علال

555
علال
الداودي الخالدي

\

تمدد على الحصير البالي..طوق اليه ركبتيه الباردتين..ملفوفا في جلباب ممزق من على الركبتين..بدا كمومياء قديم ..طارد ذبابة من على حافة كوب الشاي البارد ارتشف جرعة احس بها تنزل صقيعا وسط امعائه …اشعل لفافة الطابا السوداء امتص منها نفسا عميقا ونفث الدخان سحابة تتموج تابعها بعينين غائرتين في محجريهما n..مد ابنه الصغير يده الى الكأس ..نهره (سير تلعب برا ..نوض..)جرى الصغير الى الخارج باكيا شاكيا(..واااامي راه ضربني..) صوت امرأة ناشز ينبعث من جنب الفران الطيني..(تعالى هداك را بغا اهتر..)لاكها مريرة في عمقه المحترق كغابة الشيح..وهمس بينه وبين ذاته المهترءة — حقا افطوه..بغيت نهتر .صرت تعيريني بخردة قديمة بعد ان كنت اسد الدوار كم بدلتك ا لأيام ..يوم كنت تقسمين لي الأيمانات الغليظة انك سوف تحمليني تاجا فوق رأسك..وكنت تفاخرين بي امام صوحباتك انك زوجة كابران شاف في الجندية ..التي ما عدت منها سوى بعاهة مستديمة ..الرصاصة كانت ارحم بي منك يا فطومه اصابتني في الفخد ولم تصبني مثلك في القلب…
تحامل على عكازه مستندا الى الجدار ..وخرج يجر قدمه العرجاء..مر حداءها وهي تكنس البهو (فين غادي؟؟) لم ينبس ببنت شفه حملق في الفضاء الواسع..وسار يجر قدمه جرا كأنما شدت الى اوتاد في ا لأرض..وقد تجادبته رؤى وتصورات لم يتبين اسودها من ابيضها ..احس كانما يجثو احدهم فوق صدره وبنفسه تكاد تزهق من بين اضلعه..دقات قلبه تزداد خفقانا ..رعشة شديدة سرت في جسده النحيل حتى ليكاد يسقط ارضا..غامت الأشياء امام عينيه واحس بدوران شديد وكأن ا لأرض تدور به والسماء..انعقد لسانه ..خارت قواه فسقط ارضا..هرول اهل الدوار صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونساؤهم..حاول جاهدا ان يفتح عينيه بدت له الوجوه كالحة تذوب رويدا رويدا وبا لأصوات تأتي بعيدة حاول ان يتبين وجه صغيره وسط الجمع…لم يستطع…بردت اوصاله وشاح بببصره بعيدا بعيدا..بعيدااا…لقد مات علال…

الداودي الخالدي _المغرب

 

تعليق 1
  1. الداودي الخالدي يقول

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    خالص الشكر والتقدير والاحترام لشخصكم الكريم طاقم مجلة وجريدة فكر الثقافية الادبية على كرم التوثيق والنشر.
    تمنياتي لكم بدوام التوفيق والسداد ولكافة اعضاء ومتتبعي الجريدة بمزيد من من البهاء والعطاء.
    الداودي الخالدي “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات