معرض د.فواز دحدوح التلقائية في الحكمية .. الفينيق حسين صقور

970

في مدينة اللاذقية وفي صالة الحكمية ..  حديثة العهد ..   في هذا المكان الذي
يختصر المسافة بين اللوحة والمتلقي ويرفض أي شائبة حين التلقي ..  على أنغام
الموسيقا  وعزف البيانو  كان الافتتاح أنيقاً ولائقاً بمستوى الأعمال المقدمة
والسيرة العطرة لصاحبها  د.  فؤاد دحدوح .. حيث احتشدت الصالة بالحضور من
الفنانين و المثقفين والمهتمين القادمين من دمشق والمقيمين في عروس الساحل
المضياف فكان للبهجة حضورها المضاف إلى ألوانه البكر ونسائه المتواريات خلف
حكاياهم أبد الدهر

أما القصة فتبدأ مع أعمال  تندرج  ضمن سياق التعبيرية  الغنائية التي تخلقها
الأحاسيس المختلفة للسطح المشغول بحس أكثر عفوية و تلقائية  فتعطي تلك القيم
المجردة للعجينة اللونية و للحركة غير المنتظمة  للفرشاة المشبعة والممتلئة
بفوضى الذات والألوان المتجانسة والمتباينة عبر إيقاعها التراكمي  و التجاوري  في
آن

يرتبط الفنان فؤاد بذاكرته الطفولية عبر أسلوبية المعالجة لمواضيعه الإنسانية
التي تشغل فيها الأنثى المكان والمكانة الأساسية  ويتأكد حضورها ( وليد
المصادفة أحياناً )  مع تلك القيم  النورانية لألوانه البكر  التي يقودها ذلك
الدفق العاطفي المنبثق عن الذات   وهذا ما يجعله ملوناً أكثر منه مشكلاً  رغم
بعض الخطوط غير الملتزمة   في المراحل الأخيرة للعمل والتي يشير من خلالها  إلى
بعض أشكاله بحضورها الواقعي  .. على هذا المنوال التجريبي غير المستقر ينسج
فؤاد دحدوح لوحاته          وعلى منوال آخر تأتي  إحدى الأعمال الكبيرة
استجابة لاختصاصه النحتي بحس     ( الروليف ) النافر..  يزاوج فيها مابين
عجينة الطين و توشيحات اللون التي تعطي انطباعاً بالقدم ومرور الزمن مستفيداً
من الأثر الذي تحدثه الظلال وهو يقدم هنا حالاته التعبيرية والإنسانية عبر
وجوه مبسطة وأشكال دلالية تشير إلى حقبة ما في زمن ما فتصير لوحته استكمالاً
لحكايا التراث والأسطورة وتتأكد خصوصيته عبر الروليف أكثر مما هي في اللوحة
الزيتية والصورة

وأخيراً يبقى أن أشير وذلك في العموم  وبكل تهذيب وتقدير إلى مطبات  المباشرة
والتلقائية   ثم المعالجة والعجن فوق ألوان طرية   وإلى ما تخلقه من تشابهات
في التعبيرية السورية  ومن أكسدات قد تخدم أو لا تخدم ..  فإذا كانت المبررات
تمرير عمل تعبيري يتسم بالمصداقية فإن الاستسهال والعجالة  قد تترجم النشاذ
دون الجمال   رغم ما يحققه الدفق العاطفي من ترابط واكتمال فاللوحة ليست
مكاناً للتفريغ فحسب أو ترجمة للانفعال .. هي  رؤية جمالية ( للحالة  ) تتماثل
فيها الروح  وأراها تحققت عند الفنان .. وإن  تباينت في المستوى اللوحات ..
وإن اختلفت  حولها الآراء وتلاسنت أفواه  وعيون المتابعين و القراء

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع