى المرَّات، وإلى أن تعود ستجدني أنتظرك وكلي طاقة واستعداد للحوار وللتحدث عن كل شيء، عن جارتنا المزعجة، وعن أولاد الحي الذين يطرقون الباب ليأخذوا بعض الحلوى، ولسماعك وأنت تشتم مديرك في العمل، سأنتظر منك أن تقول لي “إشتقت لكِ” !
أنتَ تدرك جيدًا أنَّك ارتبطت بفتاة مزاجية متقلبة الحال، غامضة، ولكن تدرك وبشكل أعمق أني أحبك! فأن وجدتني أتصرف وكأني لم أعد أحبك لا تعر لهذه الحالة إهتمام، فقط احتضن بكائي، أرجوك افهم هرموناتي الأنثوية، لا تأخذ ما أقوله على محمل الجدّ إن كنت متعبًة منك، فغالبًا قلبي ينطق عكس ما يحمل بين ثناياه، لكن إياك وأن تقول كلاماً مبهمًا، لا أفهم مبتغاه، “كلاماً رمادياً” يقبل التأويلات الكثيرة، لا تحاول لعب دور الرجل الغامض -بالرغم من أن هذه الصفة تحيطني- ولكن قد يجذبني ذلك في بداية الأمر، في بدايته فقط!! لكن سرعان ما يجعلني أنطفئ وأبتعد؛ سر دوام الحب لدينا هو الشعور بالأمان “أغرقني داخل تفاصيلك” ،إن وجدتني أفتعل المشاكل الكثيرة، اعلم أنني أحبك جداً لكن لا أجد منك ما أنتظر.
لا تصدق ما يقولون ” الحب يقل بعد الزواج”، العبارة بحد ذاتها مرعبة، تلك أكذوبة زرعوها في رؤوسنا لنتوقف عن الحب لتبهت الحياة وتصبح مملة، أخبرك سر؟ أريد أن يكون لنا عالمنا الخاص الذي لا يشبه عالمهم المخيف، والذي أخيطه منذ سنوات في داخلي، مليء بالحب والدفء والأمان..
يهمني جداً أن تكون رجلاً ناجحاً، أباً أفتخر به أنا وأطفالي، سأسعى جاهدة لدفعك للنجاح، للمكان الذي تحلم به، في الوقت ذاته أنا أنتظر مساندتك لأصل إلى حلمي، أريد أن نسير معاً جانباً إلى جانب، كل ما تعب أحدنا دفعه الآخر، أعدك أنني سأسندك ولو كنت متعبة لكن أشعرني أنك تسحق ذلك.
لا تكن شحيحاً في مشاعرك، فقيرًا في زرع الأمل بداخلي، لا أدري من زرع في رؤوسكم أن الاعتراف بالمشاعر ينقص من رجولتكم ! صدقني الأمر عكس ذلك تمامًا، كلما أغرقتني بالمشاعر كلما ازددت رجولة في عيني، لا أريدك أن تأتيني بجبال من الذهب والفضة، ولا أريد منك هدايا تحمل من الجودة أعلاها، أو قول متجمل مصطنع غرضه فقط لتسليط أضواء الشهرة علىٰ كلانا، أو حفلة ضخمة لم يسبق لها مثيل، أنا أريد أن أطمئن فحسب، أن أجد كتفًا أميل برأسي عليه حينما تميل بي الركاب وتتعثر الخطىٰ، أن أجد أذنًا تسمع تفاصيلي بلهفة، وعينًا لا تبصر أجمل مني، أن أنام آخر كل يوم وأنا أثق أن أمري يهم شخص ما، يهمه بصدق وليس مجرد كلام قيل؛ فأنا لا تغريني في العلاقات ما ظهر منها، وإنما ما خفىٰ.
سأسامحك بقلبي، وأتعلم الطبخ كأمك، وسأثرثر قليلًا لكي لا تمل! سأحبّك كما لم تفعل امرأة أخرى!
لكاتبتها:وعد فايز موسى