من عادلة خان الى ليلى زانا المراة كقائد سياسي في التاريخ الكوردي(1)

504

سأنشر لكم تباعاً وطبقاً للتسلسل الزمني وبدأً من القرن السابع عشر الميلادي مقتطفات من تاريخ نساء الكورد كقادة سياسين .
والمأخوذ من ترجمة ماكتبه  (مارتن فان برونسين )
عن المرأة الكوردية القائدة سياسياً وعسكرياً
بعنوان” من عادلة خان الى ليلى زانا المراة كقائد سياسي في التاريخ الكوردي “
الترجمة عن الأنكليزية : راج آل محمد

المرأة في التاريخ الكوردي تتصرف كقائد سياسي وعسكري
وأول أوربي كتب عن هذه الظاهرة هو الرحالة الإيطالي
” بيترو ديلا فيل ” عند هروبه مع زوجته السريانية المسيحية من بغداد عام 1620 وعبرا الحدود الى بلاد فارس بالقرب من قصر شيرين حيث أستقبلتهم بحفاوة حاكمة كوردية لايذكر عنها فيل
سوى لقبها خانم سلطان . (6)

في مناطق معينة من كوردستان كان حكم النساء شائعا لدرجة تمت الإشارة إليه في سجلات (قانون نامة) التي وضعها العثمانيون
ولاحظ ذلك الرحالة التركي العظيم من القرن السابع عشر  (7) ” أوليا جلبي ” الذي يعد كتابه أحد مصادرنا الرئيسية . في السناجق العثمانية أحتوت السجلات على كافة أنواع التشريعات عن القضايا المالية والإدارية وفي حالة السناجق الكوردية فالسجلات حددت أيضا طبيعة ودرجة الحكم الذاتي لحكام الكورد مقابل الإدارة العثمانية  .
ويروي ” أوليا جلبي ” بان ( قانون نامة ) شهرزور كانت تتضمن بنوداً تسمح بخلافة الأبنةوالذي كان مألوفاً لدى الكورد( 8 )
وقد سمع أوليا حكايات عن مقاتلة كوردية حكمت إمارتي ( حرير وصوران ) في زمن ” سلطان سليم الرابع ” 1623 – 1640 تدعى
” خانزادة سلطان ” وكانت تتولى قيادة جيش مؤلف من أثني عشر جندي مشاة مسلح وعشرة آلاف فارس نبّال . في ساحة المعركة كان وجهها مغطى بلثام وجسدها مغطى بعباءة سوداء وكانت تتماثل مع البطل الإيراني الأسطوري ” سام أبن ناريمان ” كانت تمتطي حصانها الأصيل وتقوم بأعمال قتالية شجاعة بالسيف .
بعد قرنين أي في الخمسينات من القرن التاسع عشر ظهرت مقاتلة كوردية سلبت العقل الأوربي من خلال الصحف الأوربية التي غطت حرب القرم ذكروا فيها أعمال التمريض الرائعة ل ( فلورنس نايتنغل)  ومعها ذكروا المآثر الحربية ل ( قره   فاطمة خانم ( فاطمة السيدة السوداء ) الزعيمة الكوردية لقبيلة كوردية من مرعش ( قهرمان مرعش الحالية في جنوب شرق تركيا ) تولت السيدة فاطمة شخصياً قيادة فرقة كوردية في تلك الحرب  لتثبت ولاءها للدولة العثمانية . وتبرز بشكل جلي في العدد 22 نيسان  1854 من صحيفة
The illustrated London News
والتي أفردت لها مقالة مطولة وصورة على صفحة كاملة مع شرح لوصولها مع حاشية ضخمة من المقاتلين الخيالة من قبيلتها في القسطنطينية( 10 ) وقد كتب عنها مراسل المجلة . وقبيلتها كانت من اكبرالقبائل في شرقي الاناضول وقادرة على تحشيد أربعة آلاف خيّال . وكان الزعيم الأصلي لتلك القبيلة زوج فاطمة خانم كانت له مشاكل مع الحكومة العثمانية الذي سجن لأسباب غير واضحة ومنذ إعتقال زوجها تصرفت السيدة فاطمة كزعيمة لقبيلتها وبهدف إرضاء السلطان وإطلاق سراح زوجها عرضت الإنضمام الى القوات العثمانية مع ثلاثمائة من أفضل مقاتليها والمثير للإنتباه أن شقيق فاطمة قد رافقها خلال تلك الحملة لكن لم يكن الأخ بل فاطمة خانم هي التي تتولى القيادة .

الدكتورة فيان النجار
يتبع

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع