في الذكرى الثالثة لوفاة العقيد محمد الصالح يحياوي

211

في الذكرى الثالثة لوفاة العقيد محمد الصالح يحياوي

علجية عيش

الصراع في الجزائر حول”القوميات” أحدث “الإنقسامية”

(الخلاف بين يحياوي والإبراهيمي كان حول مسألة “الهوية”)

هل الحرائق في الجزائر سببها سياسي؟

 

ليس غلوا إن قلنا أن جوهر الصراع في الجزائر كان حول “القومية”إن كانت قومية أمازيغية أم قومية عربية أم قومية إسلامية، فقد كانت فكرة القومية وما تزال قضية محورية في الفكر القومي الذي ترك أثارا سياسية عندما ارتفعت أصوات لنصرة القومية الأمازيغية في الجزائر دون التنكرللقومية العربية، و هذا بفضل الدين و التراب كقاسم مشترك بين القوميتين و بفضل المصاهرة بين العر ب و الأمازيغ ، لكن حب السلطة و الزعامة أحدث شرخا في المجتمع الجزائري، فكان سببا في إسقاط مشروع بناء نهظة جزائرية التي دعا إليها مفكرون كمالك بن نبي، و نظرا لتطور الأحداث، كانتهناك مطالب أخرى تبنتها جماعات لتحقيق القومية الإسلامية، حيث رفعت شعار”الجزائر دولة إسلامية دستورها القرآن” وفي غياب روح الحوار رأى كل واحد أنه هو صاحب الرسالة الحقيقية، فحدث ما حدث، كانتلنتيجة هي ضياع الوحدة الجزائرية ، هي الحقيقة التاريخية التي تسعى أطراف لإخفائها

كانت الذكرىالثالثة لرحيل العقيد محمد الصالح يحياوي الذي توفي في 10 أوت 2018 مناسبة للتطرق إلى قضية هامة جدا رغم أن الذكرىجاءت في ظروف استثنائية جدا بسبب الوضع الذي تمر به الجزائر و الكارثة الإيكولوجيةالتي حلت بها إثر اندلاع الحرائق ، خلفتخسائر مادية و بشرية كبيرة و بالأخص في ولاية تيزي وزو ( منطقة القبائل الكبرى) ،دخل الشعب الجزائري في حداد عام، حيث ربط البعض هذه الكارثة بالصراع حول الهوية،في ظل استمرار الصراع العربي الأمازيغي الذي تحركه عناصر تريد ضرب استقرارالجزائر، إلا أن صوت الجزائر كان أقوى، حيث امتزجت الأصوات حاملة العلم الجزائريبألوانه الثلاثة (الأحمر، الأبيض و الأخضر)، عبّر الشعب الجزائري عن وحدة صفوفهعندما هَبّ مواطنون في قوافل للتضامن مع إخوانهم في منطقة القبائل ورددوا بالقول:”لا يهمنا إن كان الضحية قبائلي أو عربي، كلنا جزائريون”، و هذا بفضل الدينالذي وحد بين الجزائريين و لم يفرق بين هذا عربي و ذاك قبائلي أو شاوي أو إباضي أوتارقي، كانت أصوات تعبر عن الروح الوطنية، مثل التي ارتفعت ليلة أول نوفمبر 1954 أوفي ثورة 22 فبراير2019 ( الحراك الشعبي)، طبعا لا يوجد صراع إلا و له خلفيات تاريخية، داربين النخبة السياسية و النظام، فطال أمده، و لم تهدأ عاصفته إلى اليوم، فحب السلطةو الزعامة أحدث شرخا في المجتمع الجزائري، حيث ظلت نيران الغضب مشتعلة فتوارثتهالأجيال جيلا بعد جيل.

الخلاف بين يحياوي والإبراهيمي كان حول مسألة “الهوية”)

وكعينة، فالصراع الذي دار بين العقيد محمدالصالح يحياوي كمنسق لحزب جبهة التحريرالوطني و الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي كوزير في فترة ليست بالبعيدة كان حول مسألة”الهوية” حيث طرح الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي البعد الأمازيغي للهويةالجزائرية باعتبار أن بلاد المغرب العربي كلها أمازيغية الجذور، فعارضه العقيد محمدالصالح يحياوي، الذي رفض طرح الإبراهيمي و قال لا توجد إلا أمّة عربية، ما أثارحفيظة الكثير و منهم بالخصوص مولود قاسم نايت بلقاسم، و بلعيد عبد السلام، و هذاما يؤكد تأثر العقيد محمد الصالح يحياوي بالعروبة و باللغة العربية التي تعتبر لغةالقرآن الكريم، كانت في تلك الفترة معارضة ذات طابع أمازيغي حيث ركزت علىالمطالبة بضرورة استكمال مقومات الهويةالوطنية بأخذ البعد الأمازيغي لمكانته الطبيعية في هذه الهوية، و مثلما أكدتهمصادر تاريخية، بدأت هذه الحركة بتوزيع مناشير و كتب و مجلات صادرة أغلبها عنالأكاديمية البربرية التي أسسها المجاهدالكومندان محند أعراب مسعود و هو من المجاهدين الأوائل الذين شاركوا في إشعال فتيلالثورة المسلحة في اول نوفمبر 1954 وارتقى إلى هذه الرتبة في الولاية التاريخية الرابعة و قد تمرد ضد هواري بومدين ولعل هذا التمرد يعود إلى تسوية النظاملتاريخهم خاصة على أيدي العروشيين المعادين للبعد الأمازيغي للجزائر و تركيزالأكاديمية على البعد الأمازيغي و حروف التيفيناغ، حيث رفعت شعار: “الجزائرالأمازيغية” بحضور بومدين، إلا أن هذه الحركة بعد وفاة بومدين أخذت لهاأبعادا أخرى، لم يكن بومدين ضد الأمازيغية و لا مؤيدها، بل اهتم بالتعريب و الدفاععن العروبة و كان يقول: “الجزائر عربية مسلمة”، تقول الكتابات أن بومدينإن أهمل البعد الأمازيغي للجزائر فلم يهمل بعدها التاريخي، لأن الجزائر منذ أيامماسينيسا المؤسس الأول للدولة النوميدية و يوغرطة شهدت الجزائر تطورا في حقبة منالتاريخ، فقد كان اعترافه ( أي بومدين) بالبعد الأمازيغي ضمنيا دون أن يتعدىالمجال اللغوي.

و بالمقارنةبين بومدين و أحمد بن بلة فقد ضمت حكومة بن بلة الكثير من الوزراء المؤمنين بالبعدالأمازيغي للجزائر، و منهم الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، حيث كتب هذا الأخير في إحدىمقالاته: أن الجزائريين كلهم من البربر الذين تعربوا بدرجات متفاوتة، و كذلك مولودقاسم نايت بلقاسم الذي نادى بالقومية الأمازيغية، و بالعودة إلى الوراء قليلالمراجعة الأحداث التي وقعت إثر انفجار 1980 الذي سمي بالربيع الأمازيغي الأسيودعلى النظام، عرفت الجامعة الجزائرية مطالب بتسريع مشروع التعريب الذي انطلق فيهبومدين، في هذه الفترة بالذات نشب صراع بين الدكتور احمد طالب الإبراهيمي و العقيدمحمد الصالح يحياوي أو ما يسمى بـ: ” البومدينيين” من جهة و بين الشاذليبن جديد و أنصاره من جهة أخرى، استخدمت في هذا الصراع شتى المناورات لقلب موازينالقوى بين الأطراف المتصارعة عشية انعقاد المؤتمر الإستثنائي لحزب جبهة التحريرالوطني، وسط هذه الظروف أوقفت عناصر الأمن الوطني في 10 ماس 1980 الأديب مولودمعمري و مرافقه الأستاذ سالم شاكر بذراع بن خدة و منعه من تقديم محاضرة حول”الأشعار القبائلية القديمة” بدعوى أنها تمس بالأمن الوطني.

لهذه الأسباب أبعد العقيد محمد الصالح يحياوي عن الحزب

تبين هذه الأحداث أن الصراع العربي الأمازيغي كانثقافيا و تم تسييسه بحجة الحفاظ على الهوية الجزائرية، كان المنع النقطة التيأفاضت الكأس ، حيث فجرت الوضع في منطقة القبائل، عندما خرج جيل جديد و بخاصة الطلبةو نادوا “الأمازيغية لغتنا الأصلية”، كانت هناك مظاهرات قادها السعيدسعدي و بالموازاة شهدت الساحة مظاهرات شاركفيها مناضلي جبهة التحرير الوطني، و كانت النتيجة إضراب عام في 16 أفريل 1980 للردعلى مشروع بومدين المتضمن تعريب المدرسة الجزائرية حتى لا تظل الفرنسية هيالمسيطرة في التعليم و الإدارة، لم يكن بومدين في مشروع التعريب يهدف إلى القضاءعلى الأمازيغية كتاريخ و تراث أو حتى كهوية، كانت عملية ميزرانة Mizrana للقضاء على الحركة الفتيل الذيأشعل الثورة في قلوب الأمازيغ، و قد تطرق إليها الدكتور رابح لونيسي في كتابه “دعاةالبربرية في مواجهة مع السلطة” (ص84-85)، أدت هذه الأحداث إلى إضعاف العقيدمحمد الصالح يحياوي، منسق جبهة التحرير الوطني بتحميله مسؤولية فشل الحزب فيمواجهة الوضع، مما مهد لخصمه الشاذلي بن جديد إبعاده نهائيا من الحزب في المؤتمرالإستثنائي في جوان 1980 ، كما دفع العديد من القبائل داخل الجيش الشعبي الوطنيثمنا لهذه الحركات التمردية.

تشير بعض المصادر أن هذه الحركات التمردية لهاعلاقة بأزمة صيف 1962 عندما نشب صراع بين مجموعة ثلجان و مجموعة تيزي ووز، أدى إلىتفكك في بنية المجتمع الجزائري و الصراع كذلك بين آيت أحمد زعيم الأفافاس في عام1963 و بين قوات بن بلة- بومدين ضد سكان منطقة القبائل، و هذا ما يؤكد أن منطقةالقبائل ( تيزي وزو) كانت دائما في قلب الأحداث، و أن سكان منطقة القبائل كانوا دوما مستهدفون، و إن دل هذا علىشيئ فإنما يدل على حقد و عنصرية ضد كل من هو قبائلي، لدرجة أن إشاعات نشرت هنا وهناك بأن القبائل ( الأمازيغ) انفصاليين و معادين للدين و الوطن، بل أنهم عملاءلفرنسا، و تجاهلوا بأن في منطقة القبائل علماء دين و مفكرين و أدباء و ثوار و قادةتاريخيين في الولاية الثالثة تعرضوا للطعنفي الظهر و اغتيلوا من قبل رفاق الدرب ، و إن كانوا كذلك فكيف إذن أقبلوا علىالإسلام و تعلموا لغة القرآن نطقا و كتابة و كافحوا من أجل إخراج فرنسا من أرضالجزائر؟، من المفارقات أن بومدين كان يرصد أموالا ضخمة لتمويل المشاريع في منطقةالقبائل كون الثورة امتدت جذورها إلى هؤلاء المهاجرين الذين أسسوا “نجم شمالافريقيا” و أن 80 بالمائة من ميزانية جبهة لتحرير الوطني أثناء الثورة كانت تُمَوَّلُمن المهاجرين المنضوين في فدرالية جبهة التحرير الوطني.

الجزائر بلد متعدد القوميات فأيهما الأصلح؟

ليس غلوا إذن إن قلنا أن جوهر الصراع في الجزائركان حول “القومية” إن كانت قومية أمازيغية أم قومية عربية أم قوميةإسلامية، وكما قال مؤرخون، كانت فكرة القومية و ما تزال القضية المحورية في الفكرالقومي الذي ترك أثارا سياسية ، فمثلما وقع في العديد من الدول العربية ( سوريا، مصر) فقد هبت أقوام لنصرة القومية الأمازيغية فيالجزائر دون التنكر للقومية العربية، وقالوا : إن كانت الأمة العربية حية في مشاعر ابناء الأمة العربية و في إرثهمالثقافي و موجودة في الواقع العربي فالأمة الأمازيغية حية في واقع الشمالالإفريقي، و لا أحد يمكن أن يتجاهل تاريخ البربر في العهد القديم، فقدكان لهم تراث و لغة و ثقافة بل لهم حضارة، وإن كان الإسلام جمع بين العرب و الأمازيغ و وحد صفوفهم، فهذا لا يعني التنكر لثقافة الآخر و تراثه و عاداته وتقاليده، لأن الصراع سياسي لكنه جاء تحت غطاء الهوية، نعم كانت الأطماع السياسية سببا في إسقاط مشروعبناء أو تأسيس نهضة جزائرية التي دعا إليها مفكرون كمالك بن نبي، لتتطور الأحداث وتتوسع، حيث ظهرت مطالب أخرى تبنتها جماعات لتحقيق القومية الإسلامية، رفعت هذه الجماعات شعار “الجزائر دولةإسلامية و القرآن دستورها”

كانت النتيجةأن ضاعت الوحدة الجزائرية و تشتت أبناؤها و حدث ما حدث، لأنه لا أحد حاول تحليلثقافة الآخر و فهمها، و بالتالي يصعب جمع ثقافات في ثقافة واحدة ، كما أن تعنت السلطةكاد أن يؤدي إلى زوال الدولة، و خلاصة القول أن العروبة لم تعرف الصراع يوما بينهاو بين الأمازيغ و لا بينها و بين الإسلاميين ، فما يحدث الآن بفعل الحرائقالمفتعلة ( الجرائم الإيكولوجية) في الجزائر، التي شهدها العالم عبر القنوات الفضائية و مواقعالتواصل الإجتماعي ليس سوى ردود فعل لم تنطلق من مبادئ متفق عليها، بل تختلفباختلاف المواقف، هي الحقيقة التاريخية التي تسعى أطراف لإخفائها لغاية في نفس يعقوب،تجدر الإشارة أن قضية ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية إلى جانب العربية لم تكنفي الجزائر فحسب، فقد تاسست في المغرب الأقصى الأكاديمية الأمازيغية و طالبالبربريون بأن ترسم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية، حسب المؤرخ عثمان سعدي فإنالمسألة الأمازيغية في المغرب الأقصى تجري و بخطورة أكثر منها في الجزائر، لأن نسبة الأمازيغ للشعبالمغربي عالية جدا، للعلم أن المؤرخ عثمان سعدي ينتمي إلى أكبر قبيلة أمازيغيةبالمنطقة المنتشرة بها اللهجات الأمازيغية و هي قبيلة النمامشة، يقول أنالأمازيغية لهجة منحدرة من العربية الأم مثل الآرامية و الكنعانية و البابلية والأشورية و غيرها

من الأجدر إذن أن نقرأ للمؤرخ أبو القاسم سعدالله و موقفه من الأمازيغية، و قد تحدث عنه الدكتور محمد أرزقي فراد في كتابه” المؤرخ أبو القاسم سعد الله و الأمازيغية “من الإجحاف إلى الإنصاف”حيث يقول: “إن المؤرخ أبو القاسم سعد الله مَرَّ بمرحلتين: مر حلة رفضالإعتراف باللغة الأمازيغية كمكون أساسي في الشخصية الجزائرية ثم راجع المؤرخموقفه فأنصف الأمازيغية حين دعا في سنة 1994 إلى إنشاء مجمع علمي لترقيتها وتطويرها بكيفية تنسجم مع سياقها التاريخي المرتبط بوعاء الحضارة العربيةالإسلامية”، و من الأجدر بنا أيضا أن نقرأ لسليمان الصيد المحامي و هو يتحدث عن الشخصية الجزائرية عبر التاريخ إذيقول: فملوك البربر العظماء لعبوا أدوارا هامة في سياسة البلاد بحيث لولاهم لكانالتاريخ غير التاريخ في شمال افريقيا، هذا في الجانب التاريخي و السياسي، أما فيالجانب الثقافي الإبداعي يجدر بنا أن نقرأ “يوميات في بلاد القبائل” للأديب الجزائري مولود فرعون، ترجمها الدكتور عبد الرزاق عبيد، جمع فيها مولودفرعون بين الأدب و الإثنوغرافيا ، هي شهادات كتبتها اقلام جزائرية تعبرعن الأصالة الضاربة بجذورها في عمقالتاريخ لبلاد القبائل، و نقف الآن مع المؤرخ الجزائري عثمان سعدي في قوله: و إنكانت بعض القوى المعادية للعربية تريد أن تخلق للغة العربية ضرة لها كما يقال،فالعيب في العروبيين الذين أهملوا لغة “الضاد” في خطابهم اليومي.

و يُفْهَمُ من هذا التحليل أن العرب تنكروا أوتجاهلوا لغتهم إن صح القول ، بحيث لا نجدهم يتحدثون باللغة الفصحى، ليس في البيتفقط بل حتى في المؤسسات التربوية و في الجامعات، و عجزوا عن تعريب قطاع الصحة،يقول المؤرخ عثمان سعدي أن من مآسي الأمة العربية أن لغاتها غير معتنى بها، و هذاما شجع الإتحاد من أجل المتوسط إلى التفكير في إنشاء تجمع فرنكفوني بالمغرب العربيمرتبطا بفرنسا، كما دعا إلى وجوب التفرقةبين البربرية berberiteو النزعة البربرية berberisme، الأولى عنصر من تاريخ المغرب العربي و الثانية غيديولوجيا صنعها الإستعمارالفرنسي منذ 1830 من باب فرق تسد، نرى أنسياسة التقسيم و التفرقة لم تكون فيجانبها اللغوي فقط بل حتى في لجانب الجغرافي ، فماذا يعني المشرق العربي و المغربالعربي؟ طالما الجميع عرب، و لماذا لا يتفق بعض المشارقة و المغاربة، بحيث يرى بعضالمشارقة أن لهم الفضل في تعريب المغاربة، و من هذا المنطلق يقول مفكرون و منهمالدكتور عبد الله عبد الدايم أنه “لا نهضة بلا قومية و لا قومية بلا نهضة”،هذه الأخيرة بكل أبعادها الحضارية لا يمكن أن تتفجر ينابيعها في أمّة من الأممإلا إذا تمت في إطار تعبئة قومية حارة مؤمنة تجعلها حية و مستمرة، فما على أبناءهذه الأمة إلا أن يبنوا من خلال المستقبل المشرق الذي يردونه لأنفسهم، و لنا خيردليل في فلسفة المفكر ماك بن نبي عندما قال: إن النهضة الحقة لا تتأتى لأمة منالأمم إلا إذا اجتمع العلم و الوجدان أي أن تجتمع المعطيات العلمية مع المعطيات الروحية.

علجية عيش

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع