يَنْسابُ مِنْ رَوْضِ البَراعةِ

172

شعر عدنان عبدالنبي البلداوي/

تَنْأى بِيَ الذكرى وشـوقــي غامِـرُ

وبَريقُ حَرْفك فـــي الجّوَى يَتَسامَر

ورَفيفُ أَجنحةِ القريضِ لـه صَدَىً

فــــي الليل يسْرقُ غَفْوَتي ويُساهِر

وأَبُثُّ مِــــنْ شـوقي ، بـقافيـــةٍ إذا

عَـزَّ اللقاءُ ، مـــــع النسيــمِ تُسـافِرُ

أفَـكُـلما وَسَـــــنٌ يُـغازِلُ مُـقْـلتــــي

تَـغْـزوهُ نَسْـمَـــةُ يــَقـظـــةٍفيُـغـادِرُ

وإذا رَقَـدْتُ فَمــِنْ مَحاسِن رقْدَتـــي

حُلُمٌ بــــه وَزْنُ القصيـــــدةِ عـامِـرُ

وإذا ارتَقى المضمونُ صَوْبَ عَلائه

يحلــو النـشيــــدُ بـوَقْـعِـــهِ ويُــجاهِرُ

ينسابُ مـــــِن رَوْضِ البراعَة بُرْعُمٌ

أحْـلـــــى صـفاتٍ فيــــــه انـه زاهـِرُ

فإذا البـيانُ مـــــــع البـديـــــعتواجَدا

فَـلِـــرِحْلَةِ النـظـم البَـليـــــغِ تـَواتـــــرُ

ولِصورة الوصفِ الأنيـــــــــقِ مَعالمٌ

تـبدو اذا أذِنَـتْ لـــــذاك مَشــــــــاعِـرُ

إنَّ التَـفـنـنَ فــــــــي الكــــلاممواهبٌ

يســـمو بها مـــَنْ في التجارب ناظِرُ

يبقــــى رَصيـــدُ المفرداتِ مُوافيــــا

للإنتـقاءِ ولـــــــــونُ حـَرْفِــــهناضِرُ

إشراقـةُ المعنـــــــى دَليــــــلُتَبَصُّـرٍ

ورشاقـــــــةُ الألفـــــاظِ حَـرفٌ قادِرُ

أوْسِـــــعْ خيالاً فــــــــي رُؤاكَ تألُّقاً

فالشِـــــعـرُ دون تخَـيـّــلٍ يــتـناثــــرُ

وإذا شَمَمْتَ العِطرَ فـــــــــي أرْدانهِ

وعَلاكَ ضوْءٌ فـــــــي القوافي سائرُ

ألِّفْ لــــــه لحْـــــنَ التـفوّقِ عـازِفـاً

واسْتوْحـــــــي ما يَعلو بــه ويُفاخِرُ

إنّ التبحُّرَ فــــــــــي جمالِ بُحُورِها

خَـلْـقٌ لإبـداعٍ .. لـديـــــــــه بــوادِرُ

وإذا عَـــــلا الأغصانَ طائرُها شدا

دُرَرا بـــــــها عَبـَقُ البـلاغةِ زاخـرُ

تُهدَى لمـــــــن يبغي المعاليَ منهجا

فيـــــــــه التـعـفـفُ والإبـاءُ ســرائـرُ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع