محطة رقم 2 الفرزة الخامسة

389

ظهرتْ الـسـيـنما أول ما ظهرت في الكوت في بـنايةٍ من مخلفات الانكليز الذين شـيدوا

ســدّةَ الكـوت عـام 1939 وقـد إستأجرها [ إبراهيم عطروزي ] من الـدولةِ بعـد إنـجاز

الـعـمل في الـسـدة ومما أتبـينهُ أنّ الانكلـيـز قـد قـسـموها حـسـب المـستويات الوظيفيةِ

فالقـسم الامامي والقريب الى الـشـاشـةِ هـو للعـمال لأنّ مـقـاعـدهُ كانتْ ألواحاً خـشـبيةً

موضوعةً عـلى قـواعـدَ حـديـديـةٍ ثـم يأتي جـدار بـارتـفاعِ مـائة وخمـسـينَ سـنـتـيـمـتر تقريبًا

يـفـصل القـسـم الثاني وهـو للمـسـتويات الاعلى وظـيـفيـاً ومـقـاعـدُهُ مُـغـلّـفةٌ بالاسـفـنج

والقـماش ثـمّ تأتي المقصورات وهي بـناء أعلى وقريب من غـرفة العرض وهي لعِـلْيَـةِ

القوم وعلى هـذا بقيَ التقـسيم حيث إسـتغلها مـالك الـبـناية إبـراهيم عـطـروزي فـقَـسّـمَ

أجـور الدخول فالقـسم الاول الـقريب للـشـاشـة 40 فلساً  والقسم الثاني 70 فلساً

أمّا المقصورات الخاصة فأسعارها  250 فلساً وغالباً ما تكون محجوزةً للمـسؤلين

وكبار الموظفـين وهناكَ مقصورتان كبيرتان سـعر المـقعـد الواحـد 90 فلساً .

وقـد يـتـسـاءَلُ الـقارئ كيف تشتغل ماكنة السينما فأقـول إن للسـيـنـما مـاكـنـةً خـاصـةً

لتوليد الكهرباء تـعـمل عـلى وقـود الـنـفـط الاسـود وعـلـيها عـامـلٌ مُـشـرف يُـداومُ عـلى

تـشـغـيـلها يُـدعـى شــاكـر هـوبي الـسـمّاك .

كانت هذه الـسـينما المتنفـس الوحيـد للناس وأكثرُ مُرتاديها هـم الشباب ويكون

تـشغـيلها مـقـصوراً على الـمسـاء ويـبـدأ عـرض الـفـلم من الـساعة الـثامنه ويـنـتهي في

الـساعة العاشـرة تـقـريـباً حـسب طـول الـفلـم وإذا ما كان الـفلم قصيـراً تُـضاف مُـقـدمات

مـثل الـدعـايات أوبعض الافـلام القصيـره مثـل أفلام كارتون أو شـارليـشابلن والـويـل

إذا ما انـقطع الـفلم أثـناء عـرضه خـاصةً في المـواقـف المثـيرة حـيث تـبـدأ الصافـرات مـن

الافـواه ثم اذا طال فالعـفـاط وإذا مـا طـال اكثر تـنهـال الـشـتـائـم بعدها يأخذ المتفرجون

بـرمي الكـراسي على الـشـاشـة وأغـلبـية الـذين يـقـومـون بهـذه الاعـمـال والـتـصرفـات غـير

المنضبطه هـم مـن موقع ال 40 فلساً إنـتـقاماً من صاحب الـسـيـنما لـذلك يـقـوم أحيانًا

مـديـر الـسـيـنما بإعـادة البطاقات الى الداخلين عند خروجهم ليعودوا في الليلة التالية

هذا بالنسبة للرجال أمّـا بالـنـسـبة للنـساء فلم يغـفل صاحب الـسـينما هـذه الـشـريحة

الكبيره فـقـد خصص عصر يوم الجمعه الى الـنـساء حيث يـبـدأ العـرض الـسـاعـة الـرابعة

ويـنـتهي الـساعة الـسادسـةَ وهـو يوم السعد لـنـساء مـديـنة الكوت .

