قِصّةٌ ومعلومةٌ (سلمى والذِئب)

581
قِصّةٌ ومعلومةٌ ( سلمى والذِئب)
خلود الشاوي

قَرَأت سلمى قِصّةَ ( ليلى والذِّئب ) ، فتعلّمَتْ درساً مهماً ، هو الّا تتجاهل نَصِيحةَ والديها مهما كَلّفَ الأمرُ ، وفي نفس الوقت وَرَدَ في بالِها سؤالان ، وجهتهما الى والدتِها قائلة :
أمّي لِماذا أتّخَذَ الكاتبُ (شارل بيرو )الذّئبَ بطلا لقصّتِهِ ؟ و لِمَ القى إخوةُ يوسف بمَكيدتهم على الذئبِ ؟ اجَابتَها الأمُّ : لأن الذّئبَ موجودٌ في الغابةِ والصحراءِ ولأنَّهُ يتصِفُ بالمكرِ والدهاءِ . لم تَقتَنعْ سلمى بجواب والدتها ، فرَاحتْ تَبحَثُ في رفوفِ المكَتبةِ المَنزليةِ عن كتابٍ قد رأتهُ مسبقا عن عالمِ الحّيوانِ ،فوَجَدتْ الكتابَ وتصفحتهُ لتتعرف عمَّا يٌميّزُ الذئبُ عن غيره من ِالحيواناتِ ، وهل كلّ ما يُنسَبُ لَهُ صحيح ؟
فاكتَشَفتْ إنَّ الذّئبَ يُسَمَّى الأبن البار، لأنّهُ يَبِرُّ والدِيهِ عِنّدَ بلوغِهما مرحلة الشيخوخةِ ، فَيبقَى الأبوانِ في الوكرِ . يصطادُ لهما الأبناءُ الفريسةَ ويطعمُهما ، وهو وَفِيٌّ لِزوجتِهِ حتى آخر نفس ٍ ،مُحب لِصغارِهِ و يرعَاهُم حتى يكبروا . يِنَامُ الذّئبُ بعينٍ واحدةٍ وتبقى الأُخرى مفتوحة لِيحمي عائلتَهُ والقطيعَ من خَطرِ الحيواناتِ. لهُ فراءٌ جميل وألوان متعدد منها رصاصي واسود وبني وابيض .
لكنَّ صورتَهُ التي تَظهرُ على التلفازِ من فكوكٍ كبيرةٍ وانيابٍ ضخمةٍ ومخالب قوية ، وما صورته القصة في قدرتِهِ على ابتلاعِ الجدةِ والوصول الى فريستهِ بكل مكر ودهاء ،أبقتهُ حيوانا مفترسا في مخيلتها ولابدَّ الحذر منه . فادرَكَتْ سلمى ان ليس كلُّ ما يٌقال حقيقةٌ ، ويجبَ علينا ان نبحثَ عن حقيقةِ الأشياءِ .

 

2 تعليقات
  1. avatar
    د.نذير العزاوي يقول

    بوركت وسلمت أناملك وما أحوجنا إلى مجموعة من الذئاب الوفية لأهلها جيل الآباء والأمهات وجيل الأبناء فحري بهذه الذئاب أن تكون وفية لوطنها بدلا من أولئك الذين باعوا إرث آبائهم وأجدادهم وأدخلوا أحفادهم في أغلال الديون ودمروا أوطانهم.

  2. avatar
    د. شيرين الجلاب يقول

    ما اروعها من قصة وما اميره من هدف يحتاجه الكبار قبل الصغار
    ان لا نأخذ كل ما يقال دون أن نتأكد ونبحث ونتأكد من المعلومه وهذا ما جاء في قرآننا الكريم
    ان بعض الظن اثم
    بوركت وبورك ابداعك الراقي المحترم وطاقتك الداعمة المتجددة الإيجابية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع