وطن غائب

224
وطن غائب
سامية خليفة/
كتبْتُ قصيدتي
شرَّعتُ أبوابَها للحنينِ
أهديْتُها لوطني
رسمتُ على هامشِها
حقولًا من عوسجٍ
سقيتُها من أدمعي
كتبتُ قصيدتي
على قماشٍ من حريرٍ
كان عنوانُها اسمَ حبيبي
حينَ لامسْتُ كفَّ الحروفِ
غرقتُ في غيبوبةِ انتشاءٍ
يا لهذا البهاءِ !

كتبْتُ قصيدتي
بجموحِ شاعرةٍ
أطلقتْ بحروفِها
سراحَ وطنٍ مكبَّلٍ
كلُّ حرفٍ فيها كانَ اعتنقَ الغيابَ
فأمسى يهذي كأسطورةٍ
يتخفّى في الظلام
حتى مات فيه الشِّعرُ
تلك الشاعرة
صنعت المعجزة
أحيتِ الشِّعرَ من جديدٍ
صارتْ كفُّ الحقيقةِ هي الرّاجحةُ
الشِّعرُ ينسابُ رقراقًا كما النَّقاءُ
الوطنُ تعافى من حمّى الهذيانِ..

أحلمُ
أن تتخلّى الحروفُ عن جبنِها
أن تنفض عنْها مئزرَ التِّبعية
أن تختارَ لها سماءً من صفاءٍ
فترمِّمَ خطوطَها
وتلوِّنَ نقاطَها
وتمسيَ مزارًا للعاشقينَ
للثائرينَ
وسهامًا للغادرينَ
أحلمُ
أن أجوبَ صحراءَ الحبِّ
أن أسمعَ صوتَ الفراغ
أن أرى بريقَ السّراب
وحين أعثرُ على عاشقٍ تائهٍ
أو على ثائرٍ منفيٍّ
حتما سأسألُهُ
عمَّ تبحثُ
في أرضِ الفلاةِ ؟
وحتما سأردفُ عليه السؤالَ
أتبحثُ عن آثارٍ بين الأطلالٍ
وهل العواصفُ ستتركُ مكانًا لآثارٍ؟
وحتما أنا من سيجيبُ
الحبُّ والثورةُ كتابانِ نقيان
افتحْهُما ولا تندهشْ
إن العواصف محت عنهما الحروف
اقرأهما كتابين في الروح
هناك الحروف لا تمحى
سامية خليفة/لبنان
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع