“لا تَشْتُمْ إلهاً.. لا تَعْبُدُهُ”

607

“لا تَشْتُمْ إلهاً.. لا تَعْبُدُهُ”

إبراهيم يوسف – لبنان

وُجِدَتْ هذه العبارة مكتوبة باللغة الآرامية
على جدار معبدٍ في تدمر السورية
منذ أكثر من ألفيّ عام على ميلاد المسيح

وتدل على عمق الوعي الحضاري
بما لا يقارن مع “بعض” ما يحدث اليوم

والآرامية هي لغة السيد المسيح نفسه


ألا لا يجهلن أحدٌ علينا *** فنجهل فوقَ جهلِ الجاهلينا
من معلقة عمرو بن كلثوم

تَوَجّهَ وزير خارجية “فنلندا” بعد الإساءة للمسلمين، بالإصرار على رسوم الصحيفة الفرنسية، والثأر بعملية الذبح في “نِيْسْ” بالقول:

من ينتقد يهوديا؟ متّهم بمعاداة السامية. ومن يستهين بالمرأة؟ متهم بالتمييز بين الجنسين. ومن يَسْتَخِفّ بامرىء أسود البشرة؟ متهم بالعنصرية. والمُجافي للشذوذ الجنسي؟ متهم بالعداء للمثلية. أما الذي يشتمُ مسلما؟ فيدخل في حماية حرية الرأي والتعبير!

وقال الممثل الفرنسي “Gérard Depardieu”: ماذا فعل المسلمون حتى نشتمهم؟! ماذا لو احترمنا دينهم ولم نتدخل في عقيدتهم؟ ألا يعرف الآخرون أن رئيس جمهوريتنا مثليّ الجنس؟ ومع ذلك؛ فلم يتعرّضْ له أو يشتُمْه، أو يشهِّر به أحد من المسلمين.

والإسلام؛ أتى ليهذب نزعة الغضب، تلك الجرثومة في وجدان جاهلية العرب. وكان السّكرُ قد تَعْتَعَ ملكَ الحيرة فسأل صَحْبَه: أتعرفون أحداً في العرب تتعالى أمُّه على أمي؟ فقيل له: من يحملُ اسْمَك.. عمرو بن كلثوم.. التغلبي.

هكذا حِيْكتِ المكيدة والمهزلة السخيفة، التي دبّرها عمرو بن هند لغريمه عمرو بن كلثوم، وما فتئت تستبدّ بعقول العرب، ممن اسْبَطَرّوا وتباهوا بالمعلقة فكتبوها بماء الذهب، ورفعوها على أستار الكعبة، “مثلما عُلِّقَ النّهي عن الشتيمة في تدمر.. المعبد”!

من المؤسف حقا الإساءة للأنبياء وغيرهم من عباد الله الآخرين، وليس من مبرر للمسيئين. لكن الصّادِمَ المُخْزي؟ أن يلجأ أولئك المسلمون المُضَلّلون إلى الثأر بقطع الرؤوس! ما يسيء إلى الله وأنبيائه وكل تاريخهم المجيد. ولا يتحمل القاتلُ دمَ الأبرياء المظلومين وحده، بل يتقاسم إثمه مع المُسبِّبين المتعنتين، والداعمين المحرِّضين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع