صفاء الطين
جميلة مزرعاني
دهمت قيلولتي أرواح تتلبّس الطّين هبطت من عالمها العلوي تتهاوى على صفيح غفوتي تترع كأس الحياة تستقلّ قارب المسير قيد بوصلة تحثّ العبور لتجدّد تفّّرقها على وجه البسيطة. كلّ في منفذ يهيم. يتوارى سريعا خلف غمائم البصر يتبعه جلبة أيقظت عيني على بسملة استرخت لها شفاه الخاطرة تعيد إلى أذهاني أحاديث راسخة تعزّز رحلة الطّين صوت آت من يقين يهمس في أذن الصّمت. تذكّر يا ابن آدم أنّك لست خالدًا على وجه الأرض، قدم عابر لميقات يوم منقوش في عالم الغيب.كن سيّد نفسك متصالحًا مع ذاتك صديق فكرك يملي عليك لبّ الحقائق وجوهر الحقّ، كن وفيًا لعينيك توضّأ بنورهما بارًّا ببصرك ُيريك السندس أخضرالبحر أزرق والذهب أصفر. ثقْ بمسمعك كل حين وقت الطّنين ولحظة الأنين، بهزيج الفراش فوق الطّيوب، بحفيف السّنابل أبّان الحصيد، بخفّقة المناجل عند سطوع الفجر .لا تتنكّر لراحتيك المجبولتين بخميرة الطّين تنذران انبساطهما للعطاء، لفؤادك المسكوب من طهر وصفاء المتوازن الخفقان لولاه لا تنتظم لك حياة واحترس من نفسك الأمّارة بالسّوء وغدك المجهول في تلافيف الغيب أنوِ العزم لتكون من روّاد سفينة نوح ففي خيارك نجاتك وفي اختيارك تتبوّأ مقعدك من الآخرة وزادك ملء اليمين. سُرتَّ خاطري تباشير الصّوت الصّارخ يستفيقني من ذهولي وقد غزا التفكير شردتي لتستعيد حدقاتي لون الشّمس.
جميلة مزرعاني
ريحانة العرب
لبنان / الجنوب
