قراءة في قصيدة (هایکو) للهایکست فتیحة فهيم

440

قراءة في قصيدة هایکو للهایکست فتیحة فهيم

حفلة تنکرية –
ليس للبيع
القناع الذي أرتديه

فتيحة فهيم

قراءة الأستاذ عصام زودي

دائما تهتف لي كلماتها للقراءة وكأنني أمام مفردات لا تمر مرور الكرام إلا
وتقرع باب العقل. إنه الهايكو الذي لايحتاج فلسفة أو عمقا ثقافيا لأنه ببساطة
مكتوب من حبر الحقيقة الساطعة. الهايكو إما صفعة مؤلمة أو نسمة تأخذك إلى جادة
الصواب. في السطر الأول هناك الحفلة التنكرية التي نعيشها في كل وقت ولانحتفل
بها ابدا. نحن في عالم مقنع ونتقن أقنعته. هل يمكن لنا ان نتخلى عن الهالة
التي نحيط أنفسنا بها؟ كيف نبدو حين نتخلى عن القناع الذي نظهر به ؟ هل القناع
الذي نعيش خلفه يظهر شيئا من حقيقتنا ؟ الهايجن الرائعة فتيحة تضعنا أمام
ذواتنا فلا أحد يتخلى او يبيع قناعه لأنه أصبح لصيقا بنا وهو ملاذنا في كل
حين. سؤالي هل القناع ضروري للبشر. أنا مع هذا القناع لأن حقيقة البشر صادمة
ومن الضروري أن نكون بقناع وإلا ستكون هناك مصيبة الحقيقة. أنا لا أعطي
الشرعية للقناع لكن للضرورة أحكام والضرورات في مجتمعاتنا كثيرة تبدأ من زيف
السياسة والساسة وتنتهي ربما بالقبيلة والملة والطائفة. نحن محكومون بقناع
لايباع ولايجب ان يباع قبل ان ينسف القناع الأكبر. نحن محكومون بالقناع لأننا
أيضا أمام مقنعين مثلنا. كلمات هادئة والصدمة كبيرة في هذا الهايكو الفريد عند
المبدعة فتيحة.
——-
يا لقسوة الربيع!
على أيدي  صبية تتكسر
اجنحة الفراش .

فتيحة فهيم

قراءة الأستاذة  هاجر بن جمعة
استهلت المبدعة قطعتها الفنية بالنداء للفت الانتباه ،متعجبة بمصدر القسوة
التي لا تتناسب والربيع الطلق اللطيف ،على أيدي صبية كبراعم أطلت في حينها
لتثمر وتزهر كان مصيرها استمرارية التكسر ،لتباغتنا في قفل القطعة باجنحة
الفراش الرقيقة التي تذوب بقسوة مفتعلة ،والمعنى للرمزي للقطعة أن أي شيء
يعامل بعكس ما جبل عليه يتهدم ولو كان الفاعل غير معتاد على فعلته.
قطعة مكثفة جميلة وممتازة أحسنت المبدعة في رسم معالمها المحدودة في حين تركت
للقارئ حرية الجمال البياني ،فاجنحة الفراش تقرأ على عدة أوجه وكذا أيدي صبية.
وهذا من أساليب القدامى الايجاز والبلاغة وتكثيف الصورة المعنوية بأقل عدد من
الالفاظ.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع