أيقونة سلام
جميلة مزرعاني
ذاك العندليبُ على شرفتي كروانٌ مثير يُدمِنُ التّغريد يخطفُ من سكون حجرتي حبلَ أغاريد من صلاتي سجدة يعزفها ترتيلة تنفخ في سرحان الفكر بارقة أمل جديد.تراه يشاطر وحدتي يساكن غربتي أنيس الخلوة يبدّل الشّجو مسرّات يمسح عن جبين الأحزان كلّ سطر كئيب آخذًا على عاتقه بَلْسَمَة كلّ حرف عليل.أُنْظُرْ إليه يقبع على غصون التّنهيد يغرّد خارج سربه يزيل الهمّ من أخمص الوريد وإن ظنّه البعض عابر سبيل،اعتاد مسمعي لمباهج لياليه ومهرجانات النّهار كمن يُقيمُ حفلَ هرجٍ منقطعِ النّظير يكاد يتراءى للكثيرين من المارّة أنّ المكان ملهى ترفيهيّ أو نادٍ ليليّ كلّما استوحى أنغامه من فصول النّظرات الشّاردة أو سرّ الابتسامات اللّامعة لا يتوانى يُنشئُ زقزقاتِ الأيّام على مقياس الوقت كملاكٍ صغير هوى من السّماء السّابعة ليرأف بي ويحنو عليّ بعدما خاب الورى تنفيس كربي وتبديد مواجعي فيستفيقني كلّ صباح على نغم عذب كمعزوفة ناي على وتر حلم. يستميل خُطاي إلى الشّرفة نتآلف معًا.نتوحّد معًا إذ توافقنا على لحن الحياة فلا يليق لموسيقانا الألم حتّى بات كلانا كالعين من البصر.أناوقلبي وعندليبي الصّغير أيقونة سلام على شرفة الحلم الجميل.
جميلة مزرعاني
لبنان الجنوب
ريحانة العرب