لحظة على البال
وحيدة رجيمي “ميرا”
جلستُ أكتب إليك ..
إنزويت ..
اخترت مكانا قصيا عن الناس والعيون ..
أم ترى المكان تذكرني واختارني..
المتزاحمون على الشاطىء والرصيف..
نفس المكان الذي انتظرتك فيه تأتي فتأخرت ..
ولكنك أخيرا أتيت ..
تلهث .. يتصبب عرقك وأنت تحمل وردة جورية..
تتذكر ..
وأنا أهم بالانصراف .. ألتفتُ وقد استبد بي يأسي .. فإذا أنت تبدده
الوردة الحمراء .. الجورية.. أنستني أرق الإنتظار.. ثورة الغضب.. ومرارة
الخيبة..
اخترت نفس المكان لأكتب إليك .. فوجدتني أنوب عنك في كتابتك إليَ ..
تذكر … ياااه .. وأنت تقول لي مبتسما..
كم أنت رائعة والغضب يستبد بك .. تتوردين حياء وأنت غاضبة ..
أكتب إليَ نيابة عنك .. اخترت هذا المكان لأكتب لك عن لحظتنا الأولى.. والأجمل
في رقيها .. وفيها الآن ..
أنا كتبت .. وعندما راجعت ما كتبت .. وجدت أنني نسيتُني وتذكرت.. طويت.. طويت
وجع الشوق بداخلي .. طويت لهفتي .. وأنا أطوي الأوراق، أغلقت لسان القلم وعدت
أدراجي.
فإذا بي أسير دون أن أدري .. دون انتباه.. على نفس الطريق التي مشيناها معا ..
وتلك النخلة التي ظللت علينا..
ما زالت أثار خطانا على رمل الشاطىء منقوشة على حبل الود والذاكرة .. وتظل على
الخاطر والبال ..
وحيدة رجيمي “ميرا”
عنابة_ الجزائر