كانت أمي وخالاتي من جملة مَنْ يـذهـبن الى الـسينما في هـذا اليوم وكنتُ مـلازمـاً لأمي

لمـشاهـدة عـرض يـوم الجُـمُـعـةِ وعـنـد الـدخـول يـنـقـسـمـن خـالاتي وأمّـي الى قسمين فأمّي

وإثنتان من خالاتي في قـسـم ال 40 فلساً وذلك لـقـربها من الـشـاشـة وهو محبب لهن

واختيار المكان هو الصفِّ الملاصق لجـدار قـسم الـ 70 فلساً وهو الصف الاول من

قـسـم الـ 40 الـقـريب من باب الـدخول وكأن هـذه الكراسي مـسجلـةً بأسـمائهن وإذا ما

سُـبـقـن إليها من اُخـرياتْ فمعـنى هـذا دخــول الموضوع في نـقـاش لا يـنـتهي إلا بأخذها

وأمـا خالَتَـيّ الأُخريـتان فكانـتا تـأخـذان إحدى المقصورات وإذا لم تحصل المقصورةٌ

يأخذنَ كراسـي في إحدى المقصورتين الكبيرتين الـعـامّـتـيـن .

كانـتْ غالـبـية الافلام هـي المصرية ومـن أشـهـرها مغـامـرات عـنـتـر وعـبلـة وقـد ترك

هذا الفلم بصمته القوية في نفسي فكنتُ أصعد الى سطح الدار وأمثل دور عـنـتر

وأنا أشــدُّ على قصبةٍ أو عصا طويلـةٍ متخذاً منها فرسي العنتري ولمّا كُنّا مرصودين

من قبل إمرأة جاني كان عـملي هـذا جريـمةً لا بُـدّ أن تُـكـلم أمّـي عـنها ولـمّا ضيّـقـتْ

عليَّ أمّـي الخـناقَ أخـذتُ أصعـد عـلى الـسـتارة الـفاصلة بـيـنـنـا وبـيـن جـارنـا الملا إبراهيم

العطيه فـأضع مـقعـداً صغـيراً عـليها وأمـتـطيها وكـأنّي عـنـتـرُ مُـمـتـطـيـاً جــوادَهُ الادهم ثـم

أتـرَجّـلُ مـنه لأعـودَ راكـضًا وأمـتـطيَ الـسـتـارةَ ثـانـيـةً بحـركاتٍ خـفـيفـةٍ وسـريـعةٍ ثـم سَـوّلّـتْ

لي نـفـسي أن أنـزل على سـطحِ منـزلِ جـارنا والـسـبـب الـذي أغـراني هـو ارتـفـاعُ الـسـتـارةِ

من جـانـبـهم لأنّ سـطحَ مـنـزلـنـا أعـلى مـن سـطح مـنـزل الـعـطـيةِ وهـذا مـا دفـعـني لـتـكـرار

العملية فـي أوقـات قـيـلـولـتهم ولعِــدّة مرات و لأيــام الى أن صعـد أحـد أبـنـائـه الدكتور

جليل إبراهيم العطية وهو الآن في الـعاصمة الـفرنـسـية ولا أدري إذا كان يـتـذكرها أم

لا يـتـذكرها أقـولُ صعـد الى الـسـطح بعـد أن بـلغ الازعـاجُ مَـبـلغـهُ مـنهم فـأخـذ يُكلمني

ويـطلـب مني الـنـزول فامـتـنعـتُ وقـلـتُ له [ آني ألعب على ستارتنا وبعد ما أنزل على

سطحكم ] إلّا أنّه تـشـدّد معي وقال [ هذه ستارتنا ورِجْلكَ صايره على سطحنا ]

فـسـحـبـتُ سـاقي ووضعتها على الـسـتارة ثـم أَغَـرْتُ فـرسي الـعـنـتـري دون أن أردّ عليه

جـوابًا فـأخـذ يـنـظـر إلَـيَّ مبهـوتًا ومُـسـتـغـربًا وبعـد أن يـئـسَ من نـزولي رجعَ من حـيث أتى

إلّا أنّي لـم أعــاود الـنـزولَ الـى سـطـحـهم الى أن انتقلنا  .

كان الناس في تلكَ الايام يتفاخرون في مأكلهم وذلكَ برمي فضلات الاكل أو فضلات

الحيوانت المذبوحة مثل الدجاج بجنب أبوابهم لأن هذه الاكلات متميزة وتعني كون

أهلها من ميسوري الحال وتبقى هذه الفضلات الى أن يأتي عامل التنظيف في اليوم

التالي فـيرفعها ويضعها في عـربته وكان المشهور بهذا العمل المنظف فيروز وهـو رجل

قصيـر وأحدب لـكنّـهُ في عَـمَلـهِ يـفـوق عِـدّة رجـال ولا يـتـهاون أو يـتكاسـل .

أقـولُ جاءتني أمّي بعد أن دخلتُ المنزل وطلبتْ مني أن أذهـب الى باب بـيـت الـمُـلّـه

نـعـيـمه لـرفـع مُـخلـفات دجـاجـةٍ كانتْ مُـلـقاةً في بابها وهو ريش وأرجل ومصارين

اسـتغـربـتُ من طلب أمّـي وقـلـتُ لها  ليـش أشـيل الـزباله مالـتهم وأضعها في بابـنا

فأجابتني هاي كل مره ياخـذون مُخـلـفـات الـدجاج مالـتـنه ويحطونه على بابهم

فقلتُ لها إي وشنو قالتْ هؤلاء يريدون يـتفـاخرون بأكلهم كـدّام الـناس هـذا أكلنا

مو أكلهم وبهذه المُحاججه أقـنعـتـني أن هذا تجاوز لا بُـدّ من تصحيحه فـذهـبتُ الى

كوم الـفضلات ثُـمّ رفعـتُها ووضعـتُها بجـانـب بابنا وما أن شـعـرتْ بذلكَ المُلّه نعيمه

حتّى توجهتْ الى بـابـنـا وهـي تُـزبـدُ وتُـرعـدُ وبـقـيـتْ تـتـكلّم مـا طابَ لـها أن تـتكلم دون

أن تـسـمعَ أوتـتـلقى من أمّي كـلـمةً واحـدةً فـعـادتْ الـمُـله نـعـيـمه في أسـوء من حالـها الاول

وأمّي تستعمل هذا الصمتْ في كلّ الاحوال حتى وإنْ كان الاعتداء عـليـنا واضحاً سـافـراً

وكـثـيراً ما تـزيـدُ على ذلكَ إمّـا بضربنا أو تكتـفي بتـوبـيـخـنا  تَـطبـيـقـاً للـمَـثـل القائل فوق

حقه دُقّـه وعندما أسـألُـها لماذا تـسـكت ولا تَـردُّ عـلـيهم تـقول الـرد على ناس ما عندهم

خجل لا قيمه له بل يـزيـدُ من المـشكله وفي الآخـر هم جيراننا  . 

كانـتْ علاقـتي مع أطـفـال المحلّـةِ معـدومـةً لـسـبـبـيـن الاول هـو شـراسـة أخـلاق صاحب

جاني إبن مالك الـدار الذي نـحـنُ ســاكـنـيـه والـسـبب الآخـر هـو في شـكـلـهِ الـمُـخـيف

لِكِـبَـرِ رأســـهِ مع كـونـهِ يكـبـرني بـسـنة أو سـنـتـين وعـدم وجـود أطـفـال في عُـمُـري  حتى

ألعـب مـعـهم كان أكـثر لـعـبي مع أختي رفيعه أو الذهاب الى بيت جـدّي لألـعـب مع

مـحـسـن إبـن خالي عـبـد الامـيـر وهـو مـن زوجـتـه الاولى زكـيـه وهي من قضاء الحي

تـزوجها خالي كي يُـعـفى مـن الخـدمـة العـسكريـةِ الاجـباريـةِ لعـدم وجـود الـمُـعـيل وهـذا

قـانـون كان يُـعـمـلُ بـه يومـذاكَ  فـيُــؤجّـل عـن الـخـدمـة الـعـسـكريـة لأجل زوجته التي

ليس لها معيل  .

تعـرّفـتُ على إبـن خالي مـحـسـن في ضحى أحـد أيـام الصـيـف وهـو مُـنـكَـفِـئٌ على

وجـهـهِ عـلى مـقـعـدٍ للـجـلـوس تـكلّـمتُ مـعـه فـلـم يُـجـبـني حـاولـتُ مـعـه فلم أحصل

على تـجـاوبٍ مـنه تـركـتُـه وبـقـيـتُ ألعـب لـوحـدي ، كان مـحـسـن في يـومـه الاول وفي

وضعٍ جـديـدٍ عـليه بعـد أن كان في حضـانـة أمّـه زُهـاء خمس سنوات أو اكثر عاد بعد

طلاق امّـه الى والده وهـو يكـبـرني بـسـنةٍ عـلى قول أمّي وهـو من مواليـد 1943

حـسـب هـويـة الاحـوال الـمـدنـيـة وبعـد أيام تـأقـلَـمَ مـع الـوضعِ الـجـديـدِ وأذكـر أنّـه كان

أسـمن مني إلّا أنّـه أقـصـر وبـعـد أيّـام أصـبحـنا صـديـقيـن مُـتـلازمـين .

وهنا أعودُ الى صاحب جاني فـقـد كان يعـتـدي عـليَّ إذا ما شـاهـدني وأنـا في طريقي

الى دار جــدي الحاج حـمــادي لـذلك كُـنـتُ أتـحـاشى الظهـور أمـامـه عـنـد الـذهـاب والاياب

وقـد ضـربـني مَـرّاتٍ أثـنـاء وجوده في الشارع عند مـروري في الـطريق وفـوق هـذا لا

أنـجو من تـوبـيـخ أمّـي فأبقى أعـاني في نفـسي من ألـمـيـن .

وفي أحـد الايـام شـمـمتُ رائحة الـدهـن الحُـر وأنـا ألـعبُ في السطح و كُـنّـا نـسـتعـملهُ

كمادةٍ إضافـيةٍ يُـرشُّ فوق الــرز الـعـراقي أيّـام كان العـراق سَــلّـةَ الـغـذاء العـربي أقول ضربتْ

رائحـة الـدُهنِ مع الرز الـعـنبـر التي تـفـوح الـى خـارج المـنـزل والمُـسمى بالعـنـبر الـشـتال

والـذي أخـذتْ زراعـتُـهُ تـتـقـلص في بداية العهـد الجمهوري وتـحـرير الفــــلاح من رِبــقِ

الاقـطــــاع الظـالـم بموجب قانـون الاصلاح الـزراعي الـذي أثـبتَ فـشـلهُ وصار الـعراقُ من

بلـدٍ مُـصدّرٍ لبـلـدٍ مُـسـتـوردٍ لكلِّ شـيئ بسـبب عـشوائـية خـطة الاصلاح وهـجرة الـفلاحين

الى الـمُـدن وتعاقب حكومات همها الكرسي والاستحواذ على موارد البلد واهمها النفط .

أعـود فأقول شممتُ تلكَ الرائحة الزكية العطرة وأنا في السطح فـنـزلـتُ مُـسـرعـاً الى

أمّي لتضع لي قـلـيلاً منه في المِـقـلاتِ [ الطاوه ] أمـسكتُها بـيــدي الـيُـمـنى وإذا هي نـارٌ

ملـتهـبةٌ صـرختُ مـن الالـم واخذتُ أصرخ فبـادر والـدي لأخذي الى المسـتـشـفى العام

حـيـث كانـت قبالة السدّة وجوار دار المـتصرف/ المحـافـظ وهي تـمـتـد مـن شـارع الـنـهـر

حـتّى الشارع الـوسـطي الـمُسـمّى بـشـارع الـمَشـروع وتطـلُّ بـبـابـين على الـشـارعين وهي من

مُنشـأآت العهد التركي أوالانـكـليـز عـند إنـشـاء الـسـدّة وقـسـمها الخلفي الآن المقابل الى

دائرة التربية هو مدرسة ثانويـةٌ للـبـنات بُـنِـيَتْ زمـنِ حـكومة عـبـد الـسـلام [ الجـمهورية الـثـانـية ] .

وتَمّ تضميدي في هذا القسم الخلفي عُدتُ وأبي الى مـسـكـنـنا في حـالٍ يُـرثـى لـها .

في اليوم الثاني شاهدني [ قيس جاني ] أخو [ صاحب ] وهـو الأصغرُ و كان معي

لـطـيـفاً عندما أراهُ في الشارع وهو يختلف في تعامله معي بخلاف أخيه [ صاحب ]

وفي أثناء حديثي معه يخرج [ صاحب ] ليراني واقـفاً في باب المنزل أتكلم مع أخيه

فيهجم عليَّ لكن قيس إسـتـوقـفه وأريته ضماد يـدي فـأبـدى معي نـوعاً مـن الـتـعـاطـف

وعـنـدما تكلمتُ مـعهُ عن ديكي طلب مني أن أنـازلـهُ مع ديكه في بـيـتهم وهـذا من الخطأ

لأنّ أي حيوان يـسـكن في مكان تعوّدَ عـليه يكون دفـاعه غـريـزيّـاً أقوى وأشد فلما تنازل

الديكان أبدى ديكي بـسـالةً بعـدها تـراجعَ ولاذ بالـفـرار فـأخـذتُـهُ وأنـا كـسـيفٌ حزين وكان

ديك [ صاحب جاني ] من النوع الهراتي أي الهـنـدي وهـذه مِـيـزةٌ على قـوّته وجَـلَـدهِ في

الـعـراك أمّـا ديـكي فـمن الـنـوع الاوربي الـذي نـقـول عـنهُ عـربي ومن هـنا أصبح بـيـننـا شـيءٌ

من الـوفـاق الى أن جـاءني يـوماً إبن خالي محسن وحـصل بـيـني وبـيـنه نـقـاش تطور الى

شِجار  بالايدي وكانت معي عصا اضربه بها وفي هذا الاثناء خرج  صاحب مـن دارهـم

وبـدلاً مـن أن يكون مـتـفرجاً أو مُـصـلـحاً صار طـرفـاً مع محسن وفي فـورة غـضبي تركتُ

محسن وصار غـريـمي صـاحبـاً فـأفـرغـتُ جـام غـضبي عـلـيه وأخـذتُ أضربُه بالعصا الى

أن تكسرت ودخل منزلهم هارباً وكيف لا اُهـزمُـهُ وأنا [ عنترة العَـبْـسي ] ومن هذا اليوم

بدأتْ إنتصاراتي عليه وأخذ يتحاشاني ولا يتعرض لي وأصبح الطريق سـالكاً .

في هذا السن أو العمر كانتْ أمّي وأبي يصطحبونني الى زيارة الائمة الاطهار عليهم

السلام ولي في هذه الزيارات أحداث ما زلتُ أتذكرها منها في إحدى الزيارات وفي

سِـنٍّ لا تتجاوز الثلاث سنوات إستأجرتْ أمي مع والـدي حُـجـرةً في منزلٍ ينزله الزوار

في مدينة الكاظمية والـمُـعَـدّةِ للإيـجارِ وهي ضمن حُـجـرات جمـيعها مَـخـصوصة إمّـا

للنـسـاء فـقط وإمّـا أن تـكـون مختلطةً للعـوائـل وغـالـبًا تـكونُ قـريـبةً من الامام مـوسـى

الكاظم عليه السلام نزلت أمي وعمّتي خميسة وانا برفقتهم في ذلك المنزل أمّا ابي

فذهب الى احد الفنادق ، دخلنا صحن الدار فكان واسعاً يتوسطهُ حوض مـاء

كبير أو شـذروان تتوسطه نافورة يتوضأُ منها النزلاء وفي داخل الحوض مجموعة

من الاسماكِ الصغيرة الملونة تلعب بداخله ولأني لا أكتفي بالمـشاهـدة دفعني فضولي

بمحاولة الامساك بإحداهنَّ وكانت بجنبي أمي فـنهـرتني ولكن بقـيتْ في نفسي الرغبة

وجاءت الـفـرصةُ وهي خلو صحن الدار وانشغال امّي في الحجرة .

الدنمارك / كوبنهاجن

الخميس في 25 / تموز / 2019

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع