هل تهمنا الانتخابات الأمريكية ؟

160

محمد الدباسي/
انتهت الانتخابات الأمريكية و فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترمب .
فوز بايدن لم يكن بسبب أنه الأفضل فقط لكن لأن ترمب كذلك كان سيئاً بالدرجة التي ساعدت منافسه على الفوز عليه دون صعوبات كبيرة فترمب لم يستطع إدارة ملفاته بشكل جيد خلال الأربع سنوات الماضية و تعامل معها بمبدأ الصفقات التجارية و كأنه يدير إحدى شركاته الخاصة فلم يستطع إدارة الملفات السياسية بشكل جيد بل كاد أن يدخل البلاد في مشكلات بسبب تلك السياسات و بسبب اندفاعيته و سوء إدارته لتلك الملفات و كذلك سوء سياساته الداخلية بل و عنصريته اتجاه السود و المهاجرين مما أدى إلى زيادة انقسام المجتمع الأمريكي بالإضافة إلى أنه لم يحل أزمات البلاد الاقتصادية رغم المليارات الكثيرة التي أدخلها إلى البلاد لإنعاش الاقتصاد و التوظيف و إن تحسن الاقتصاد نوعاً ما قبل أزمة كورونا و أيضاً لم ينجح في الملف الصحي رغم انتقاده لبرنامج أوباما كير و أنه سيأتي بالبديل الأفضل و لا كذلك في ملف أزمة كورونا مما زادت حالات الإصابة بالفايروس إضافةً إلى بعض الفضائح و التي كادت أن تعجل بإجراءات عزله و لذلك وجد بايدن نفسه أمام طريق ممهدة إلى البيت الأبيض فاستطاع الوصول إلى الناخب الأمريكي و أنه المنقذ الذي لابد له من أن يأتي خاصةً و أنه سياسي متمرس قضى عمره في دهاليز مجالس الشيوخ بالإضافة إلى أنه نائب رئيس سابق بل إن بعض عقلاء الجمهوريين أيد المرشح الديمقراطي لتلك الأسباب و لعلاقاته الجيدة بهم و لا أعتقد أن ترمب يستطيع أن يخوض السباق في المرة القادمة فلا أظن أنه سيحظى بتأييد حزبه مرة أخرى هذا إن سلم من الملاحقات القضائية أو الفضائح لكن السؤال هنا هل تهمنا الانتخابات الأمريكية ؟
من المؤسف أننا نقول نعم و من المؤسف أكثر أن هنالك من يقول بأن الانتخابات الأمريكية لا تهمنا و هؤلاء بالتأكيد هم من أسباب ضعف و هوان أمتنا في وقت ظنوا أنفسهم أنهم بهذا الكلام يعيشون في عزة و التي هي بالتأكيد عزة سرابية .
نعم فالعزة ليست بتكذيب الواقع لكن بصناعة مستقبلنا وفق معطيات حاضر ندرسه و نطوره .
إن الانتخابات الأمريكية مهمة بالنسبة لنا لأن لها تأثير بالتأكيد و للأسف على الأوضاع السياسية التي نعيشها في هذا العالم الذي نعيش فيه و أن التأثير لن يكون إيجابياً بالضرورة في حالة فوز من نريد فهو لم يتولى الرئاسة لتحقيق طموحاتنا بل مصالحه و مصالح شعبه لكنه على الأقل إن لم يكن به نوع من الإيجابية لنا فهو أخف الضررين ليعيننا ذلك أكثر فيما لو فاز من لا نريد على لملمة جراحاتنا و رسم خطواتنا لنعود لسابق عهدنا أمة متقدمة فمن المهين بالتأكيد أن نعتمد كلياً على انتخابات أعداءنا لتحدد مصيرنا فالأحرار يصنعون مصيرهم و يقررونه بأمر الله ثم بتخطيطهم و استغلالهم للمعطيات لأن العزة لا توهب .
إن أوروبا باتحادها و قوتها تتأثر بالانتخابات الأمريكية و تهتم بنتيجتها بل و ترغب بفوز مرشح على آخر فبعض دول الاتحاد الأوروبي و كندا لا تريد لترمب مثلاً أن يتولى فترة ثانية في المقابل أن روسيا و تركيا تريدان لترمب ولاية أخرى و كذلك تريد بعض دول الخليج و مصر لترمب أن ينتصر رغم اختلافهم مع تركيا لكن مصالحهم معه بعكس إيران التي تريد لبايدن أن يسكن البيت الأبيض و كذلك قطر و اليمن فمصالحها تريد ذلك و بقية دول العالم بالتأكيد من آسيا و إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية لكل منها رغبتها و رغم ذلك فالدولة القوية منها تستطيع إدارة مخططاتها و إن فاز من لا ترغب به لكنها فقط تغير في طريقة ذلك التخطيط و لذلك ليس عاراً أن نهتم بالانتخابات الأمريكية لكن العار أن تحدد نتيجة تلك الانتخابات قبلتنا .

محمد الدباسي
مؤلف و كاتب صحفي
رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب
maldubasi@gmail.com

تعليق 1
  1. avatar
    زكية الصالح يقول

    نعم، بلاشك يحددون قبلتنا
    وهذا مافعلوه بسوريتنا الحبيبة لنتهجر خارجها وبعدها يأتون بتلك العنصرية….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع