سياط الزّمن الكافر
جميلة مزرعاني
أعلّق جرسي في رقبة الزّمن الغاشم يكتم فورة ماء يتلبّد في فمي يتجمّد كقطع ثلج أضناها التّبريد تنبح ملامح القهر في وجه معوقات الدّهر تصيح مدارك الكتمان كثور هائج في مزرب مهجور.من يسمعك في زمن الأفاعي الرّقطاء والإبل المستقيلة من الصّحراء؟أرسم بالحبر الأسود تسونامي الغضب الفاجر. لا شاطئ مأمون لماء الفم غير سطور بتراء يتملّكها الضّجر من استفحال أزمات بات يؤرّقها الزّفير المشحون بصدى طواحين شاخ في معالمها الصّدأ، عجبًا كيف يتوارى الفرح عن وجوه العاطلين عن السّعادة؟ ترى من يهدم الهوّة بين ورديّة الشّفاه وسحب الحزن المتراكم في أفق المباهج المرتحلة؟ ما عاد للفرح لحظات تسجّل على ستائر الزمن لا لغفوة هنيئة لعين قريرة أو لقيلولة تحلّق بك في سماء السعادة كأنّك على بساط الرّيح تنعم بالسكينة. العمر قفار يا من يستفزّكم لعاب يراع تظنّنه يمتهن سرد الشّجن لا لن تصيبوا.مداده يودّ لو يغرق في بحور السعادة يبدّل نفور السّطور الضجرة ليقيم على ضفافها مدن الملاهي لسوّاح الفرح لكنّ واقع الحال يلقيه في مستنقع الزمن الكافر ينصب له الأفخاخ تمسسه السّياط من كلّ جانب.فلا عين رأت ولا اهتزّ وجدان.
جميلة مزرعاني
لبنان الجنوب
ريحانة العرب