تاهت سفينتنا

تاهت سفينتنا
وعد فايز موسى

 

لما المتنبي كان واقعي قال:

“ما كل ما يتمناه المرء يدركه

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”

وتاهت سفننا وما عادت تشتهي شيئًا، فما القلب بقى هو ولا الحلم بقي بداخله، ماتت كل شهواتنا بلمح حرب، وماتت معها آناتنا، مات الأمان، مات الشعور بالحياة، مات الوطن!

كم قالوا أشعارًا بأن الوطن هو من يعطي لمواطنيه معنى الحياة، وهو من يهديهم إلى سبل العيش، ولكن كان يخيل لناظرنا أنها فقط أشعارًا على ورق ليس إلا، ما أخذنا لها اعتبارًا ولا أعرناها حواسنا، وبعد أن عاث الحرب أفئدتنا وسرقت هويتنا أتتنا الضربة القضية لتوقظنا من سباتنا وتقول سُلب منكم كل شيء، حتى أقل الحاجات الأساسية التي من المفترض أن تكون للحي لم نملكها ألا وهي الهوية، لا يعترف بنا هنا ولا هناك، أُخذت مع كل قاذيفة هاون فرحة طفل كان يضحك هنا، وحلم شاب كان يتأمل مستقبله هناك، ما عادت أرواحنا تشتهي شيئًا، فماذا نشتهي ونحن الذين كلما اشتهينا هرمنا في حرماننا؟؟

وعد فايز موسى

أدبتاهت سفينتناوعد فايز موسى
Comments (0)
Add Comment