قراءة أولية لرواية غرب المتوسط للكاتب المغربي مبارك ربيع

484

السيرة الذاتية للكاتب
مبارك ربيع كاتب و أديب مغربي . ولد بسيدي معاشو سنة 1935 (عمالة سطات). اشتغل
بالتعليم الابتدائي ابتداء من سنة 1952. حصل على الإجازة في الفلسفة وعلم
النفس وعلم الاجتماع سنة 1967، ثم على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس سنة
1975، كما أحرز على دكتوراه الدولة سنة 1988. يشتغل حاليا قيدوما لكلية الآداب
والعلوم الإنسانية – بنمسيك سيدي عثمان – البيضاء. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب
سنة 1961. يتوزع إنتاجه بين القصة القصيرة، الرواية، المقالة الأدبية والبحث
في علم النفس والتربية. نشر أعماله بمجموعة من الصحف والمجلات: التحرير،
العلم، دعوة الحق، أقلام، الآداب، الكتاب العربي، الوحدة، أبعاد فكرية، العربي.

مؤلفاته
——–
القصص

سيدنا قدر، طرابلس، دار المصراتي، 1969.
دم ودخان، تونس، الدار العربية للكتاب، 1975.
رحلة الحب والحصاد، بيروت، دار الآداب، 1983.
البلوري المكسور، شوسبريس، 1991.
الروايات

الطيبون، الدار البيضاء، دار الكتاب، 1972.
رفقة السلاح والقمر، الدار البيضاء، دار الثقافة، 1976.
الريح الشتوية، تونس، الدار التونسية للنشر، 1977. ( من بين أفضل 105 رواية
عربية )
بدر زمانه، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1984.
برج السعـود، 1990.
من جبالنا، توزيع شوسبيرس، 1998.
درب السلطان: في ثلاثة أجزاء (ج. 1. نور الطلبة، ج. 2. ظل الأحبـاس، ج. 3.
نزهة البلدية)
وكلها من توزيع شوسبريس، 1999-2000.
الدراسـات
عواطف الطفل: دراسة في الطفولة والتنشئة الاجتماعية، ط. 2، الرباط، الشركة
المغربية للطباعة والنشر، 1991.
مخاوف الأطفال وعلاقتها بالوسط الاجتماعي، الرباط، منشورات كلية الآداب
والعلوم الإنسانية، 1991.
كتب للأطفال
———
أحلام الفتى السعيد، الرباط، وزارة التربية الوطنية، اليونيسيف، 1991.
ميساء ذات الشعر الذهبي، الرباط، وزارة التربية الوطنية، اليونيسيف، 1991.
بطل لا كغيره، الرباط، وزارة التربية الوطنية، اليونيسيف، 1991.
طريق الحرية، توزيع شوسبريس .

غلاف الرواية.
يطغى عليه تداخل زرقة السماء و البحر و كتاب مفتوح تظهر عليه أمواج البحر ،
خلف الكتاب زورق و طفل ينظر الى الأفق نحو الضفة الأخرى كانه يبحث عن الخلاص
الذي لن يحصل عليه إلا عن طريق العلم و في هذه الرمزية تنويه للأمل بالتغيير
في نفس القارئ فاللون الأزرق يعطي الصفاء والحلم الواسع اللاممتد بعرض السماء
والبحر و الكتاب نور لأجيال المستقبل الذي يعول الوطن عليهم الأمل بالتغيير
نحو الأفضل

القراءة
عمل روائي ضخم، ينقل القارئ إلى أجواء زمن ماضي المغرب القريب ، يسلط فيه ومن
خلاله ، الكاتب ، بأسلوب سلس أدبي يتميز بالواقعية وبناء سردي ولغوي واضح يخلو
من كل أشكال التعقيد ، يلقي الضوء على فترة زمنية سوداء في تاريخ المغرب
المستقل. حقبة زمنية امتدت فيها أيادي الاستبداد المخزية ممثلة في بعض
الزبانية وخاصة من أذناب رجال السلطة الصغار، الذين أصروا على ان تكون سلطتهم
وسيوفهم اكبر من قاماتهم واكبر مما أو كل إليهم ، ليظهروا حنة أيديهم
وعبقريتهم في فنون كتم الأنفاس وتجهيز ولائم التعذيب وإشباع لذة ونزوة الضرب
والسادية والسيادة والسلطة، التي تغيب في جحورهم، فعرفوا كيف يستخدمون السجون
في قمع الرأي والتنكيل بالمعارضين من أهل الفكر والرأي الحر.
يستهل الكاتب عالم روايته على لسان الراوي، في حجرة الدرس، بدرس طبائع
الاستبداد للكواكبي، ضمن برنامج التعليم الثانوي، الدرس الأهم على الإطلاق ،
الذي أثار انتباه التلاميذ وتابعوه باهتمام زائد-نهاية السبعينات-بخلاف النصوص
الأدبية الأخرى .إذ كان حقيقة مدخلا مواتيا ليشد بخناق القارئ إلى النهاية .
تبدأ أحداث الرواية(الأم) من محطة الحافلات “بنجدية” ،لننتقل مع الراوي مستقلا
سيارة أجرة ،ويشرع نافذة على الرواية(الجنين) من خلال استخدامه تقنية الرواية
داخل الرواية أو الميتا رواية، منكبا بين الركاب ،على قراءة الرواية المسودة
قبل أن يسلمها لأخيه كي يحسم في أمرها. وهكذا في انحناءة واحدة، تفتح الذاكرة
الرواية كصنبور للحكي الممتع، على حدث اعتقال الأستاذ” طالب” من القسم وهو
يقدم درس طبائع الاستبداد للكواكبي، ويُستدرج في واحة الثانوية، بمباركة
الإدارة ،إلى المخفر .ومن ثمة تبدأ معاناة البطل في الزنزانة التي من الممكن
في اعتقادي، ان تكون هي بطلة الرواية إلى أن يغادر التاكسي ويفتح حوارا مع
جلاده الذي لم يكن الا سائق التاكسي، كما أومأ لنا بذلك في معرض حديثه عن
السائق الذي تدلى بطنه على حزامه في محطة بنجدية .
رواية وردت فيها عن طريق فيض من الاسترجاع، شخصيات وأحداث ووقائع تاريخية لا
ترميز فيها ولا مجاز، ومعلومات موثقة قدمت بمهارة سردية فائقة، اذ تحفل
بالتفاصيل والجزئيات الدقيقة التي لا مناص من سردها .جاءت في أكثر من 300 صفحة
اعتمدت الأحاسيس الذاتية لتصوير واقع مرير عاشت فصوله فئات عريضة من متنوري
هذا البلد ،حيث السجون والقمع والظلم.حيث يغيب شعار الوطن للجميع ويصبح الوطن
علما يرفع في الصباح ويطوى بين أيدي حفنة من الاستعماريين الجدد مساء ، ليبدو
جليا أن الاستعمار كان ارحم من جلادي أبناء الوطن.«أيها الوطن هل أنت أكذوبة
متفق عليها بين الفقراء من السكان…؟»( ص102 )
لابد بداية من الإشارة إلى ملاحظة تفرض نفسها بإلحاح في أجواء الرواية، ألا
وهي التقابل” المعادلاتي” في العنوان مع الرواية الملحمة شرق المتوسط للروائي
عبد الرحمان منيف

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع