تلك التي كانت!
نورة سعدي
تلك التي لطالما انبثقت
من أعماقي دافئة حرّى
تلك التي لازمتني
مذ شببت عن الطوق كظلي
تلك التي تنتشي لحضورها روحي
يطرب لصوتها سمعي
وعلى تراجيع صداها تهتز أعطافي
ينشرح صدري
تتهلل أساريري
ويسعد قلبي
كلما أفلتت من صروف الحياة
معربدة لامبالية
بما يدور في مسرح اللامعقول
في هذا العالم الموتور
تلك التي كأنما تأتي
لتعتقني من إسار الشجون
لتحرّر وجداني من ربقة الانكسار
ودهشتي مما حاق بدنيانا
مما لاطاقة لنا به في زمن
العجب العجاب
زمن الاحتراب واللصوص والبهتان
زمن التسلط والنفاق
وماسحي الجوخ
وعبدة وثن المال
ممن يميلون حيث تميل الريح
وآخرهمّهم سعادة الانسان
تلك التي كانت لا تفارقني
وبألطافها تمحو وجعي
تشرق كالشمس حينما تغيم في عينيّ
نجوم الفرح
أينها الان ضحكتي ؟
لم ضلت طريقها إلى شفاهي ؟
ولم تعد تدغدغ مشاعري؟
تنضو أثقال هذا الزمن الرديء عن كاهلي ؟
فيا ضحكتي المرحة التي غمّ عليك عودي
عودي ولاعبيني كألأمس السنيّ الذي مضى،
لاعبيني ودعيني،
دعيني أرجوك أضحك ملء فمي !
نورة سعدي
…………….
غمّ عليك/ بضمّ الغين وفتح الميم