وطن غائب
سامية خليفة/
كتبْتُ قصيدتي
شرَّعتُ أبوابَها للحنينِ
أهديْتُها لوطني
رسمتُ على هامشِها
حقولًا من عوسجٍ
سقيتُها من أدمعي
كتبتُ قصيدتي
على قماشٍ من حريرٍ
كان عنوانُها اسمَ حبيبي
حينَ لامسْتُ كفَّ الحروفِ
غرقتُ في غيبوبةِ انتشاءٍ
يا لهذا البهاءِ !
كتبْتُ قصيدتي
بجموحِ شاعرةٍ
أطلقتْ بحروفِها
سراحَ وطنٍ مكبَّلٍ
كلُّ حرفٍ فيها كانَ اعتنقَ الغيابَ
فأمسى يهذي كأسطورةٍ
يتخفّى في الظلام
حتى مات فيه الشِّعرُ
تلك الشاعرة
صنعت المعجزة
أحيتِ الشِّعرَ من جديدٍ
صارتْ كفُّ الحقيقةِ هي الرّاجحةُ
الشِّعرُ ينسابُ رقراقًا كما النَّقاءُ
الوطنُ تعافى من حمّى الهذيانِ..