ملامح السردية التعبيرية في ديوان(أوراق تنام مبللة..حديث ليلومداد)للشاعرة فوزية أحمد الفيلالي

531
 جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة 
بقلم : كريم عبدالله – بغداد – 5/26/ 2019 .

ملامح السردية التعبيرية في ديوان (( أوراق تنام مبللة .. حديث ليلومداد .. للشاعرة المغربية : فوزية أحمد الفيلالي )) .

يقول ( هيجل ) : الشعر هو الفن المطلق للعقل, الذي أصبح حرّاً في طبيعته , والذي لا يكون مقيّداً في أن يجد تحققه في المادةالحسيّة الخارجية , ولكنه يتغرّب بشكل تام في المكان الباطني والزمان الباطنيللافكار والمشاعر .

مما لاشكّ فيه انّ الموهبة قد تموت وتنتهيبالتدريج اذا لم يستطيع الشاعر تطويرها واستثمارها أقصى إستثمار عن طريق الاطلاععلى تجارب الاخرين والاستفادة منها والاتكاء على المخزون المعرفي لديه ,  وتسخير الخيال الخصب في انتاج وكتابة كتاباتمتميّزة ومتفرّدة تحمل بصمته الخاصة التي عن طريقها يُعرف ويُستدلّ بها على إبداعه, وقد تموت ايضا اذا لم تجد التربة الصالحة والمناخ الملائم لأنضاجها , وقد تنتهيحينما لمْ تجد مَنْ يحنو على بذورها التي تبذرها ويعتني بها ويُسقيها من الينابيعالصافية والنقيّة , فلابدّ من التواصل والتلاقح مع تجارب الاخرين الناجحة والعملعلى صقل هذه الموهبة وتطويرها والاهتمام بها وتشجيعها والوقوف الى جانبها قبل أنتُجهض . نحن سعداء جدا في مؤسسة تجديد الادبية ان نستنشق الان ملامح إبداع جميلوحضور مشرق من خلال دعمنا المستمر للمواهب الصادقة والناجحة في هذا الموقع , فلقداصبح لدينا الان مجموعة رائعة جدا من الشعراء والشواعر الذين يجيدون كاتبة القصيدةالسرديّة التعبيريّة , ونحن لم ندّخر اي جهد في مساعدة الجميع عن طريق الدراساتالنقديّة والنشر والتوثيق المستمر في المواقع الالكترونية الرصينة وفي بعض الصحفالورقيّة , وابداء الملاحظات من أجل تطوير وإنضاج هذه الاقلام الواعدة , نحن علىثقّة سيأتي اليوم الذي يشار الى كتابات هؤلاء والاشادة بها والى القيمة الفنيةفيها ومستوى الابداع والتميّز وما تحمله من رساليّة فنيّة وجماهيريّة .

فلم تعد قوالب الشعر الجاهزة ترضي غرور شعراءالسرد التعبيري لذا حاولوا ونجحوا في الانفلات من هذه القوالب ومن هيمنتها ولوبشكل محدود ( في الوقت الحاضر ) , وتجلّ هذا من خلال طرق كتابة النصّ والموضوعاتالتي يتطرق اليها , وترسخت فكرة التجديد لديهم وخطّوا لهم طريقا مغايرا فيكتاباتهم , وصاروا يواصلون الكتابة وياخذون منحا اخر لهم بعيدا عما هو سائد الانفي كتابة قصيدة النثر , صارت القصيدة أكثر حرّية وانفتاحا على التجارب العالمية,  لقد منحت السرديّة التعبيريّة لكتّابهاالحرية والواسعة والفضاء النقيّ الشاسع والأنطلاق نحو المستقبل خاصة حينما يكونالتعبير أكثر شبابا وصدقا عن المشاعر الحقيقية المنبعثة من القلب الصافي كالينبوعالعذب , فلقد أحسّ الشاعر بمهمتة الصعبة في الكتابة بهذا الشكل الجديد والمختلفوالذي نؤمن به وبقوّة , فنحن نؤمن وعلى يقين بانّ القصيدة السردية التعبيريّة هيقصيدة المستقبل لقدرتها على  الصمودوالتطوّر المستمر نتيجة التجربة الطويلة والتراكم الابداعي , بروعة ما تقدّمهوتطرحه على الساحة الشعرية , نعم أحسّ الشاعر بالانتماء والاخلاص لهذا اللونالادبي الجديد والذي نطمح في قادم الايام ان يكون جنسا أدبيا متميّزا , لهذااستطاع الشاعر ان يطوّع المفردة رغم قسوتها وعنادها وإعادة تشكيلها وتفجير كلطاقاتها المخبوءة , وأن يفجّر من صلابتها الينابيع والانهار وإستنطاقها نتيجة مايمتلكه من خيال جامح ابداعي وعاطفة صادقة جيّاشة وإلهام نقيّ وقاموس مفرداتي يعجّباللغة الجديدة .

سنتحدث اليوم عن صوت المرأة الشاعرة فيالسرديّة التعبيرية ونختار بعض القصائد كي نشير الى مستوى الابداع وكميّة الشعريةفيها , ونستنشق عبير هذه القصائد النموذجية .

انّ حضور الصوت النسائي في السرديّةالتعبيرية له تاريخه المشرق وحضوره البهيّ , فمنذ تاسيس موقع ( السرد التعبيريّ )كان حضور المرأة الشاعرة متميّزا ينثر عطر الجمال ويضيف ألقاً وعذوبة في هذاالموقع الفريد والمتميّز, وقدّمت قصائد رائعة جدا تناولها الدكتور انور غنيالموسوي بالقراءات الكثيرة والاشادة بها دائما , وتوالت فيما بعد الاضاءاتوالقراءة النقدية لهذه التجارب المتميّزة من قبل بعض النقاد ومن بعض شعراءها .فاصبحت هذه القصائد نوعية مليئة بالابداع الحقيقي وبروعة ما تطرحه من أفكار ورؤىومفعمة بالحياة وروح السرديّة التعبيريّة وخطّتْ لها طريقاً تهتدي به الاخريات ممنعشقن السرد التعبيري وحافظن على هيبته وشكله وروحه والدفاع عنه . لقد أضافتالشاعرة الى جمالية السرديّة التعبيريّة جمالا آخر وزخما حضورياً وبعثت روحالتنافس وحرّكت عجلة الابداع فكانت بحق آيقونة رائعة . القصائد التي كتبتها المرأةفي السرد التعبيري كانت معبّرة بصدق عن اللواعج والالام والفرح والشقاء والحرمانوالسعادة , بثّت فيها شجونها وخلجات ما انتاب فؤادها , ولقد أزاحت عن كاهلها ثقلالهموم وسطوة اللوعة , ولقد جسّدت في قصائدها آلامها ومعاناتها في بناء جملي متدفق, منحت المتلقي دهشة عظيمة وروّت ذائقته وحرّكت الاحساس لديه . كانت وستظلّ زاخرةبالمشاعر والاحاسيس العذبة ومتوهّجة بفيض من الحنان , نتيجة الى طبيعتهاالفسيولوجية والسايكولوجية كونها شديدة التأثر وتمتاز برقّة روحها فانعكس هذا علىمفرداتها وعلى الجو العام لقصائدها , فصارت المفردة تمتلك شخصية ورقّة وعذوبةوممتلئة بالخيال وبجرسها الهامس وتأثيرها في نفس المتلقي , فكانت هذه القصائدتمتاز بالصفاء والعمق والرمزية المحببة والخيال الخصب والمجازات ومبتعدة جدا عنالمباشرة والسطحية , كانت عبارة عن تشظّي وتفجير واستنهاض ما في اللغة من سطوة ,كل هذا استخدمته بطريقة تدعو للوقوف عندها والتأمل واعادة قراءتها لأكثر من مرّةلتعبر عن واقعها المأزوم وعن همومها وهموم النساء في كل مكان . فرغم مشاغلهاالحياتية والتزاماتها الكثيرة استطاعت الشاعرة ان تخطّ لها طريقا واضحا وتتحدّى كلالصعاب وترسم لها هويّة واضحة الملامح , فلقد بذرت بذورها في ارض السرد التعبيريونضجت هذه البذور حتى اصبحت شجرة مثمرة . لقد وجدنا في النصوص المنتخبة طغيانالنَفَس الانثوي واحتلاله مساحة واسعة فيها معطّرة برائحتها العبقة واللمساتالحانية والصدق والنشوة , فكانت ممتعة جدا وجعلت من المتلقي يقف عندها طويلامنتشيا , وحققت المصالحة ما بين الشاعرة والمتلقي وهذا ما تهدف اليه الكتابةالابداعية .

متى امتلك الشاعر ناصية اللغة وسخّرها كيفمايشاء من اجل إنضاج النسيج الشعري لديه والذي من خلاله يحاول ارسال رسالةمعينة  من خلالها حتما سيكون نتاجه الشعريثرّ ويستحق القراءة والمتابعة والاشادة , فالشاعر يستطيع ان يتعامل مع اللغةتعاملا منتجا ابداعيا , فهو بمقدوره ان يدخل منطقة الحلم في يقظته التي اشبه ماتكون بالحلم , ويستطيع اعادة صياغة الواقع بطريقة ابداعية جديدة تختلف اختلافاشديدا عما نعرفه في حياتنا اليومية , حينها تكون اللغة باشتغالاتها الجديدة في رسمعلاقات ودلالات وامكانيات اخرى , وكأن الشاعر يقوم بانتاج قاموس لغوي جديد خاص به. هذه االغة يكون بامكانها ان تخلق عالما غريبا قادما مما وراء الحلم , تعبّر عنمواقف الذات الشاعرة في هذا العالم عن طريق صراع كائناتها التي تخلقها ورسم مصيرهاواحتجاجها ورفضها لما يحدث في محاولة لرسم الجمال واعلاء شأنه أمام زحف هذا الظلاموخنق الازهار في ساعة الغبش . لقد وهبنا الحلم لنتمرّد على واقعية الحياة وقسوتها, فهو رفيقنا الطفولي الذي يرافقنا قبل ان تداهمنا الشيخوخة والسبات الطويل . لقدفتح لنا هذا الحلم الأبواب مشرعة لنلعب خارج الازمان والامكنة عن طريق كتابة الشعر, وبثّ الحياة في الجمادات واستنطاقها والاستبصار في حقيقة هذا الوجود وأنسنةالطبيعة وطبعنة الأنسان , هذا وغيره ما يقوم به الشاعر الحاذق والمتمكن من أدواته, كونه مخلوق عجيب يعمل كالساحر , يحتمي بالشعر من زمهرير الحياة العادية بامتلاكهخيالا جامحا منتجا به يستطيع اعادة تشكيل هذه الحياة بصورة غريبة مثيرة للريبةوالشكّ والحيرة والتأمل .

منذ العام 2015 العام الذي أعلن فيه عن تأسيسوالاعلان عن القصيدة السردية التعبيرية والمنبثقة عن قصيدة النثر بشكل الحالي ايالقصيدة التي تكتب أفقياً على شكل فقرات نصيّة متتالية دون تشطير او فراغات اونقاط بين فقراتها , اي القصيدة التي تكتب على شكل كتلة واحدة أفقية تنثّر الشعروتشعّر النثر , حيث ينبثق الشكر الكثير من النثر الكثير , ومن ملامحها انها تعتمدعلى السرد ولكن هذا السرد لا نقصد به السرد الحكائي القصصي وانما السرد الممانعللسرد حيث تتضخم طاقات اللغة وتعتمد على نقل الشعور العميق والاحاسيس المرهفة الجيّاشةوالخيال الجامح الذي عن طريقه يمكننا اعادة صياغة الواقع وإلباسه صفة اللألفة (وقعنة الخيال ) وكذلك تمتاز بالازياحات اللغوية العظيمة , فنحن اذا قرانا هذهالقصيدة يتبادر الينا في البدأ اننا نقرأ قصة او حكاية لكن فجأة تنحرف اللغة فيهاانحرافا شديدا  , منذ ذاك الحين وهذهالقصيدة تحثّ الخطى بخطوات متسارعة واثقة تحاول ان تجد لها مكانا في عالم الادب ,وهذا لم يحدث الا بسبب إخلاص كتّابها اليها والتمسّك بها والدفاع عنها , لقد ازدادعدد كتّابها وسيزداد مستقبلا بالتأكيد لجماليتها وعذوبة اللغة فيها وسحرها الذييتنامى في نسيجها الشعري شيئا فشيئا . اليوم هناك المئات من القصائد السرديةالتعبيرية التي تمتاز باللغة العالية والمجاز والانزياح والخيال والاستعارة وغيرذلك , وايضا اليوم هناك العشرات من الدواوين التي تهتم بهذه القصيدة السرديةالتعبيرية عربيا وعالميا , وكذلك أصبحت هناك مواقع ألكترونية عربية واجنبية متعددةتهتم بهذه القصيدة .

واليوم سوف نقرأ ملامح القصيدة السرديةالتعبيرية في ديوان الشاعرة : فوزية احمد الفيلالي .. أوراق تنام مبللة .. حديث ليل ومداد . وبيان هذه الملامح وتعدادها حسبما جاءت فيهذا الديوان الجميل .

1-  اللغة المتموّجة والتي تتناوب ما بين فقرانوتراكيب توصيلية وأخرى انزياحية , كما في نصّ / عارية الروح .. / عارية الروح، أمشي نحو خطى عطشى الى طريق مسدود، بجوارحأصابها صم اللقاء ../ وكذلك في نصّ/ تكسرت أحذية الجدران بحرا .. / أدرت رأسي في كل اتجاهات البوصلة حيث يقبع ذلك الظلالمنبوذ في مطية الورق، البورصة مرتفعة وصوت الكلاب صدّ أنفاسي كمن يحسب ذراتالثلج من خلف نافذة قطار سريع الوثب .. وكذلك في نصّ / فقاعات فراغ تتنكر لي ../ في عباب ذلك الليل كنت أنا وأنا وكنت ظلي المسجىّ علىحافة السحاب المترامي لأطراف الدهشة النورانية وعصفور المدى يحملق في وجهي العبوس ../ وكذلك في نصّ / أرغفة من تراب … / يبدو أن الصبح قد ولّى باكرا والأبراج نامت على حديثالجفون التي أرهقها شباك سحرة فرعون في مخفر التحنيط .

2-  التوافق النثروشعري اي الشعري الصوري المعتمدعلى الصورة الشعرية , ومن أوضح الاساليب التي تحقق حالة التوافق النثروشعري هياللغة التي تتموّج ما بين القرب والتوصيل وبين الرمز والايحاء وبين التجلّيوالتعبير ( وقعنة الخيال ) , اي إظهار الخيال بلباس واقعي مما يعطي النصّ عذوبةوقربا والفة ويزيل عنه حالة الجفاء او جفاف او اغتراب يطرأ عليه بفعل الرمزيةوالايحاء وكما في نصّ / ترانيم هوى / تجترني الهمهمات عبثا وتبوح في داخلي أشعار ميتة لم تثنيها قوافل الركبالسحرية، كما تمثال الحرية ألوح بيديّ عاليا في الفضاء، أطل من شرفة الاوزونمبتسمة ولا أحد يسمع هتافاتي في خضم الضباب .. وكذلك في نصّ / سيجارة على خد أنثى / .. هي سويعات مجنونة تترصد وحدتي داخل سقوف التشظي ،ينسلسيف راحتي من بين أضراس الوقت الميت تتضارب حوادث أفكاري تعصرني حجرا .تقرض وجنتيدخانا ملوثا بأحمر شفاه .. وكذلك في نصّ / شاء القدر أن كان / .. وصلتني منه رسالة على أجنحة غمغمتي الثرثارة في علبةليلي البهيم تجمد ضوء القمر في غرفتي انساب نجم معجب بروايتي، شذى لوعة العبراتحين انتهى من ارتداء ثوبه في لباس شوقي إليك الممتد عبر أفق الصدى.

3-  البوح التعبيري وهو وصف العالم وطلب الخلاصبطرح رؤية فردية عميقة للحياة وما هو واجب ومفترض , فتكون معاني الاشياء غيرمعانيها . كما في نصّ / فيقبيلتي لا شيء يذكر / .. وحده الكلام يقول أشياء ثم يقبرها فجرا. ماتت قبيلتي على صخب خطوات عبدةشياطين الهيب هوب وأبي الهول منتصب القامة يصفق وعلى جبينه علامة!؟ / , وكما في نصّ / لماذا هذا الحرف يزعج آذاني؟ / .. بين الفينة والأخرى وجدتني أتقلب في فراش كوابيس تفاهاتتدور بأم حواراتي النفسية ،تنغص ماء الليل الفاتر ،ترمي أشواك المعنى المعقد فيكراساتي الفلسفية داخل نقط مجوفة لبقايا أفلاطون ،وهوس أرسطو.

4-  البوح الأقصى وهو طريقة كتابة تشتمل علىتعابير شديدة البوح وتحمل أقصى أشكال ابراز المكنونات النفسية بكلمات وتعابير فيأقصى درجات البوح , وكما في نصّ / عبث الحنين / .. أنشرخ صدر آهاتي في حضن الليل، لبست رداء الخوف وانابأحضان العتمة، رتقت بعضا مني بخيوط من بقايا صور مركونة في ذاكرة زمن ضاع بين هجروحنين، ابتل سرير الشوق دموعا على انتحار وسادتي ../ وكما في نصّ / ثلاث فقط / ..  اتعبتني ضفيرتي المعشوشبة بين لفات وسائدي , تنخر عواطف جسد أنهكه غياب سرب القطا، وتبك الرسالة التي جابت صحون السماء ثم أردفت مبتلةبدموع صغار ضفادع ميتة في جوف صدفيات ملغومة بزي اجنحة أشعة مريضة .

5-  الرسالية الاجتماعية : البوح التوصيلي :ونقصد به التوصيلية الأمينة والمخلصة والمحمّلة برسالة واضحة بغية الخلاص , وكما في نصّ / منفى خارج الجسد / .. دع بطاقتي في جيب روحك واضرب بعصاك عنواني عسى يوما تنشق لقلبي مآذنالوطن. وتصلي في محراب كنائسي سرب أبابيل بلا أجنحة ولا كفن الحنين.. وكما في نصّ / رسائل ميتة تتنفس / .. قبل أن أمت أريد أن أقف على قدمي وأدفن على شموع مفكرتيورسائل لن تدفن معي فأنا طوال حياتي راكعة حافية أكتبها كوريثة شرعيةلجدي السلام .

6-  الرسالية في السرد التعبيسري ومنها الفنيةوهي الامتداد عميقا في تجربة الكتابة والأشتمال على الأصالة والتجديد بطريقةالكتابة وبصيغة الكتلة النثرية الواحدة , وكما في نصّ / وهل ينتحر الصمت في أحداق الظلم؟ / .. ركبت برج الليل ملتحفة أساور العتاب ،ممتطاة شعاب الدمععلى ركب فنادق مرقمة بنجوم غيم قطبي على ساحل أيامي العرجاء ،فقدت أحد القوائم يومالنصر على غزو مغول بسيوف الكآبة و جمر المزاد في سوق نخاسة لأميرات ضيعن الحلق فيعلب الرقص على وتر طرب غجري وسهر أشقر , وكما في نصّ / من نوافذ مدينتي / .. حين تنام على جفني الحمامات، يتراقص ليلي على أسرّةالنشوة في جوف الناي، افلاك الغواية تهدهد مخابراتها ترسل خيوط عنكبوت مريض كف عنحياكة حروف مبعثرة تستجدي لقاء مدائن ترقب رضعا ماتوا جوعا بعدما انقطع عنهم غيثحليب بزعتر البراري المنسية في قاموس مدينتي .

هذه بعض ملامح السرد التعبيري في هذا الديوانالذي يعتبر اضافة جديدة الى ما صدر فيما مضى وما سيصدر لاحقا من اصدارات تعزّزوتثبت صمود هذه القصيدة واستمراريتها . ربما لم تكن هذه الملامح واضحة بشكل جليّونموذجي هنا , لكنها تجربة أولى للشاعرة في كتابة القصيدة السردية التعبيرية , جهديستحق التقدير والاحترام لابدّ من الاشادة به وبصاحبته , نحن متأكون بان الاصداراتالقادمة للشاعرة ستكون أكثر نموذجية وذلك بعد ان تكتسب الثقة اولا وتلاقي التشجيعثانيا وبعدما تنضج تجربتها ثالثا بالاطلاع على ما ينشر في موقع السردية التعبيرية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع