عاوز تتزوج.. خد أقولك ..؟!!

77
عاوز تتزوج.. خد أقولك ..؟!!
عبدالعليم مبارك

 

تعد النكتة أو الفكاهة أحد الفنون الأدبية التي تهدف إلى الترفيه والتَّرويح عن النفس، وترتبط أشد الارتباط بشخصيات معينة ممَّن تتوفر فيهم روح الدعابة التَّريقة، وغالبا ما تحمل النكتة رسائل مبطنة قد تكون نقدا أو سخرية عن الوضع الاجتماعي العام. كما تُعد روح الفكاهة والنكتة أهم المميزات التي تطبع شخصيتنا نحن المصريين والتي تدل فيما تدل عليه على حلاوة روحنا وخفة دمِّنا، فاستطعنا بذلك تصديرها إلى خارج حدودنا الجغرافية إلى مختلف دول العالم عموما والدول العربية خصوصا في شكل أعمال فنية درامية حصدت ولاتزال تحصد الملايين من المتابعين والمشاهدين لها، فعندما نقول أعمال فكاهية نقول أفلام اسماعيل ياسين، الزعيم عادل إمام وغيرهما ممن استأثروا بقلوب محبيهم ومتابعيهم من مختلف الأقطار.
شكل آخر للفكاهة وجد في مواقع التواصل الاجتماعي ضالته إنَّها “الفكاهة الشعبية” – إن صح التعبير- أبطالها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممَّن يجمعون بين موهبة التنكيت ومهارات استخدام هذه المواقع، فيمكن لحادثة أو قصة بسيطة مثلا أن تتحول إلى نكتة وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي وتصبح ترند في بضع ثواني فقط.
ومن بين الأخبار التي تحولت إلى نكت هذه الأيام خبر “صندوق دعم الأسرة” والمرتبط بقانون الأحوال الشخصية، والذي عجَّت به وسائل التواصل الاجتماعي ليصبح ترند ويحقق نسب مشاهدات وتفاعلات عالية من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتجدر الاشارة إلى أن هذا القانون لم يصدر بصفة رسمية ولم تتضح معالمه بعد إلا أن روح الدُّعابة المصرية سبقته قبل أن يصادق عليه أو يُفعَّل من الجهات المختصَّة، فهذا منشور على الفيسبوك يقول صاحبه “عاوز تتزوج وتذوق حط في الصندوق” وآخر يقول “ألو يا فندم أنا رحت البيت مالقيتش المدام، أيوى معلش عشان انت ما جددتش الاشتراك السنوي في الزواج، حضرتك ادفعه في أقرب ماكينة فوري وحا تروح تلاقي المدام، وهذه تغريدة يقول صاحبها “قم يا مصري مصر ديمًا بتناديك،… والله مانا قايم نلاقيها عاوزة مني فلوس”، وأخرى تقول “الحمد لله جات مستورة صندوق الأسرة ..100 جنيه بس..أكيد في أمل نتجوز”.
لاشك أنَّ حضور النكتة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال حرية التعبير ومواكبتها لمختلف الأحداث الداخلية والخارجية له ايجابياته في التنفيس والترويح عن النفس، وفي التعبير عن الرأي ورفع مختلف الانشغالات إلى المسؤولين في مختلف الهيئات الفاعلة عبر هذا الوسيط الذي يبدو أنه أصبح وسيطا فاعلا وحلقة وصل بين المسؤولين والشعب.
ثم إنني في رأي لا أستبعد على شعب تعوَّد على زرع البسمة على وجوه الناس أن يستخسر دفع مبلغ رمزي لدعم صندوق الأسرة – إذا ما تم تطبيقه – في سبيل مساعدة ممن هم مقبلين على تكوين أسر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع