قصة أمير وأمين

617

قال الجد لحفيده

_ ماذا فعلت بالمصروف الذي أعطيته لك أمس؟..

قال الحفيد ببساطة

_ لقد أنفقته يا جدى فى شراء الحلوى

وقال الجد

_ وماذا فعلت بمصروف اليوم؟..

قال الحفيد

_ أنفقته أيضا كله يا جدى فى شراء الحلوى

قال الجد وهو يبتسم

_ ألم أطلب منك يا صغيرى أن تنفق نصف المصروف ، وتحتفظ بالنصف الثانى؟..

وقال حفيده

_ نعم. ولكنى وجدت حلوى جديدة عند البائع طعمها لذيد ، فأشتريت به كله..

وقال جده

_ إذن لم يبق معك شىء من مصروفك؟.. اليس كذلك

وقال الحفيد

_ نعم.. نعم يا جدى

فغضب الجد وقال

_ أنت فعلت مثل ما فعل أمير وصاحبه أمين

فقال الحفيد بحماس

_ وماذا حدث منهما يا جدى؟..

قال الجد

(_ كان أمين ولدا حريصا ، ينفق نصف ما معه ، ويحتفظ بالنصف الآخر ، لعله يحتاج اليه فيما بعد.. وكان أمير عكسه تماما.. فكان كل قرش يأخذه من والده.. ينفقه عن آخره ولا يبقى منه شيئا..

وفى يوم ما.. ذهب أمير ليشترى حلوى وفاكهة بمصروفه.. وقابل صاحبه أمين فقال له

_ هل أنت ذاهب لتشترى مثلى يا أمين..؟

قال أمين

_ نعم .. ولكن سأنفق نصف مصروفى ، وأحتفظ بالباقى كما نصحنى والدى..

وقال أمير

_ وما فائدة الأحتفاظ بالباقى؟.. ما دمت تأخذ المصروف كل يوم.. ولا ينقطع عنك؟..سوف أنفق ما معى ، وإذا أحتجت ثانية سأذهب لوالدى ليعطينى مصروفا آخر.. فلا مشكلة..

قال أمين

_ ولكن ما تفعله يا صديقى ليس صحيحا ، لأنه إسراف.. والإسراف حرام..

وذهب الأثنان ليشتريا من البائع وعاد كل منهما لبيته

 

وبعد عدة أيام

رأى أمين صاحبه أمير فى ملابس رثة ووجده يحمل كيسا صغيرا من الدقيق على ظهره والتعب يظهر على قسمات وجهه..

فوقف أمين يسأل صاحبه عما يحدث معه، فقال أمير وهو حزين

_ لقد  مرض أبى وفقد  عمله يا صديقى ، ولم يعد يعطينى المصروف اليومى لألعب وأمرح وأشترى ما يحلو لى.. ومنذ يومين كنت العب بجوار دكان بائع الدقيق.. وكانت هناك عربة تنزل أجولة الدقيق بداخل الدكان.، فأقتربت لأتفرج على ما يحدث.. وكان الحمال ينزل الأجولة من فوق العربة ويضغها بداخل الدكان، فصعدت للعربة لأساعد الحمال. ولكنى ركلت جوالا بقدمى على الأرض ظنا منى أنها طريقة سهلة.. فسقط الجوال الذى أكتشفت أنه ممزقا فأنسكب الدقيق على الأرض.. فأمسك بى الحمال وصاحب الدكان، وأرادا أن يذهبا بى لأبى، ليعطيهما ثمن الجوال الذى بعثرته.. فخفت أن يغضب منى وهو لا يزال مريضا لا يقوى على الحراك.. فرجوت صاحب الدكان أن يجد لى حلا آخر فلم يجد غير أن أعمل عنده بثمن الجوال ،وعملت فى نقل طلبات الزبائن الى بيوتهم كما ترى..

وتأسف أمين لحال زميله وصديقه وقال له

_ لو كنت حافظت على مصروفك الذى كنت تضيعه كل يوم، لما حدث لك ما حدث ، ولتمكنت من دفع ثمن الدقيق لصاحبه .)

وقال الجد

_ هل رأيت؟.. لو حافظت على مصروفك ولم تنفقه كله، فربما تحتاج اليه فى يوم ما.. لأن التبذير لا يأتى إلا بالضرر لصاحبه.

تمت

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع