وحشةُ الدفاتر..محطاتٌ بلا لافتة للشاعر كريم عبدالله/بقلم الشاعرة مرشدة جاويش

186

قراءة تحليلية بقلم الشاعرة : مرشدة جاويش

وحشةُ الدفاتر.. محطاتٌ بلا لافتة – كريم عبدالله


………..
في وحشة الدفاتررمزية تجاهر بما تيسر من محاورها وأركان تمددها على مدار العمر وهي تحمل هذاالسلاف الذي يخوض سباقه نحو رئة وحيدة لا يقصد سواها حتى تتنسمه ويحوز ضوعه رضاهافتدمن معاودة تنسمه بل تبحث عنه وتتدثر بضمخ زخاته التي تتكثف مع دفء عناق الحروفتلك هي عنونة النص أو خريطة حضوره في ذهن المتلقي في وضع تصويري مبهر عبر خلو تلك الدفاتر منلافتات تحمل إشارات إرشادية فيصبح الأمر خالي من أي فنارات تتيح رؤية واضحة عبرالأمس في فلاش باك تصويري بديع بوضع تلك السطور الحياتية التي كونت دفاتر الذكرياتبوضع دروب تشبه مفترق الطرق الزمكانية في تجسيد مزدوج لتلك المشاعر المعنويةالمتراكمة بعد تجريدها من تجسيدها كمحفز حياتي للتذكر ثم وضعها في مجسد يحمل طبيعةورقية ثم في لمحة سريعة مبدعة يضع ما تحويه في هيئة دروب غير معنونة القسماتووضعها في إطار جمادي يتمدد عبر الاستعانة المستترة بقانون التمدد الذي يصيب تلكالمواد بالتمدد والإنكماش هنا لم يختل ميزان الصورة ولكنه وضعها على المحك فيدائرة لا تتوارى من عودة تلك الذكريات في ثوب تصويري جديد يحمل عبق العطر في تأكيدعلى ما لتلك الذكريات من تأثير برغم عدم عنونتها بما يشي بحضوريتها في تلك الدوامةالتي تحيط بتلك الذات وتصل بها لرحلة تحمل أكثر من وجه
نحن أمام هذا التماسما بين تلك الذكريات معلومة المصدر وتلك المسالك المجهولة فيها والتي ترسم ما يمكنأن يشي بعدم فهم تلك المحطات وكيفية تكلسها و حقيقة تحركها من الخلف للأمام والعكسفي شريط عرضها في سرد يحمل هذا الدفق من المشاعر القلقة والصور المدهشة كما في هذاالتحويل المؤنسن لدفاتر الذكريات تلك بواسطة الجزء ( عين ) والتي تتحول لنجم يرسلومضات الضوء في تركيب تصويري مائز عبر هذه الايماءة التي تجعلنا في مهب مشهد صامتولكنه يشي بما تريده تلك الذات الواهية للسطور أحبارها ثم تحويل السهول لطبيعةبشرية تقبض على مجريات الأمور وتغير مسارات تحركها بل ترسم كيانات جديدة علىاللوحة في لفظ بسمة وإرفاق حضورها بلفظ أخرى الذي يعني الخروج من دوامات الشجن وإنكان في ظرفية المؤقت عبر استحضار ناموس كوني يحملها على جناح الميلاد وكحالة كلمولود فهو لا يملك خبرات الحياة لهذا يصبح تعبير ( لا يحتمل الإبحار ) مائز جداًفي هذا الوضع التعبيري عبر حضور شعور معنوي ( القلق ) في صدر المشهد التصويري وفيلمحة حاذقة يضع الفجر ونظرته للغد في تعبير ( يرسم الشفق يتئد في ضحى الشفتين ) فيتصوير مبهر لهذا الحلم الذي يحمل الفجر فنحن هنا في معية الشفق المدني الذي يعقبهالفجر وليس الشفق المسائي الذي يعقبه الغسق ثم الليل ووضع الضحى هنا لمحاولة تثبيتهذا الشروق وعدم تعاقب الغروب الذي يعدّ رمزية للغياب من خلال محاولة التأثير منخلال الصورة على ناموس كوني
ثم تأتي الإفاقةلتحمل هذا التأكيد على محطة مهمة في تلك السردية وهي الحلم ( توقظ الحلم ) فيإسقاط على عدم اكتمال الصورة في وضع يحمل معاني تحتمل التأويل مع حضور ( لبلاب )والذي يحمل هذا الظل الذي قد يكون دثار والأغلب والأعم أنه حينما يغطي شيء آخر يصبحالأمر في ظرف وجود متطفل يخنق بهذا الدثار مضيفه في تنويه عن هذه الحالة المتسكعةمن الرؤية في ظل تلك البرودة التي تحمل هذا الشجن في روح السارد وتحول النظرة نحوتلك الذكريات التي يتضح تصورها لنصل بها لحالة هذا الوصل المنقضي الذي مازالتنسماته تحمل أريج غير متصل ولكنه محسوس
النص محاط بمحاولاتتغيير ماهية هذا الغياب في استمرارية حضور الألفاظ التي تشي بهذا الغياب وانقضاءالوصال ( ينقشك على قميصه ويلوح ) فالذكريات هنا تحمل رمزية لهذا البوح والقميصرمزية لتلك السطور الموشومة على صفحة هذا الآدمي فالقميص هنا ملكية خاصة له وإنوضع بحضور حرف الهاء التي قد ترفعه إلى مخاطبة آخر ولكنها تحمل هذا الحذق فيالتعبير عن الذات لأكثر من طريقة خاصة أنه في محل الراوية الذي لا يخبر عن الغيرإلا من خلال الإخبار عن ذاته هو فعند نقطة الأنا التماس الذي يربط كل الأحداث
ثم ختام يحمل المواعدةمن خلال هذا الخض الذي يقلل ويرج كل ما وضع في شرنقة يحيطها اللبلاب فيخرج منهامزيج آخر يحمل محصلة كل ما كان في إستبيان مغاير يحمل كل تلك الوعود التي تحملالمواعدة في سرابية من يرى ولا يستطيع اللحاق بذيل رؤيته فقط يقف أمام حائط سؤالدائم الشكوى والتململ وهو يبكي فقدان الإجابة
هنا نحن أمام روح فيدثار حبيبة وحبيبة تعنون عن روح في تورية وارفة نصل بمقتضاها لآخر محطات السرديةونحن أما تلك الروح القلقة التي تتسكع بين محطات حياتها الخمس والتي تقف وهيمتزينة بكل حلقاتها الحلوة والمرة في درامية إنسانية تحمل كل المتناقضات ما بينالسعادة الممزوجة بالشجن والمرارة التي تترك تعرق القروح على مفارق الدروب الغيرمعنونة فكيف نفسر الماء الذي يعتمره اللهب أهو طرح بركان أم سلسبيل مسّته عوائدالزمن .

 

وحشةُالدفاتر.. محطاتٌ بلا لافتة – بقلم :كريم عبدالله .

كانتْ تتمدّدُ علىأريجِ كلماتها تفترشُ الأحلامَ ينزلُ منْ عينيها بريقٌ يُوميءُ للسهوبِ بالأشتعالوأناملها ترسمُ بسمةً أخرى في وحشةِ الدفاتر يتهدّلُ هلالها في إزرقاقِ الأوردةِالناضجة لا يحتملُ الأبحارَ في قلقٍ أرهقهُ رسمَ الشفقَ يتّئدُ في ضحى الشفتينِ فأستفاقنَهْبَاً تخطفهُ وصيفاتها مأسوراً يهوي مكتفياً بالتسكّعِ حتى القرارَ في صورةٍتوقظُ الحلم منْ خلفِ جدارٍ ترسلُ قدميها حافيتين تدوسُ بأناملها رمالَ جذورهِبرعشةٍ ساخنة فيتسلّقُ اللبلاب على شرفاتها ينحني أيّتها القريبةُالتي تُسخّنُ لهفةَ بعيدةً باردة تتحصّنُ خلفَ مفاصلِ الدهشةِ بكوزٍ تتعتّقُ فيهِللآنَ ينقشكِ على قميصهِ ويلوّحُ بهِ على ضفافكِ هذا الوجعُ المتطاول على شواطىءٍمذعورةٍ موعدهُ معَ شمسكِ نبضٌ يعصرُ أثداءَ الأنتظار يرسمُ على أوراقِ خريفهِخضرةَ ربيعِ قادم كيفَ لهُ السفر ونجومكِ تخفقُ باحبارهِ تتكوّمُ في إزميلٍ تحتَيومياتهِ الباردة وسماؤه الشاتية تنتظرُ دفءَ أمطاركِ . ؟ !كيفَ لهُ أنْ يكتبَوأوراقهُ حبيسة في خزانتكِ تتسابقُ تتعفّرُ بعطرِ مبخرتكِ هناكَ وقفازاتكِالمخمليّة تمتصُّ صوتهُ المبحوحَ في ناياتكِ . ؟! ألا تعلمينَ كيفَ تغوصُ مواقدهُمهتاجةً في ثلوجكِ تختضُّ كلّما تومىءُ عينيكِ بموعدٍ آخر يمضي مخموراً فتتكشّفُألوانهُ حينَ يفركُ كفيهِ ويتساقطُ السراب هشّاً . ؟ !لا بدَ سيخرجُ الى الشارعِيحملُ غيابكِ المتكررَ يُجاهرُ في آخرِ قصائدهِ بتمرّدِ الجسد ويحلّقُ بكِمتبرّجةً بالخمسينَ منْ ألغازهِ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع