ظَلّتْ تُراوِدُ سَمْعي

162

شعر عدنان عبد النبي البلداوي/

 

ترنيــمة مِن بليـــغ القولِ أهْداهـا

ما أسْعدَ القـلبَ لمــا كـانَ مَأواها

يشدو بها ورَفيـفُ الشَوقِ يُـؤنِسُه

شَــدْوَ الحنيـــنِ لأيـــامٍ بذكراهــا

مَجـْـدُولة صاغها وزنــاً وقافيـــةً

حتــى تَجَلَّتْ عروساً فـي مُحيّـاها

إنّ البيــانَ الـــذي قــد زادَها ألَقَـاً

قــد شَعَّ فارْتَدَّ طَرْفي حينَ وافاها

مَزْيونَة قـد بَراها فارْتَقَتْ وزَهَتْ

ما أجملَ الوصــفَ فتـّاناً بمَغْنـاها

كأنّ كلَّ ربيـــعِ الشـــعرِ جالَ بها

فَزادَها رَوْنقاً فـــي حُسْنِ مَرْعاها

ما كلُّ حَرْفٍ يُضِيءُ الجَوَّ مُنْفَرِدا

إنّ القِـلادةَ تزهو فــــي مَزايـــاها

ظَلّتْ تُراوِدُ سَمْعـي نَغمةٌ نَهَضَتْ

مــِـنْ بيـــنِ مَوْجَةِ الفـاظٍ تَلَقّـاهــا

ان البَديـــعَ اذا صاغَتْ روائـِـعَه

مواهبُ الشعر تسمو في مُؤَدّاها

اذا المعانـي تسامَتْ فـي تناسُقِها

بفضلِ تَرنيمةٍ قَــــدْ لامَسَتْ فاهـا

يحْلُو النشيدُ بها فـــي كــلِّ ناحيةٍ

قصيدُ زهـوٍ لمــن بالـودّ نـاغاهــا

يامَن تَرُوم العُلا كُنْ صادقاً فَطِناً

مَراتِبُ العِـزِّ لا تَرْضــى بأدْناها

فَمَــنْ تَوَلّى شؤوناً لا يُجيــدُ بـها

فقَد اضافَ انكِساراً فــي ثناياها

يَزْدانُ قولُكَ فــي حقٍ نَطقتَ به

فكُــنْ جريــئاً ولا تَعْبأ بأقذاهــا

مِن باقَةِ الشِعر أهدي الودَّ قافيةً

لِمَــنْ يُواكِبُ إصلاحا بِمَسْراها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع