أنا الضّاد(بمناسبة عيد اللّغة العربيّة)

جميلة بلطي عطوي/

على الضّفاف يُزهرُ ورْدي

في الواحات يَهزُّ نخيلي أعناقه

أنا شُموخٌ لا تدركهُ الأحلام

توقٌ إلى البصمة الأولى

حروفٌ يانعة منْ رحم الكلام

تعانقُ الصّحراء

تبهرُ الماء

وتعشقُها الآكام

أنا في زحمة الأبجديّات

ثابتةٌ خُطواتي

أتسلّقُ شجرةَ البيان في خفّة الرَّشَا

أتدلّى على أدواحها عناقيدَ بوْح

بهيّة الصّوغ

جزلة الصّور

أُدهشُ المشاعر وتستطيبني الآذان

أنا العربيّة

أنا الأبيّة

مُذْ كان القول مِنْ دنان الكَلِم المُعتّق

مُذْ نما براعم على الجِلد

على الحَجر الصَّلْد

أنا العربيّة لا يُرهبُني التّنافس

لا تؤثّر في عراقتي وساوسُ المرتدّين

هواة السّؤال

عنّي

عن مدى نجاعتي في زمن العوْلمة

عنْ قُدراتي في مواجهة التّيّار

أنا العربيّة نَفَسِي أستسقيه من الوحي

من الشّعر

من الخطابة في محافل الأبطال

أنا أجيبُ

فيرتدّ على النّاكر السّؤال

ابنة الزّمان أنا

عصارة العلوم

نجوى العاشقين للكون والجمال

حروفي نوارسُ .. بالجناح تخفق

تحلّقُ في الآفاق

تنثُرني زهرا على الضّفاف

فيمتدّ عبيري على المدى نبتة في رحم القصيد

سلال وعْد وباقات وِرد

تضمّ الوريد إلى الوريد .

 

تونس … 18 / 12 / 2020

بقلمي … جميلة بلطي عطوي

Comments (0)
Add Comment