الروائي هشام بوشامة يصرح ل “صحيفة الفكر ” :
اختلال و تفكك حلقة “كاتب، ناشر، مكتبة، قارئ” تسبب تعقيد عملية إنتاج الكتاب و رهن مصيرنا ككتاب
هشام بوشامة قلم واعد استطاع أن يصنع له اسم و يلتحق بمصاف الكتاب ينحدر من دائرة عمي موسى بولاية غليزان بالغرب الجزائري ، إضافة إلى رصيده المهني و الدراسي تمكن من ولوج عوالم الرواية فيبدع ، و زاد شغفه بالمطالعة من تثمين موهبته و صقلها و نهل من الأدب العالمي ليكون نتاج ذلك روائي وفي رصيده أربع روايات منشورة آخرها رواية ” متاع إلى حين” .
عن تجربته و عن أعماله الروائية كان لنا هذا اللقاء الذي أجريناه معه على هامش البيع بالإهداء الذي احتضنته دار الثقافة الجديدة المجاهد “محمد اسياخم” بغليزان
صحيفة الفكر/ قبل الشروع في طرح الأسئلة ، هل باء مكانك إعطاءنا بطاقة تعريفية لك ؟
الروائي هشام بوشامة / هشام بوشامة روائي من بلدية عمي موسى ولاية غليزان، له أربع إصدارات في الرواية، خريج جامعة مستغانم شهادة ليسانس لغات أجنبية تخصص لغة انجليزية، شهادة تقنيات البيع في الوسط الصيدلاني”، شهادة تسويق المشاريع الناشئة، كما له شهادة مشاركة في دورة تجارة دولية، دورة نقل دولي وبضائع، وكذلك دورة les incoterms 2010.
اشتغل كأستاذ لغة انجليزية (2012-2016)، بائع صيدلي/ تاجر (2016-2017)، مشرف لوجيستيك في مصنع السيارات فولكسفاغن (2017-إلى يومنا هذا).
صحيفة الفكر / متى كانت بداية ولوجك إلى عوالم الكتابة ؟
الروائي هشام بوشامة / الكتابة توأم القراءة، وأنا دائما ما أعتبر نفسي محظوظا كوني أنتمي إلى جيل كانت فيه المكتبة المدرسية حاضرة والمطالعة جزء لا يتجزأ من المنهاج التربوي، كذلك كان التعبير الكتابي والشفهي ومن هناك بدأت رحلتي مع الكتابة.
صحيفة الفكر / هل تذكر أول خربشة خطتها أناملك ؟
الروائي هشام بوشامة / في الحقيقة، كنت كغيري من الأطفال أقرأ القصص، إلّا أنني كنت أعيد صياغة القصة بتغيير أدوار الشخصيات فيها، مثلا عندما أكتب عن بيضاء الثلج والأقزام السبعة” و أجعل زوجة الأب هي الشخصية المظلومة، هذا التلاعب هو من أعطاني لذة الكتابة ورسم لي الملامح الأولى للطريق نحو الكتابة الإبداعية.
صحيفة الفكر / كيف اكتشفت ميولك للكتابة
الروائي هشام بوشامة / بعد قصص الأطفال، أتذكر أنني قرأت رواية “رجال في الشمس” للعملاق غسان كنفاني، ومنها أدركت أن هنالك مستوى آخر من الكتابة يختلف تماما عما كنت أطالعه في القصص السابقة، ومنها بدأت محاولاتي في التقليد، و كنت كلما حاولت زاد شغفي لقراءة المزيد من الأعمال الكبيرة.
صحيفة الفكر / في أي جنس أدبي تبدع ؟
الروائي هشام بوشامة / أكتب الرواية، وهي كل ما أملك في رصيدي المنشور.
صحيفة الفكر/ لكل كاتب نموذج يقتدي به ، من كان مثلك الأعلى
الروائي هشام بوشامة / الأدب العالمي عموما، لا يمكنني الإشارة إلى كاتب واحد.
صحيفة الفكر/ من من بين الكتاب العرب و الأجانب الذين تأثرت بهم في كتاباتك ؟
الروائي هشام بوشامة / كما قلت سابقا، لا يمكن الإشارة لكاتب واحد، لم أقيد نفسي أبدا في القراءة وتلذذت بأكبر عدد من الأعمال الأدبية.
صحيفة الفكر/ حدثنا عن إصداراتك و ما عالجته من تيمات في أعمالك ؟
الروائي هشام بوشامة / أعمالي يغلب عليها الطابع الاجتماعي، في الحقيقة لا أراني مصلحا اجتماعيا ولكن هذا لا يمنعني من التصالح مع مجتمعي، أحاول أن أجعل من رواياتي مرآة عاكسة لما أعيشه.
صحيفة الفكر/ أصدرت مؤخرا مولود روائي بعنوان “متاع إلى حين ” حدثنا عن هذا الإصدار ؟
الروائي هشام بوشامة / هو ليس آخر إصدار، هو ثالث أعمالي، أما الأخير عنونته “نعيق البوم” و التي تتحدث رواية التاريخ والذاكرة، رواية سؤال الأنا وصراع الهوية، رواية الحبّ والحرب، ورواية الدّم والموت، فأنت عزيزي القارئ حين تقرأها لن تكون قادرا على الخروج من سيطرتها، ولا قادرا على التخلص من لعنتها، بل ستنساق لا شعوريا إلى ما تمليه عليك هذه السّنون الجاثمة على قرية “أولاد سيدي قاسم” أو قرية “أولاد سيدي صالح”.. لا ندري!!
انطلقت في هذه الرواية من الزمن الراهن أي الحاضر المتشبّع بأسئلة الماضي والتاريخ والذاكرة، هو ماضٍ لا نكاد نحفظه عن ظهر قلب لولا الكتابات التي اشتغلت على الفترة الزمنية السوداء التي مرت ثقيلة على أرضٍ لم تُشفَ ولن! إلا أنّ الذاكرة هذه المرة لم تشتغل على أحداث بعينها بقدر ما اشتغلت على سيكولوجية شخوص الرواية، هؤلاء الشخوص الذين يحملون في صدورهم أسرارا، وما أشقّ على الإنسان حفظ الأسرار، أسرارٌ تلازم الأنفس والأمكنة، ولست هنا لأحرق الأحداث، أتمنى أن تُقرأ الرواية على نطاق واسع.
أما فيما يتعلق برواية “متاع إلى حين” فتتحدث عن التباين المعيشي في الرقعة الجغرافية الواحدة، وكيف يرى الشباب من سكان المناطق النائية كيف أن الفرص لا تكون عادلة رغم أن الخيرات الموزعة هي خيرات بلدهم أيضا.
صحيفة الفكر / يشتكي عديد الكتاب من مشكلة النشر و غياب الدعم للكتاب وتحول النشر في الآونة الأخيرة إلى لعملية تجارية ، ما قولك في المسألة ؟
الروائي هشام بوشامة / المسألة معقدة، للأمانة لا تتحملها دور النشر فقط لأننا عندما نتحدث عن عملية إخراج الكتاب وإنتاجه او سلسلة توريده علينا أن نذكر حلقاته الرئيسية وهي “كاتب، ناشر، مكتبة، قارئ”، وجميع هذه الحلقات فيها اختلال، بداية من الكاتب الذي لا يقرأ إلى ازدواجية الحكم بين دار النشر والمكتبة وكيف لا يوجد تنسيق بينهما إلى القارئ الذي لا يقرأ إلا لأصدقائه ليعطيهم الانطباعات التي يريدون سماعها.
صحيفة الفكر/ ما تقييمك للمشهد الثقافي بعمي موسى وبولاية بغليزان عامة ؟
الروائي هشام بوشامة / بعض النوادي تقوم بأعمالها على أكمل وجه، خاصة “نادي ذئاب الونشريس للرياضات” الجبلية المختلطة الذي يشرفني أن أكون أحد أعضائه، فريق رائع جدا يقوم بالتعريف بمنطقته وما تزخر به من مناظر طبيعية وأماكن سياحية ومعالم تاريخية كلما واتته الفرصة.
صحيفة الفكر/ هل من مشاريع في الأفق ؟
الروائي هشام بوشامة / الكتابة والكتابة فقط.
صحيفة الفكر / كلمة أخيرة
الروائي هشام بوشامة / شكرا جزيلا لكم على الحوار و وافر الامتنان لصحيفة “الفكر” على منحها لي هذه الفرصة و أتمنى لكم كل الاستمرارية و التألق
أجرى الحوار / بوخلاط نادية