قصيدتين مترجمتين عن الفرنسيّة،للشّاعر جمال الدّين بن الشّيخ

388

قصيدتين مترجمتين عن الفرنسيّة،للشّاعر جمال الدّين بن الشّيخ

لن يمرّوا” * 

”   No pasarán”

  

  

من وراء قضبان الانتظار،

أترك الأمل للبحر

ليزيح الغشاوة عن ظلاله المتحرّكة..

و ها نظري يلامس تعاريج 

 الحديد المطروق المزخرف…

و النسيم يكمل نداءه …

شاعرا يجمع النّاس،

يطرّز ” دانتيلاّ ” العرائس

و يخطّ على أعطافها بشارة الخالق،

يحرّكها النّشيد اليائس

المنبعث من الشّفة السّحريّة ،

 ينسج الحلم و يعيد ولادته من جديد

حيث سعادتنا تعني أنـّنا سنطرد الزّيف،

و برغم العار و المذابح

و قلب ضعيف مغلّف ،

سنظلّ أحياء في سرابك

سراب ، بعطر النّعناع،

تحت زخارف العشق،

قبالة البحر المبدع

 للحريّة

جمال الدّين بن شيخ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   *     ” لن يمرّوا ”  ” No pasarán” شعار شهير أطلقه أنصار الجمهوريّة الثّانية في إسبانيا ،و هو شعار تحرّريّ مناهض للاستبداد .

 

No pasarán

  

Par les grillages de l’attente

Je laisse l’espoir à la mer

Égrener ses ombres mouvantes

Mon regard lèche la torsade

Du fer forgé envoluté

La brise arrondit sa chamade

Poète Rassemble le monde

Brode la dentelle des marées

Et calligraphie sur leur onde

L’annonciation démiurgique

Qui vibre au chant désespéré

Jailli de ta lèvre magique

Tisse et fais renaître le songe

Où être heureux nous voudra dire

Que nous chasserons le mensonge

Malgré la honte et les carnages

Le coeur léger sous la nuée

Nous survivrons en tes mirages

Qui offrent leur parfum de menthe

Sous la volute enamourée

Face à la mer qui invente

La liberté

 

Jamel Eddine Bencheikh

 

الشّعر

سفينة أنت أيّها الشّعر، تعبر نحو منبع اللاّمعقول

أكاد أسمع جوانبك تنسلخ عن

ضفاف لا تتحرّك

تحلّ عقد الظّلمات ،و زيفها…

تفكّ رموز الأساطير

الّتي تضطرم في عظامنا…

تقتلع حدّ الظلّ

جذور حيل مزروعة في عيوننا

إنّك تمنحنا جوهرا جديدا مذهلا

  

جمال الدّين بن الشّيخ

Poésie (Jamel Eddine Bencheikh)

 

Poésie proue jetée vers l’amont de la déraison
j’entends tes flancs s’écorcher à des
rives immobiles
Tu dénoues les ténèbres et leurs mensonges
Tu déchiffres les légendes
qui s’enflamment dans nos os
Tu déracines jusqu’à l’ombre
des ruses plantées dans nos yeux
Tu nous redonnes un corps éblouissant

(Jamel Eddine Bencheikh)

تعريب : محمد الصالح الغريسي

نبذة عن حياة الشّاعر :

جمال الدّين بن الشّيخ : ولد عام 1930 في الدار البيضاء، قبل أن ينتقل لاحقا مع والديه إلى تلمسان الجزائرية. بدأ بدراسة الحقوق في الجزائر، وفي موازاتها الأدب العربي. وبين 1956 و1962، أي خلال حرب الجزائر الدامية، انتقل الى باريس حيث أكمل دراسته متخصصا في الشعرية العربية خلال القرون الوسطى، وبدأ بالتعليم. وإذ عاد الى العاصمة الجزائرية بعد الاستقلال وعلّم في جامعتها وأسّس فيها قسم الأدب المقارن، إلا أنه سرعان ما سرقته فرنسا مجددا عام 1969 أستاذا في السوربون، وبقي في باريس حتى وفاته. نذكر من أعماله الشعرية: “الرجل القصيدة” (1983) و”ذاكرات الدماء” (1988) و”الكلمة الصاعدة” (1997) و”الأعمى ذو الوجه الذي من برَد” (1999)، ومن بحوثه “الشعرية العربية” (1989) و”عن العروبة والاسلام” (1992).

أنجز جمال الدّين بن الشّخ ترجمة بديعة لـ “ألف ليلة وليلة” بمشاركة المستعرب الفرنسي أندره ميكال، صدرت عن دار “غاليمار” الباريسية ضمن سلسلة “لابلياد” بعد 300 عام وعام من صدور الترجمة الاولى التي كان أنجزها المستشرق الفرنسي انطوان غالان، إلى كوكبة من الأعلام العرب الذين طبعوا الثقافة الغربية عموما، والفرنسية تحديدا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع