مع الاديبة والصحفية سليمة ملّيزي

اجرت الحوار الصحفية شيماء منصور بوناب

165
مع الاديبة والصحفية سليمة ملّيزي
اجرت الحوار الصحفية شيماء منصور بوناب
سليمة مليزي”… تروي لبركة نيوز تجربتها كأول أديبة تقتحم أدب الطفل في الجزائر وتكشف سر ولعها بالكتاب
سليمة مليزي

 

الأديبة و الكاتبة “سليمة مليزي”، امرأة عشقت الكتابة منذ نعومة أظافرها ، فرسخت بصمتها في الشعر و القصة و الصحافة
رفعت سقف آمالها بخوضها أدب الطفل الذي فجرت فيه كل مواهبها لخدمة البراءة ،فكانت السباقة لتأسيس أول مجلة للأطفال في تاريخ أدب الطفل في الجزائر “مجلة “رياض”. سنة 1984 ، عن مجلة الوحدة للشباب.
أديبة كتبت عن الطفولة و المرأة و الثقافة واقتحمت عالم الصحافة، فتنوعت كتاباتها، ورغم انقطاعها بعض السنوات إلا أنها عادت مرة أخرى تجول بين أروقة الكتب، والمقالة الصحفية واجب الرحلات ، وشغلت منصب صحفية مسؤولة القسم الثقافي في جريدة السياحي الورقية ، اكثر من 7 سنوات ، وها هي بعد التقاعد عادت وتراست مديرة النشر عن دار النشر “رومنس القرن21″، دار للعائلة ، وتباشر بذلك مهمتها الجديدة بين تمحيص وتصفية الأعمال الأدبية والفكرية المؤهلة للطبع و النشر ،و اختيار زبدة الفكر و الأدب وسط تراكمات أعمال الهواة و الكتاب .
نسيج ثري حاكته قلم الكاتبة “سليمة مليزي” التي لم يجف ابداعها لحد اليوم بالرغم من المطبات و العراقيل،الرجوع إلى بداية القصة والتوقف عند أهم المحطات كان موضوع حوارنا مع الكاتبة سليمة مليزي.

حاورتها شيماء منصور بوناب

س 1 )بالحديث عن مسارك المهني المبدع ، كيف يمكنك وصف بدايتك؟
ج 1)البداية في الإبداع كانت تشبه ذلك الوهج الذي ينير لي الدروب، وكنتُ أبحثُ عن ناصية استقر عليها ؛ فكانت بداية بالرسم كنتُ أرسم على جدران بيتنا، وكلما أرسم لوحة جميلة يعلِّقُها الأستاذ في القسم ، بدأتْ موهبتي تظهر في التعبير الكتابي في المدرسة ؛ حيث كنتُ أتحصَّل على أحسن علامة ، والجميل الذي ساعدني على الإبداع هُوَ ولعي بمطالعة القصص ؛ حيثُ تربيتُ في عائلة متعلمة ، أب عن جد ؛ حيث كان جدي قاضيًا ومؤسس مدرسة قرآنية ، وأمي ربتني على قصص الانبياء ، وأختي مريم -الله يرحمها- كانت تحفزني على المطالعة ، والجميل أنني تربيتُ في الريف في قرية “بني عزيز” الجميلة ، وكان بيت جدي العتيق، والجميل ،والحديقة الكبيرة التي كانت تحيط به ، مِنْ أجمل الحدائق التي كنتُ أنزوي إليها، وأقرأ القصص الجميلة ، وعندما انتهى أمثلُ بيني، وبين نفسي ،و الطبيعة ،والعصافير ،والزهور البرية، أمثِّلُ القصة بصوتٍ مرتفعٍ ، ربما هذا الجمال خَلَقَ في نفسي موهبة الإبداع ، منذ ذلك الوقت بدأتْ بوادر الإبداع تظهر في الأفق ، كتبتُ أولى قصائدي في سن السابعة عشر، لكنها بقيتْ حبيسة دفتري الوردي، ؛لأنني كنتُ أخجل كثيرًا أن يكتشف سري أنني أكتب عن الحب ، حتى سن العشرين نشرتُ أربع قصائد في ( النادي الأدبي ) جريدة “الجمهورية”، وجريدة “الشعب”، ومجلة “ألوان” ، كانت الانطلاقة رائعةٌ بالنسبة لي ، بعدها اتجهتُ إلى القصة القصيرة ، وفزتُ بالجائزة الأولى للشباب في القصة القصيرة سنة 1982 ، وصدرتْ لي أول قصة للأطفال ؛ حيثُ كنتُ من بين الأوائل الذين كتبوا أدب الطفل في الجزائر ، وبعدها كانت الانطلاقة في مجال الابداع سنة 1983 ، وشاركتُ في برنامج إذاعي للأطفال لمدة سنة ، وسنة 1984 فزتُ بالجائزة الأولى في القصة أيضًا ، وأسستُ أول مجلة للأطفال في تاريخ أدب الطفل في الجزائر، وهي: مجلة “رياض”، وكانتْ تصدرُ عن مجلة “الوحدة” للشباب بمساعدة المدير، ومجموعة مِنْ المسؤولينَ في التحرير .

●س2)الفن الأدبي من جمليات الحياة ،كيف ساعدك الانغماس في هذا العالم الفني الثقافي على تقصي و محاكاة الواقع اليومي؟
ج2)فعلا الفن الادبي تعبير جميل ، رغم ان الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر، ويبقى الادب هو مرأت الشعوب الذي يؤرخ حقبة معينة من تاريخ وطنه ، هو الابداع والموهبة التي سقلتها بالمطالعة والتغلغل في أُمَّات الكتب، التي منحتني كيف ابدع ، واكتسب منها شخصيتي في الابداع ، هو الابداع الذي يحملنا الى عالم من الاحلام احياناُ والواقع احيانًا حيث الواقع المعاش هو من يمنحنا ان نبدع ونكتب حالات من الحزن او الفرح او الحب ، فمن لا يكتب واقعه فانه منسلخ عنه ، حيث يمكن للكاتب ان يكتب عن واقعنا المعاش ويجسد قصص حدثت ، وبالتالي يساهم في كتابة تاريخ الوطن .

●س3)من أين تستلهم الكاتبة سليمة مليزي احساسها الإبداعي في الكتابة؟
ج3)طقوس الكتابة متمردة جدا بالنسبة لي ، الإبداع ليس له موعد ولا وقت ، ولا تحضير، الإلهام يأتي فجأةً ، وأنا في المطبخ أو في الشارع أقود السيارة، أو مع الفجر ، في منتصف الليل توقظني افكاري في عز أحلامي، أعشق كثيرًا الكتابة أمام حديقتي، و تلك الورود التي أداعبُها؛ فتلهمني؛ لأبدع ، سحر البحر الذي يمنحني الهدوء ، والطمأنينة ، الطبيعة الخلابة في كل الفصول، كل فصل يمنحني التجدد والتشبث بالحياة ، الوجع ، الحب، الفرح ، الوطن، الانكسارات والانهزامات التي عاشتها الأمة العربية ، أيضا توقظ فيَّ الإبداع، وحرقة الوطن الضائع ، طفولتي التي أعود إليها في كل مرة ، وأدوِّن ذكرياتها الحالمة الجميلة المفرحة ، طقوس الكتابة حتى تكتمل ،الأمل، المستقبل ، يجب أن نقدِّسَ تلك اللحظات التي تولد فيها القصيدة بشكل رائع ؛ لأنَّها لحظات هاربة منا ، وحضورها يعتبر ميلاد حياة جديدة .

●س4الصحافة و الكتابة عالمين يجمعهما القلم ،كيف كان التوفيق بين هاذين العالمين ؟و أيهما يروي شغفك ؟
ج4)فعلا عزيزتي الصحافة هي ربما توأمة الثقافة ، اذا لم يكن الصحفي مثقف لا يمكنه ان ينجح في عمله ، لان الادب والابداع يفتحان افق واسعة للصحفي حتى ينجح ، يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل عن هذه العلاقة ” الصحافة رزق يوم بيوم، والأدب رحيق الجمال بين صفحتي الأزل والأبد، والصحافة توجيه الحاضر لما نعتقده المنفعة، والأدب تصميم المدينة الفاضلة، والتغني بذكرها تمهيدًا لإقامتها وتشييدها..» بينما كشف الصحفي الفرنسي إيف بورتيلي وجها من المعاناة بقوله: «الأصعب هو أنك حين تشرع في كتاب وتبدأ في كتابة صفحة جديدة، فتضطر إلى التوقف مرغما لكتابة ريبورتاج في موضوع آخر مختلف”.
فعلا الصحافة والادب عالمين يجتمعان ، والكثير من الصحفيين الذين اصبحوا كتاب وادباء ، ونجحوا في عمله كصحفيين ، وكان اسلوبهم يتميز كثيرا في المقالات ، واصبحوا من بين الصحفيين الاكثر شهرة ، واستطاعوا اين ينجحوا في مجال الإبداع ، الذي يروي شغفي اعتقد هو الادب الابداع ، لأنه ينبع من ذاتي وفكري ويعتبر الاقرب الي نفسيتي ، لأنه يعبر عن ألآمي ويومياتي، وفرحي ، وحزني ، الادب عبارة على تلك الروح التي تسبح في عالم من الخيال ، فيترك العقل يبدع بطريقة جميلة وحميمية ، اكثر ، في الثمانينات القرن الماضي ، كان الصحفي خاصة الذي يعمل في القسم الثقافي ، لا بد أن يكون أديباً ، حتى يتعلم منه الادباء الناشئين ، ويستطيع توجيههم ، ويعرف ما يختار من مواضيع ادبية وابداعية .

●س5)سليمة مليزي لم تكتف بالأدب و القلم الابداعي انما فضولها جمعها بالعمل الإداري في دار النشر؟ كيف يمكنك وصف هذه التجربة و كيف وفقتي في الجمع بينهما ؟

ج5) هو أكيد صعب علي العمل الاداري ، خاصة العراقيل التي نتعرض اليها يوميا ، لكن حبي للكتاب ، هو الذي مكنني من التنسيق بين الادارة والنشر والطبع ، وهي تجربة جميلة الخوض في كل المجالات ، واعتقد ، ان المرأة الجزائرية قادرة على العمل في كل المجالات، لكننا نجتهد مع فريق في الادارة ، لا دارة دار النشر نحو النجاح ، والاهم هو اننا نرضي طموح الادباء والكتاب الذين وضعوا ثقتهم في دارة رومنس القرن 21 للنشر والتوزيع والترجمة .

●س 6) الاشتراك مع دار النشر”القرن 21″ كمسؤولة عن النشر يضعك في واجهة اقتناء الأعمال بدقة، على أي أساس تختارين هذه الأعمال ؟

ج6)فعلا هذه هي المسؤولية الصعبة التي وأجهها يومياً ، هو أننا يجب أن نختار أجمل الاعمال للنشر والطبع ، حتى نحافظ على قيمة وسمعة الدار ، الحمد لله أننا نتعاون أنا وزوجي الاديب والروائي الكبير والصحفي عبد العزيز غرمول ، في قراءة النصوص التي ترسل لنا من طرف الادباء ، والحمد لله لحد الان استطعنا ان نطبع اعمال جيدة ولها قيمة ادبية في الساحة الابداعية .

س7)بالحديث عن دور نشر و الكتابة، كيف ترين المقروئية في الجزائر
هل هناك مؤشرات ايجابية عن علاقة الجزائر بالمقروئية؟أم لا تزال المقروئية لم تحض بمكانتها الحقيقية؟

ج7)للأسف المقروئية في الجزائر ضئيلة جدا مقارنة بالدول العربية كالعراق ومصر ، نعاني كثيراً من بيع الكتاب الادبي ، خلاصة الشعر والقصة ، ربما الروايات لها اقبال قليل من طرف الطلبة ، واعتقد ان المشكلة الرئيسية هي في المجتمع الجزائري ، الذي لم يتربى على المطالعة ، أو تراجعتْ عند هذا الجيل حب الكتاب ، وهناك جانب اخرى هو عصر السرعة وانتشار شبكة التواصل الاجتماعي التي طغت على افكار الشباب ، واختيارهم لهذا العالم السريع ، حيث شباب اليوم اخذته التكنولوجيات الحديثة ، واصبح ليس له الوقت ان يقتني كتاب ويعطيه أهمية ويقرأه بكل حرية ، لكن هذا لا يمنع من ترسيخ الاباء والامهات حب الكتاب لدى الأطفال منذ نعومة أظافرهم ، حتى تصبح المطالعة جزء لا يتجزأ من احتياجاتهم اليومية ، هناك ايضا تغيير الاذواق للشباب وما يختارونه من كتب ، حيث اصبحت كتب الخاصة في التنمية البشرية هي الاكثر ، اقبالا عند الشباب ، لما تحمله من تحفيز ، ومحاولة التغلغل في افكر الشباب ، من أجل النجاح بأي طريقة كانت .

●س 8)الخاطرة كانت أول خطواتك في الكتابة فغرست فيك حب القلم الادبي الإبداعي، هل لا زال الاهتمام بهذا النوع الادبي أم لاقى مصيره في كوكبة الماضي؟

ج8)كتبتة الخواطر هي اللبنة الاولى لأي أديب مبتدأ ، يبدا بها وبعد تطوره في الكتابة وسقل موهبته من خلال المطالعة ، لان قراء اليوم هو مشروع كاتب جيد مستقبلاً ، لكنني انا اقول لك معلومة انني بدأت بالرسم ، كنت احب الرسم كثيراً ، وظهرت موهبتي في الابداع في المدرسة ، حيث كنت اتحل على اعلى علامة في ( الانشاء ) التعبير كتابي ، خاصة انني تربية في بني عزيز بين الطبيعة الخلابة ، التي كنت اعشق التناغم معها ، اتذكر انني كنت استعير كتاب من المعلم ، (لان في ذلك الوقت لم يكن لنا الحظ مثل هذا الجيل ، وجود مكتبات )، قلت واذهب الى حديقة جدي وأقرأ القصص بصوت مرتفع ، وكنت أعتقد أن الطبيعة والعصافير تسمعني ، ثم أعيد قراءة القصة بصوتي ، وحظي ايضا اننا كنا في عائلة متعلمة ، فكبرت على وجود الكتب في البيت .

●س9)أدب الطفل أدب راقي يستهدف عقول البراءة الفطنة، فماهي طريقتك في استهداف هذه الفئة و على ماذا تعتمدين في كتابتك للحصول على رضاها المعرفي؟ رسالتك من ورائها؟

ج9) كتابة القصص للأطفال تشبه كثيراً كتابة القصص لفئة الكبار والبالغين، ولكن الاختلاف الأساسي هو أنّ قصص الأطفال يكون الهدف الأساسي منها وجود عبرة أو قيمة أخلاقية وتربوية ليتعلّمها الطفل ويتعامل بها في حياته، ولكن بأسلوب غير مباشر وليس فيه وعظ وإرشاد؛ فالطفل يحتاج إلى أن يشعر بالمتعة والتسلية قبل الإفادة. سنتحدّث في هذا المقال عن مراحل كتابة القصص للأطفال، وبأسلوب مشوق وخاصة ان الطفل يحب كثيرا القصص الخيالية ، حتى يتمكن فكره ان يسافر مع القصة ، طريقة في الكتابة للأطفال او اخيار المواضيع ؟ـ اعتمدها دائما على الطبيعة ، وأوظف دائما في القصة التي تكون بأسلوب السهل الممتنع ، والمبسط ، اوظف فيها اهمية الطبيعة التي تحيط بالإنسان ، حتى يستطيع الطفل ان يكتسب لغة جميلة سلسلة ، ويستفيد من القصة ، من المعلومات العلمية للطبيعة ، وانا لا زلت أوظف في قصصي الخير والشر والتسامح ،ومساعدة المريض والكبير في السن ، حتى نرسخ في اطفالنا شرائع وتسامح ديننا الحنيف ،

●س 10)لا تخلو حياة أديب و كاتب أو شاعر من تحديات تفرض عليه ابراز تميزه و رفع آفاق إبداعه، ما هي أهم العراقيل التي واجهتك؟

ج10)الحياة في حد ذاتها تعتبر دروباً متشعبة ، فما بالك بحياة الاديب والمبدع والصحفي ، الذي يحمل على عتاقه عبء ثقيل جداً ، خاصة بعدما يترك بصمته القوية عبر مساره الابداعي ، لذلك ما نعانيه من متاعب هي كثيرة ، خاصة تهميش المرأة المبدعة في الجزائر ، من طرف مجتمع رجولي ، رغم ذلك ارى ان المرأة المبدعة استطاعت ان تفرض وجودها بقوة ، خاصة مع التفتح الذي منحته لنا التكنولجيات الحديثة ، وشبكة التواصل الاجتماعي التي فتحت مجالا واسعا للمبدعة ان تقتحم كل المجالات ، وتفك قيدها الذي اعاق نجاحها ، وتتواصل مع الجرائد والمجلات ، وحتى المواقع الادبية والفكرية ، ويمكنها ايضا كصحفية ان تعمل من البيت ، وهذا ما يفتح لها مجال العمل والاهتمام بالبيت والاولاد …
بالنسبة لي كانت بداياتي جد ناجحة ، حيث كانت لي فرصة انني عملت في مجلات ثقافية ، مما اتاح لي الفرصة للنشر في الجرائد ، العراقيل التي واجهتني هي بعد عودتي الى العمل كصحفية بعد الغياب الطويل عن الساحة الادبية والعمل الصحفي ،لكنني تمكنت من تجوازها بحكم خبرتي في العمل وذكائي ، وحكم العلاقة الطيبة التي تجمعني مع بقية الاصدقاء ، فقط واجهت مشاكل في ادارة دار النشر كما سبق واخبرتك ، لكننا نحاول ان نقاوم من اجل النجاح .

س11)تميزك كان داخل و خارج الجزائر، ماهي أهم انجازاتك التي ميزت كتاباتك عن غيرها ببصمة فريدة في عالم الكتابة؟

ج11)بحكم نشاطي المكثف خاصة كتاباتي في الصحافة من مقالات تعالج قضايا اجتماعية ، تتماشى مع الاحداث اليومية ، خاصة اعالج كثيرا مشاكل المراة والطفل والمجتمع ، احب الكتابة أيضاً في مجال التراث ، خاصة تراث الجزائر الغني جدا ، وايضا اهم كتبااتي كانت عن ادب الرحالات ، الذي استطيع ان اقول انني نجحت فيه قليلا ، خاصة كان لي الحظ انني سجلت 8 حلقات عبى الاذاعة الجزائرية القناة الاولى عبر برنامج ” رحالة ” والحمد لله ، تركت تلك الحلقات بصمة جميلة عند المستمعين والمسؤولين ،
الحمد لله كل ما اكتبه ترك بصمة جميلة في عالم الادب ، خاصة دواويني الشعرية لقت نجاحاً من طرف القراء، وأيضاً النقاد العرب الذين تكرموا وكتبوا فيهم قراءات ادبية قيمة، بدون ان انسى ، مقالاتي التي تعالج قضايا اجتماعية وأدبية وفكرية ، وقراءاتي الادبية أيضاً في مجموعة من الكتب لكتاب عرب وعالميين ، حيث فازت القراءة الادبية في ديوان الدكتورة والشاعرة العراقية سجال الركابي القراءة في ( ديوانها الورد يبكي والرصاص يبتسم ) الفائزة بالجائزة الثالثة العالمية ، في مسابقة عن الاتحاد العالمي للشعر والادب في امريكا ، وخاصة إهتمامي بالتراث العريق للجزائر ،

12)رسالة توجهينها للأدباء الجدد و الهواة؟
رسالتك أيضا لدور النشر التي تستقطب كل ما هو مكتوب دون أي جودة و قيمة بسبب طغيان المادة و القيمة المالية لدى مسؤولي دور النشر؟
ج12)صعب جدا التحكم اليوم في النشر ، لان المشكلة منذ فتح المجال لدور النشر الخاصة ، حيث معظم الدور النشر لا يهتمون بالأعمال من حيث التدقيق اللغوي ، وايضا ليس لهم لجنة القراءة من اجل مراجعة النصوص اذا كانت في مستوى عالي للنشر ، مثلما كان زمان ، كانت الشكرة الوطنية للنشر والتوزيع اتذكر ، لها لجنة لقراءة النصوص ، اصبح الوجهة الاهم هو الربح في الكتاب ، رسالتي للأدباء الشباب ، ولو انهم تجدون كل المتاعب والمشاكل ، واصبحوا يطبعون اعمالهم بكل ارتياحيه ، وبدون مشاكل ، والغريب ان شباب في مقتبل العمر يطبع تثريبا كل سنة كتاب ؟ صراحة استغربتُ متى قرأوا هؤلاء الشباب حتى تمكنوا من الكتابة بهذه السرعة ، قلتها مرة في لقاء ثقافي عبر الاذاعة الثقافية ، وبمناسبة المعرض الدولي للكتاب الاخير ، حيث مرت معي شابة عمرها 15 سنى طبعت رواية ، وكانت اصغر روائية ف يالمعرض ، طبعاً كان اندهاشي كبير ، وكانت واثقة من نفسها وقالت للإعلامية السنة المقبلة سأكتب رواية اخرى ، صراحة اندهشت ، انا راي ان المبدع الحقيقي ، صعب انه يقرر مسبقاً انه سيكتب كتاباً ويكون متاكداُ؟ لان الكتاب ابداع والهام وليس تخطيط ، لان الاحداث تأتي هكذا في افكار الكاتب ، وبعد طالك يخطط لها ، ويكتبها ، لذالك هذا ديل يكتب اكثر مما يقرأ ، عكس جيلنا نحن ، كنا نقرا اكثر مما نكتب .
س13)مشاريعك المستقبلية؟

ج13) طموحنا كبير ونحن نسارع الزمن ؟، لأننا أحياناً نشعر أننا لم نقدم شيئا لهذه الحياة ، مشارعي هو إن أستمر في خدمة الكتاب ، والابداع طبعا ، وخاصة ادب الطفل الذي يسكنني ، كثيرَا وأطمح ان ننهض به جماعياَ وليس فردياَ ، لأن أدب الطفل هو اللبنة الاساسية لتربية الطفل ، هذا الطفل الذي سيصبح رجلاً واعياً يخدم الوطن والمجتمع ،لذلك ان نبني مجتماً صالحا ، ان نبدأ في تربية الطفل ، ونخلق له جو أو عادة حميدة للمطالعة ، والعلم والتربية .
الجزائر 15 نوفمبر 2022

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع