ســبـعـون عــامًا يـا فـلسـطين

716

هي هيــئـةُ الامــمِ الــتي لا تَـــدفـــعُ

ظُــــــلمًــــــا ولا حَـــقًّــــــــا تُـــعــــــيــــــدُ وتُـــرجِـــــعُ

 

هي هــيــئــةُ الامُــمِ الـــقــويّــةِ لا ترى

مَـــنْ حَــولـها وعــــلى الــبــقـيـــــــةِ تَـخــــضــعُ

 

هي هــيـئــةُ الامــمِ التي قـد أصبحتْ

خَـــــــــــــولاً  لصــهــيــــــــــونٍ جــمـيـــــعًـــــا تـــركـــــعُ

 

هي هـيــئـــةٌ لا خـيـرَ فــيــها يُـــرتــــجـــى

مـشـــــــلــولـــــــةُ الاطــــرافِ حـينَ تُـــجَـــعْـــجِـعُ

 

أُمَــمًـــا أراهـــا عــنـــد تِــعــــدادي لــهــا

والاقــــويـــــــــــــــــــــــــــــاءُ بـــــهــــــــــا ذئــــــــــابٌ تَــــــقــــــــبـــعٌ

 

صِـهـيـونُ حـاكـمُها وســيـدُها الذي

مــــــا شــــــــاءَ يَـــفـــعَــــــلُ والــمُــــــــــوَكَــــلُ يــدفـــعُ

 

يــا أيُّــــهـا الامُــمُ الكــســيحــةُ لم أجــدْ

وصــــــــفًــا لإمّـــعَــــــــــــةٍ يُـــــــــهـــــــــــــانُ ويُــــــصـــــفَــــعُ

 

فـي مـجـلـسِ الامــنِ ومـجـلـسُ أمــنـهـا

كـعــصـــــــابــةٍ فــيــــــهِ الــحــقــــــوقُ تُــقــــــطّــــــــعُ

 

ســـبـعـونَ عــامًـا في مــدارجـه انتهتْ

آلامُ شـــــــعـــــبٍ والـــمـــــــــــــــآســـي أفــــــضـــــــعُ

 

ســــبـعونَ عـــامًـا وهي دامــيـةٌ مَضتْ

في مـجــلــــسِ الامــــــــــنِ ولا مَــنْ يَــســـــمَــعُ

 

آمَــنـــتُ إيــمــــــــانَ الـمُـــسَــــلِّــــــمِ أمـــــرَهُ

لـــغــــةَ الـســـلامِ مـــــــع العُــــتـــــــــاةِ تَــــضــــرُّعُ

 

لــغـةُ السـلامِ الى المُسَــوّفِ راحةٌ

في كامبِ ديفــدَ شــــــــاهـدٌ فــلـهـــا دعـــوا

 

هــذي فـلـسـطينٌ ضـحيـةُ مجلسٍ

أمـســتْ كـســـوقٍ والــدمــــــــــاءُ تُــضَـــــيّــــعُ

 

ســوقٌ لِـحُـكــــامٍ تَــواطَـــــــأَ جُــلُّـــهــمْ

بـــاعـــــــــوا قَـضـيَّــــــتَـهـــــا وفي هـــــذا ســــــــعــــوا

 

وعلى المـنـابرِ  هُـمْ أمـامَ شُـعـوبِهمْ

يـتـصـارخـونَ وكَــمْ عـــلــيــهـــــا قَــعْـــقَــــعُـــوا

 

وإذا خَـــلُـوا بـكَــبـيـرِهِـمْ فـعـيونُهُمْ

مِنْ فَـرطِ مـا ضحكـوا تَـهِــــلُّ وتَـدمَـــعُ

 

فـنـقـولُ هـا هُمْ يـا فِلسطينَ الجوى

حُـكّـــــامُـــــنــا الاشـــرافِ فــيـــكِ تَــــلـــــوعـــوا

 

ونُــصــدقُ الــوغــدَ اللـئــيـمَ إذا بــكا

فــنــقـــولُ هـــذا نـــاصـــرُ الــدينِ فَـــعُـــوا

 

وإذا تَـكـشّـفَ أمرُهُ يــأتي الذي

مَـنْ يَـبــصِـمُ الـعـــشـــرَ لهم يــتـــضرعُ

 

ويَـظلُّ شــعـبًـا في الـمـتـاهةِ سـائرًا

سَـــبــعينَ عــــامًـــا والـــــمَـــــزيــــــدَ تَـــــوقَّـــــعــوا


الدنمارك / كوبنهاجن

الخميس في 19 / نيسان / 2018

تعليق 1
  1. avatar

    "آمنتُ إيمانَ الدِّماءِ بنفسِها
    فأنا الصبيغُ بها صباحَ مساءِ"

    سبعونَ عاماً مِنَ الخيبةِ والهزيمةِ والهجْرةِ والانتظار، ومِنَ الحنين. سبعونَ عاماً مِنَ التشهير والسمعةِ المستباحة. سبعونَ عاماً تجُوبُ الآفاق، تفترش الأرض وتلتحف السماء. تحْلُمُ وتكْتبُ وتبكي. سبعونَ عاماً انْتظرَتْهُ أمامَ أبوابٍ أمم مقفلةٍ صَلْدَة. انْتظرَتْهُ على الشواطئ والموانئ والمطارات، وانتظرَتْهُ في الزوايا وعندَ المفارقِ والمنعطفات.

    تَعِبَتْ، وأعياها الجريُ والتفتيش. أضناها البحثُ ولفَّها صمتٌ موجع. شرِّدَها الهوى، وأتعَبَها طولُ الإنتظار. قتلتها المرارة والهزائم والأحزان. جَفّت عواطفُها، فانتظرتهُ طيراً أبابيل، يرميهم بحجارةً من سجيل.

    كم زارَها طيفُهُ في اليقظةِ والمَنَام! حِذوَةُ حِصانِه "تشَرْقِط" ناراً مِنْ ذهَب. كم راوَدَها رجاء! كم تمَنتْ في سرِّها لو صادَفَتْهُ! لو استفزَّتْ كرامَتهُ بساقيها ونهدَيها العاريين ليثأرَ لنوَّار. أختها نُوَّار "الهَتِيكة الإزار، على رُبى الرَّمْلةِ والخليل".

    تريدُهُ خيلاً وليلاً وبيداء، تريدُهُ نسراً وأرْزاً، جَبَلاً وسيفاً قاطعا. أُغنية حُبّ أو طعنة في القلب. نجماً يسطعُ في السماء، فارساً يموتُ فداءً لزهرة ومدينة، لِمَنْدِيلٍ وعذراءْ؛ أو أميراً تفيءُ إلى سنى عينيه، ترتاحُ برأسها على زنديه، وعلى الشعر النابتِ في الصَّدْر، أو شاعراً يَخزُنُ في داخلِه مجدَ الأنبياء. هذا النصرُ معقودٌ على جبينكَ. المجدُ لك والحنينُ لك يا أشرفَ الناس، وأطهرَ الناس وأكرمَ الناس.

    في عِرْنينِهِ شَمَمٌ، في قلبِهِ عَزْمٌ وتأكيد، في خلقِه عِزٌ وشَرَف، وكرامَتُهُ مِنَ اللهِ الشهادة. إذا وَعَدَ وفى. وإن صامَ أو صلَّى اتّقى. مِنْ أجلِها يموت، وتغلي دماؤه في العروق عندما يغارُ أو يغضب، ويعتريهِ في حُبِّها مسٌ مِنْ جُنون.
    فتىً سيِّداً لا يدانيهِ في القوم سائرُ الفتيان. يُدْركُ قيمة الأوطان، يَحْميها بأشفار العين، يحفظها في حنايا القلب، يُصَلي لها ويصُونُها في حربٍ أو سلام. تريدُهُ إلهً في الأرض، أو بعضَ إلهْ، أو تريدُه بشَراً لم يولدْ بَعْدْ، أو مُقاوِماً في فلسطينَ ولبنانَ، وفي بغدادَ، وَبعْدْ…

    الأخوان رحباني قدَّما لفلسطين ما عجز عنه العرب والإسلام معا.. وهذا الكلام على عاتقي ومسؤوليتي.

    سبعون عاما
    "وعيوننا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم
    تدورُ في أروقة المعابد
    تعانقُ الكنائسَ القديمة
    وتمسحُ الحزنَ عَنِ المساجد

    لن يُقفلَ بابُ مدينتنا
    فأنا ذاهبةٌ لأصلي
    سأدقُّ على الأبواب
    وسأفتحُها الأبواب

    وستغسلُ يا نهرَ الأردن
    وجهي بمياه قدسية
    وستمحو يا نهر الأردن
    آثارَ القدمِ الهمجِيّة"

    https://www.youtube.com/watch?v=-9wkjMGZ9n8

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع